رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مجرد رأى
الأهرام تاجر عطور

11ـ كلام فى الصحافة: سواء كان اسمها هزيمة أو نكسة فالحادث أنها فور وقوعها فى يونيو 67 فإنها أنهت حالة النشاط التى سادت سوق الإعلانات فى مصر، لدرجة أن كل مساحات الإعلانات فى صحيفة كبرى مثل الأهرام لم تكن تتجاوز نصف صفحة فقط وربما أقل!

وتذكر الساحر عبد الله عبد البارى فترة عمله فى البداية فى شركة مصر للطيران واكتشف أن السوق الحرة فى المطارات المصرية قد خلت من معروضات مستحضرات التجميل من روائح ومساحيق وأحمر شفاه لخلو الخزينة المصرية من العملة الصعبة التى تستورد بها الشركة هذه المستحضرات من الخارج. وهكذا تفتق ذهن الساحر عبد البارى عن فكرة أن يوفر الأهرام كمؤسسة هذه المستحضرات دون أن يدفع دولارا واحدا!

ففى فرنسا يوجد أكبر بائع لهذه المستحضرات وهى شركة اسمها لانكوم فهى المسيطرة على النسبة الكبيرة من كل المستحضرات التى تعرضها أسواق العالم الحرة. واستطاع عبد البارى أن يقنع الشركة بحاجتها إلى الإعلان عن منتجاتها فى صحيفة الأهرام وعلى أساس أنه لابد أن يأتى يوم تنقشع فيه سحابة الهزيمة فتبقى أسماء منتجات لانكوم فى الأذهان.

ووجدت شركة لانكوم أنها ليست ملزمة بسداد أى مبالغ مالية نظير الإعلانات التى ينشرها الأهرام وإنما عليها أن تسدد مقابل إعلاناتها للأهرام من منتجاتها المختلفة من روائح وأحمر شفاه وماسكارا. وبذلك أصبح الأهرام فجأة أهم تاجر لمستحضرات التجميل فى المنطقة العربية. وهذه المستحضرات سلمها الأهرام لشركة مصر للطيران على أساس تسديد ثمنها للأهرام بالجنيه المصرى بينما تبيعها الأسواق الحرة بالدولار.

عملية شريفة تحقق الفائدة لجميع أطرافها. فشركة لانكوم ملأت إعلاناتها صحيفة الأهرام خاصة ملحق عدد الجمعة. والأهرام قام بتحصيل ثمن هذه الإعلانات فى صورة منتجات من لا نكوم باعها لشركة مصر للطيران وحصل ثمنها بالجنيه المصرى. وشركة مصر للطيران بدورها باعتها بالدولار وكسبت فيها، وهذا هو السحر!

[email protected]
لمزيد من مقالات صلاح منتصر

رابط دائم: