عين على الأحداث
ثناء وداليا

يمر الوقت، تطوى السنوات، ولا نشعر بثقل إيقاعها إلا عندما يغادرنا فجأة بعض منا .الرحيل المفاجئ يكون صادما وحزينا، لكن ليس بوسعنا إلا الرضا بقضاء الله، وطلب الرحمة والمغفرة لمن فاتنا، وأن ينزل الصبر والتماسك على من حوله من أهل وأصدقاء. الأيام الماضية صدمنا برحيل مفاجئ لزهرتين من الأهرام، كلتاهما تمتعت بدماثة الخلق ولطف التعامل مع المحيطين بهما، ما كنت ترى على وجهيهما إلا السماحة والبشاشة والرضا. رحلت ثناء زايد التى بدأت رحلتها فى مجلة الشباب قبل أن تنتقل للأهرام اليومى بقسم المرأة. وكانت حتى آخر يوم موجودة فى عملها، وتركت وراءها سيرة طيبة ومحبة وتقديرا من المحيطين لجدها وحسن أدائها وطيب أخلاقها.

وكان الرحيل الثانى للعزيزة داليا أحمد حسين، التى مازلت أذكر بداياتها بالأهرام فهى ابنة الزميل العزيز الراحل أحمد حسين مدير التحرير غزير التجربة فى مجال القضايا والتشريعات القانونية، إلى جانب تميزه فى الصياغة الصحفية، وقبل ذلك كله طيب معشره مع الجميع. كان يأمل رحمه الله أن تتمكن داليا من شق طريقها فى ذلك المجال الشاق: الصحافة. وجاء رحيله بعد أن بدأت داليا بالفعل تضع قدمها على الطريق لتحجز لها مقعدا بين زميلات وزملاء محبين ومقدرين، ولم يكن الأمر - فى تصورى باليسير على تلك الزهرة الجميلة: داليا. حققت قبل الرحيل ما كان يأمل فيه والدها ليشعر لدى اللقاء بأن ابنته حملت الراية قدر ما استطاعت، وقد خلفا وراءهما الذكرى الطيبة ومحبة لهما لا تخفت مع الزمن، وإن ابتعدا عنا. ألهم الله سبحانه أسرتى ثناء وداليا السكينة والقوة، ولله ما أعطى ولله ما أخذ.