رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة حوار
قوائم سياسية

تتداول مختلف أطياف الأزمة اللبنانية هذه الأيام قوائم بأسماء أعدائها لتعرضهم للتصفية من الجماهير الغاضبة (يعنى تحرقهم)، وتستغل فى ذلك النغمة التى حاول أن يشيعها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبنانى فى خطابه قبل أيام حين وجه اتهامات خطيرة بالعمالة لسفارات وأجهزة مخابرات أجنبية لكل من سولت له نفسه تبنى رأى يخالف إرادته خلال أحداث ذلك الحراك، ووصل فى هذا إلى مستوى مضحك جدا حين قال موجها كلامه لأعضاء الحكومة: (مش على ذوقك تقول أنا راح أمشى.. راح أفل.. هذا تهرب من المسئولية والذى يتهرب يجب أن يحاكم!!) محذرا من مغبة الاستقالات الحكومية التى جاءت تجاوبا مع روح الحراك الشعبى ومطالبه، والتى ترفض كل الطبقة السياسية الحاكمة وضمنها بالطبع نصر الله..

كان الأسلوب الغامض الذى حاول به نصر الله أن يبدو مكارا حين حجب الأسماء التى توضح اتهاماته، سببا فى انتشار قوائم تتضمن أسماء وتؤكد أن تلك الأسماء هى التى كان يقصدها حسن نصر الله، فهم يقولون فى قوائمهم: إن الذين يتقاضون أموالا من السفارات للقيام بالحراك هم: فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق، وملياردير مصرى صاحب شركة أم تدير شركة لبنانية، وحزب القوات اللبنانية، والحزب التقدمى الاشتراكى وأشرف ريفى الذى يقود منظمة حراس المدينة فى طرابلس، وحزب سبعة (وإليه ينتسب شعار: كلن يعنى كلن) وهو ممول فى نظر أصحاب تلك القوائم أمريكيا، ولم تكتف تلك القوائم بتحديد أسماء من أرادت اغتيالهم سياسيا وشخصيا ومعنويا، وإنما حددت كذلك (الشرفاء) من وجهة نظرها، فقالت إن الشرفاء هم الحزب الشيوعى وحركة الشعب والحراك المدنى وحركة مواطنين ومواطنات..

وهذا السلوك بإعداد قوائم للذين يجب إقصاؤهم والذين يجب الاحتفال بهم هو أمر شبيه بما جرى فى مصر قبل عشر سنوات بالضبط إبان عملية يناير 2011، إذ تنشأ وسط أى اضطراب جماعات تحاول تصفية خصومها وتصعيد أصدقائها بحجة السلطة الثورية، ويساعد المناخ الذى يشيعه أمثال حسن نصر الله فى لبنان أو الإخوان المسلمين فى مصر بإثارة أقصى درجات الريبة وسط الجموع بحيث لا يعرف الناس من الذى معهم ومن ضدهم ويضربون فى تيه الحيرة والارتباك أو ينصرفون هم لكتابة قوائمهم السياسية التى يغتالون فيها خصومهم وأعداءهم.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع

رابط دائم: