رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مجرد رأى
من الذاكرة

12 ـ كلام فى الصحافة : من العادات التى تعودتها ألا أخجل من إخراج ورقة وقلم أسجل بهما ما أسمعه فى الاجتماعات أو اللقاءات التى أحضرها بعد أن تعلمت ألا أعتمد على الذاكرة . فهى فى البداية حديد لكنها تشيخ مع الزمن عندما تمتلىء صفحات المخ ويجد الإنسان نفسه يتذكر بالتفصيل أحداثا جرت من ستين سنة ..أيام المدرسة والمدرسين وأول فيلم سينمائى وحوارا مع أبيه وبنت الجيران وغير ذلك من الأحداث التى سجلها الإنسان فى ذاكرته بخط واضح ، بينما أصبح عاديا نسيانه ماذا حدث قبل 60 ساعة .

وعندما سافرت إلى اليابان لأول مرة عام 1974 أعجبنى نوع من الأجندات الصغيرة التى توضع فى الجيب، وتصنيعها بالغ الجودة يحافظ على شكلها ولا يعرضها للقدم . وفى ثلاثة صناديق عندى توجد 140 أجندة من هذا النوع كتب على كل منها رقمها وتاريخها وتضم معظم ذكرياتى حتى شهر يوليو 8991 .

وأعترف بأننى تعلمت هذه العادة من أستاذى محمد حسنين هيكل الذى كان يسجل مايمر عليه فى اليوم نفسه. وأذكر يوم وفاة الرئيس جمال عبد الناصر أن كان الأستاذ يشكو لنا فى اجتماع الأهرام اليومى الساعة الخامسة مساء ، من تعبه الشديد ورغبته فى النوم لكنه ماكاد يعود إلى مكتبه حتى تلقى الحدث الذى عاش معه حتى منتصف ليل ذلك اليوم . وسألته وهو خارج فقال لى إنه مازال أمامه علقة تسجيل كل ماشاهده ومر به عندما يعود لبيته .

إلا أننى عرفت صحفيين يتميزون بذاكرة مثل الكمبيوتر على رأسهم مصطفى أمين الذى سألته مرة تليفونيا عن خبر نشر فى فبراير 1952 فسرد علىِّ الخبر وحكايته ! كذلك كان الراحل إبراهيم سعدة ينفرد بأنه لا يمسك قلما وورقة فى كل الاجتماعات التى يحضرها وكانت ذاكرته جهاز تسجيل يحتفظ فيه بما رأى وسمع . ونفس الشىء بالنسبة للدكتور مصطفى الفقى الذى يحكى وكأنه خارج لتوه من اجتماع مضى عليه 30 سنة ! وكل شىء له استثناء لكن القاعدة هى النسيان !

[email protected]
لمزيد من مقالات صلاح منتصر

رابط دائم: