بعيدا عن نظرية المؤامرة التى مازال البعض لا يقبل بها ويتشكك فى صحة وجودها كبند أساسى فى لعبة الأمم فإن ما يجرى فى عدد من الدول العربية الشقيقة هذه الأيام مثل لبنان والعراق والجزائر يعكس بما لا يدع مجالا لأى شك وجود مخطط دولى بمشاركة ذيول إقليمية لإحداث حالة مزاجية متهورة لكى يسود «مزاج الفوضى» فى هذه المنطقة التى باتت منذ هبوب عواصف الربيع المزعوم قبل 9 سنوات ساحة مفتوحة تجرى لها أشرس عملية تعبئة نفسية ليس من أجل الإصلاح والتغيير، وإنما للاندفاع نحو المجهول.
إن هستيريا «الفوضى» التى يجرى النفخ فى نيرانها المشتعلة بصيحات الغضب والاحتجاج المشروعة طلبا للعديد من الحقوق المعيشية المشروعة بدأت تأخذ منحنى خطيرا بالاتجاه إلى قطع الطرقات ومحاولة صنع عصيان مدنى، بينما الموقف الاقتصادى والاجتماعى لا يتحمل مثل هذا النوع من الحمى السياسية التى ترفع درجة حرارة التوتر فى الشارع وتنذر بوقوع كارثة ولو عن طريق الخطأ عندما يتصاعد رفض الأغلبية الصامتة لقطع الطرقات الذى هو بمثابة قطع الأرزاق لمن يكسبون قوتهم يوما بيوم ولا تتحمل أوضاعهم المعيشية الصعبة مزيدا من الاختناق.
ورغم أن الأمور لم تصل بعد إلى النقطة الحرجة التى لا يمكن الرجوع بعدها ومن ثم تعريض هذه الأوطان لخطر الحرب الأهلية فإن الحاجة باتت ماسة لاتخاذ خطوة سياسية جريئة من أجل الابتعاد عن حافة الهاوية التى يستخدمها بعض تجار السياسة كورقة ضغط لحسابهم وليس لصالح الحراك الشعبى ومطالبه المشروعة.
وظنى أنه ليس هناك من مخرج مأمون لكى تتحول محنة الذهاب إلى الفوضى إلى ما يشبه استفتاء جديد لإرادة شعوب المنطقة لحماية أمنها واستقرارها وسلامها الاجتماعى ووحدة التراب الوطنى من أطماع الطامعين وهم كثر فى الداخل والخارج على حد سواء.
إن صوت العقل يجب أن يرتفع فى الشوارع والميادين العربية رفضا لهستيريا الانفعال والمزايدة وتجنبا لمخاطر الفوضى المهلكة التى لن يكسب من ورائها أحد سوى من يريدون إعادة فرض الوصاية والحماية على دول المنطقة.. وليس هناك خيار سوى السعى الجاد والصادق لانتصار العقل على انفعالات اللحظة مهما تكن مشروعية مسببات هذا الانفعال!
خير الكلام:
<< شر الناس هو الذى بجهله يضر نفسه والناس!
Mor
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: