لست فى وارد تكرار ما ذكرته سابقا عدة مرات من أن نصوص مؤلفات الأستاذ مصطفى بكرى عن عملية يناير عام 2011 وحكم الإخوان الأسود، تؤسس لركن مهم فى المكتبة العربية يكاد يكون هو التأريخ الموثق المكتوب الوحيد لأحداث تلك الفترة شديدة الاضطراب، ومنذ أيام صدر لمصطفى بكرى نص ضخم جديد (468 صفحة) بعنوان: (الطرف الثالث ـ دور الإخوان وحماس فى أحداث 25 يناير)، واعتمد فيه على لقاءات حية بالكثيرين من أطراف هذا الملف، وعلى نصوص تحقيقات ونص وحيثيات حكم محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى عام 2019 الذى تضمن دلالات قاطعة مدعمة بالوثائق والمستندات على دور الإخوان وحماس وخطابهم السياسى والإعلامى وكيف استخدموا الخداع الاستراتيجى فى لعبتهم بالأحداث واستغلوها كما استغلوا انتهازية طلائعها للوصول إلى السيطرة على البلد والتحكم فى مساراتها، وشرح الكتاب تفصيلا مسألة اختراق الحدود واقتحام السجون وعملية تهريب سامى شهاب، وتعرض بمعلومات لم تذكر من قبل لمن كان وراء موقعة الجمل، مشيرا إلى من قتل المتظاهرين.. الجزء المتعلق باقتحام الحدود وتخطيط الإخوان لإحداث حالة من الفوضى والقيام بعمليات قتل أثناءها لإشاعة الفوضى وسط الجماهير، واعتماد المشروع فى اجتماع لمكتب الإرشاد عام 2010، ثم استخدامهم أحد فروعهم وهو حماس فى عملية اختراق الحدود واقتحام السجون، هو من أكثر فصول هذا النص البديع إثارة وإضاءة، وعلى الرغم من أن مصطفى بكرى (حتى فى مقدمة الكتاب) التزم الحياد فى وصف ما جرى فى يناير الذى رآه البعض مؤامرة من ألفه إلى يائه ورآه البعض الآخر مؤامرة بدأت منذ 28 يناير 2011، فإن كل ما ذكره ذلك الكاتب الوطنى فى نصه يؤكد أن ما جرى فى يناير كان مؤامرة من ألفه إلى يائه، وأن الحوادث الغامضة فى موقعة الجمل وقتل المتظاهرين، وماسبيرو كانت من تخطيط وتنفيذ جماعة الإخوان وفرعها فى حماس. ولم أستغرب إهداء مصطفى كتابه إلى الشهيد المقدم محمد مبروك بطل أمن الدولة الذى كشف فى تحقيقاته عن خيوط المؤامرة القذرة التى انخرطت فيها قوى الإخوان والتطرف متعاونة مع كل المجموعات التى دفعت بها أمريكا والغرب إلى الساحة للتحريض والتهييج، فمجرد الإهداء هو إضاءة لمعنى واحد وهو أن ما جرى كان مؤامرة..
لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع رابط دائم: