على الطريق
أغان لتمجيد البلطجة

مطرب شعبى دخل فى خلاف مع نقابة المهن الموسيقية، وكنت أنوى الدفاع عنه لقناعتى بأنه لا يجوز لأحد أن يمنع شخصا من الغناء وأن الحكم يجب أن يترك للجمهور ولكن قررت أن ألقى نظرة أولا على ما يقدمه من أعمال فنية فكان الأمر مفزعا.

معظم الأغانى التى شاهدتها تدور حول فكرة واحدة هى تمجيد البلطجة والبلطجية، وتذكرهم بالاسم وتحدد مآثرهم فى هذا المجال، فمنهم (مقاتل جارح) وآخر (سلاحه سارح) وثالث زعيم الدائرة بلا منازع وهكذا.

وتتفاخر تلك الأغانى بما يقوم به هؤلاء (الأبطال) من أعمال جليلة تؤكد قدراتهم الخارقة (احنا الأشباح والعصابات) و(حانزل أعاركك بمطوة قرن) بل تهدد الآخرين (لو سفاح..  دمك ساح).

والأخطر من ذلك أنها تتحدث عن قتل الآخرين وكأنه أمر طبيعى ومنطقى يقوم به هؤلاء فى مواجهة من يتحدون سلطاتهم (أثبت جاى حاموتك) و(ضربة موت ومش حتفوت) و(أنا دباح وقلبى أنا راح).

الغريب والمزعج فى هذا الشأن أن مشاهدات تلك الأغانى على الإنترنت تصل لأكثر من 16 مليون مشاهدة وهو ما يعنى أن ثقافة العنف المقدمة تلقى تأييدا كبيرا..

وهنا مكمن الخطورة. تلك الأغانى وغيرها هى السبب فى انتشار سلوكيات البلطجة فى كثير من المناطق الشعبية ولعلها السبب فى دفع أحد الشباب لقتل آخر مؤخرا باعتبار القتل (فضيلة) تدعو إليها تلك الأغاني.

ما زلت أعتقد أن من حق هذا المطرب أن يغنى ولكنى أرجوه بل استحلفه أن يستغل شعبيته الجارفة لنشر قيم اجتماعية سامية بعيدا عن القتل والذبح وسفك الدماء.