رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
مؤامرة البارود!

مؤامرة البارود هى إحدى الوقائع المثيرة للغاية فى التاريخ البريطاني، و التى يتذكرها ويحتفل بها الإنجليز سنويا فى مثل هذه الأيام من شهر نوفمبر كل عام. لقد ذكرتنا بتلك المؤامرة المراسم، التى يبدو بعضها غريبا، وصاحبت ذهاب ملكة بريطانيا للبرلمان لإلقاء خطابها المعتاد فى افتتاح الدورة الجديدة لأقدم برلمانات العالم، منذ ثلاثة أسابيع، يوم الاثنين 14 أكتوبر الماضى. وشملت تلك المراسم، كما هى العادة، ذهاب الملكة للبرلمان بعربتها التقليدية التى تجرها الأحصنة، وإن أحجمت, كما جاء فى الأنباء, عن لبس التاج بسبب ثقله على رأسها فى سنها المتقدمة. المهم، أن إحدى الممارسات التقليدية هو بدء الاحتفال بتفتيش الحرس الملكى لأقبية البرلمان بالمصابيح لمنع أى مؤامرة! طبعا ليست هنا أى مؤامرة، ولكنه تقليد يشير إلى محاولة لتفجير البرلمان البريطانى جرت منذ أكثر من أربعمائة عام، و تحديدا فى عام 1605 على يد ناشطين من الكاثوليك، وعرفت بذلك الاسم مؤامرة البارود!. تنسب هذه المؤامرة إلى جاى فوكس (1570-1606) الذى خطط, مع زملاء له, لاغتيال الملك جيمس الأول واستعادة الكاثوليكية للعرش، فقاموا بتأجير غرفة فى قبو أسفل مجلس اللوردات ملأوها بالبارود توطئة لتفجيرها، غير أن معلومات وصلت للسلطات بالمؤامرة، فتم تفتيش قصر وستمنستر (مبنى البرلمان) صباح يوم 5 نوفمبر، حيث كان جاى فوكس يحرس المتفجرات. قبض على جاى وتعرض لتعذيب هائل أرغمه على الاعتراف بكل شيء، وعوقب المتهمون بالسحل على الأرض بالأحصنة ورؤوسهم ناحية الأرض، ثم قطعت أعضاؤهم التناسلية وحرقت أمامهم، قبل أن تقطع رؤوسهم وتستأصل أحشاؤهم وقلوبهم، وتقسم جثثهم إلى أربعة أقسام ترسل الى الجهات الأربع وتترك فريسة للطيور الجارحة. وحتى اليوم يسمى 5 نوفمبر فى بريطانيا بيوم جاى فوكس ويحتفل فيه بنجاة الملك من المؤامرة . أما الممارسات البشعة والوحشية ضد الثوار أو المتمردين، فلم تكن هناك منظمات حقوق إنسان تتحدث عنها، بل لم تكن أفكار حقوق الإنسان قد ظهرت بعد!.

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: