رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محطات
العراق ولبنان وجهان لمشهد واحد

لم تتوقف الاحتجاجات فى لبنان والعراق منذ عدة أسابيع، والغريب أن دوافع وخلفيات هذه الاحتجاجات تكاد تتطابق فى الدولتين، حيث التركيبة السكانية المتعددة التى لم يحسن التعامل معها وإدارتها لتكون مصدر غنى وثراء، وليس باعثا للانقسام والعداء، وقد تشابهت فى شوارع البلدين الشعارات التى تدعو لإسقاط النظام الفاسد، وكان صراخ الحشود فى كلا البلدين صراخا موضوعيا تسنده جميع تقارير المنظمات الدولية المعنية بالشفافية ومكافحة الفساد، التى تؤكد أن مئات المليارات من الدولارات من موارد البلدين سرقت ونهبت ونقلت إلى حسابات شخصيات متنفذة، بينما بقى الشباب البائس لا يجدون عملا يقتاتون به أو يبدأون به حياتهم، فمستويات البطالة بلغت معدلات تبرر خروجهم بصدور عارية أمام هراوات ورصاص قوات الأمن، كما بلغ التدهور فى قطاع الخدمات حدا مزريا، أصبح يتعذر معه حصول مئات الآلاف من اللبنانيين والعراقيين على حقوقهم فى التعليم والصحة والكهرباء والمياه والخدمات الأساسية. وكان تفشى فيروس المحسوبية والرشوة هو التشابه الأساسى بين البلدين، وقد وصل الأمر حسب روايات مواطنين فى البلدين إلى حد شراء مقاعد مجلس النواب وحقائب الوزراء. وفى الحقيقة هذه القواسم المشتركة لو اجتمعت فى الولايات المتحدة الأمريكية، لانفجرت شوارعها وولاياتها بالاضطرابات والاحتجاجات. وهو ما يؤكد أن على المعنيين فى كلا البلدين وغيرهم فى منطقتنا العمل من أجل إعادة بناء أوطاننا على مفهوم المواطنة وسيادة القانون، لأن التنازع والصراع بين الطوائف والأيديولوجيات والجهويات وقادتها كما يحدث فى دولنا يجعلها تحمل أسباب فنائها، ولنستثمر هذه الهزة القوية التى جاءت من الشارع من أجل إعادة بناء دولتين كبيرتين عزيزتين على قلب كل عربى.


لمزيد من مقالات أسماء الحسينى

رابط دائم: