نجوع.. نموت ويبقى الوطن

متى يفيق مقاولو هدم الأوطان تجار الموت والخراب الذين باعوا ضمائرهم العفنة بثمن بخس فصاروا مطية لمن يدفعون, متى يدركون أن مصر عصية على منالات الأوغاد البلهاء الذين فقدوا فى غيهم وتغييب عقولهم حب الوطن كما فقدوا الشعور بالانتماء له، فالانتماء من المفاهيم المتوارثة التى تولد مع الإنسان. فحب الوطن أمر فطرى أثير فى النفوس موضع الصبا ومكان النشأة ومهد التاريخ، يقول الأصمعى: يحن الإنسان إلى وطنه حتى وان كان غيره أكثر نفعا. ويقول الشاعر: وللأوطان فى دم كل حر يد سلفت ودين مستحق. ويتجلى الحب والانتماء بالاهتمام بمصالحه والتضحية فى سبيله والدفاع عنه بالغالى والنفيس وافتدائه بالروح والمال من أجل تحقيق عزته وكرامته, فالنضال من أجله من حقوق الوطن على المواطن الذى يجد فيه الأمن والاستقرار.

تجلت الشخصية المصرية فى الأحداث الأخيرة فى مواجهة الهجمة الشرسة التى تعرضت لها مصر وكان رد فعلها, إلا مصر, مصر أولا ومصر أخيرا, فالمخرب الفعلى هو الذى يسعى لفرض مشكلات وقضايا زائفة بهدف استنزاف الوطن وتشتيته عن الأخطار الحقيقية, فالمصرى الأصيل مرتبط بوطنه مستعد للتضحية دفاعا عنه, وهناك من يخون. فجموع الشعب المصرى التى احتشدت أمام المنصة بمدينة نصر بمنزلة تفويض مستحق للرئيس عبد الفتاح السيسى واصطفاف شعبى متجدد واستعادة لروح نصر أكتوبر و30 يونيو بينما كانت الجماعة الإرهابية تسعى لإثارة الفوضى من أبواقها المسعورة كذبا وبادعاء خروج مظاهرات ضد الرئيس ومؤسسات الدولة اعتمادا على مشاهد ساذجة مزيفة. الشعوب الحرة ناضلت وقاتلت وقدمت الكثير من أبنائها فداء فى سبيل أمن الوطن واستقراره, فإذا ضاع الوطن هل ينفع المال؟.