رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

التنمية المستديمة وحقوق كبار السن

دفعنى وشجعنى على كتابة هذا المقال ما نشر بجريدة «الاهرام» عدد الجمعة 4/ 10 تحت عنوان شبح التقدم فى العمر، للكاتبة هناء دكروري، بالاضافة الى كونى ادخل فى تعداد الـ700 مليون شخص حول العالم والذين يتجاوز عمرهم الستين عاما. والذين ينتظر ان يرتفع عددهم ليصل الى مليارى شخص، بما يقرب من 20 فى المائة من اجمالى سكان العالم عام 2050. وهو ما يتطلب الربط وإبراز جوهر التنمية المستديمة وفلسفتها على مستوى الثقافة والإعلام والتعليم والتربية وحقوق كل الأجيال: الأطفال والشباب والكبار وأيضا واجباتهم. وذلك بالعمل على دمج هذه الكتل من تعداد المجتمع كطاقات إيجابية فاعلة فى سياسات وبرامج التنمية المستديمة وتحديث مجتمعاتنا العربية بشكل خاص. وذلك من خلال: نشر ثقافة كبار السن طاقات ايجابية وليست عالة او عبئا على المجتمع وطموحاته، ولا تهميش لمسئوليتها تجاه التنمية والتحديث بما يتفق مع متغيرات العصر والمسئولية الوطنية للجميع. وقد يساعد على ذلك: تشجيع وفتح المجالات أمام من يستطيع منهم «كبار السن» للمساهمة فى الأعمال الخيرية التطوعية او بمقابل محدود، وإتاحة المشاركة لهم بالعمل من المنزل عبر الإنترنت وسيلة العصر وأداته فى بعض الجهات والتى تحتاج لخبراتهم. واللجوء الى التمييز الإيجابى فى تحديد نسب محدودة فى عضوية بعض المؤسسات كمجلس النواب بالنسبة للمعينين بما يمنحهم فرص التعبير عن تلك الأجيال. وتهيئة الظروف المناسبة والإمكانات اللازمة لإقامتهم مشاريع بسيطة تخدم مجتمعهم المحلى البسيط خاصة فى الريف والمناطق الشعبية كالمشاركة فى برامج محو الأمية بكل أنواعها ونشر الثقافة والتوعية الصحية والبيئية. وتوفير الأنشطة والفاعليات الرياضية والثقافية والفنية التى تساعدهم على ممارسة الهوايات المناسبة لقدراتهم فى الاندية والمراكز الرياضية والثقافية والساحات الشعبية.

الاهتمام بالخدمات التى تسهل لهم ممارسات الحياة على مستوى وسائل المواصلات والتمتع بدخول المرافق السياحية «المتاحف والأماكن الاثرية ودور العرض والمعارض» باشتراكات رمزية، مما يجعل منهم أشخاصا قادرين على مواجهة والمشاركة فى الحياة والاستمتاع بها دون طلب العون او المساعدة من الغير أبناء أقارب مؤسسات خيرية، وتحميهم من كثير من الأمراض التى تنتج عن الشعور بالوحدة او عدم المشاركة فى تسيير حركة الحياة، تدمجهم فى برامج التنمية حتى لا يصل الأمر ببعضهم الى الشعور بعدم جدوى الحياة له وللآخرين أو دخولهم فى حالات الانسحاب او اللامبالاة بالغد، فهؤلاء هم من ربوا النشء وأوصلوهم لمرحلة الشباب.

دمج كبار السن فى الحياة وفى التنمية ضرورة ومسئولية جهات عدة حتى لا يتحولوا الى معارضين لبرامج التحديث او مناهضين للأفكار المستحدثة او شعورهم باليأس. وأخيرا فمن حقهم تفعيل دعوة الأمم المتحدة بإحياء اليوم العالمى الذى قررته قبل 29 عاما يوما للاحتفاء بالمسنين فى الأول من شهر اكتوبر سنويا بما يدعم ويغرس قيم التواصل بين الأجيال وقبول الآخر والوفاء لمن سبقوا فى أداء رسالتهم.


لمزيد من مقالات د. منى الحديدى

رابط دائم: