كان الخميس الماضى شاهدا على انفراج فى أزمتى سوريا وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «البريكسيت» ليعطى ذلك بارقة أمل فى انفراج قضيتين يعد عدم حلهما - دون مبالغة - تهديدا خطيرا للسلم والاستقرار العالمي.
ما يستوجب الاهتمام فى المفاوضات الأوروبية مع بريطانيا بشأن خروجها المنظم من عضوية الاتحاد، حرص الجانبين على إيجاد حل توافقى لتفادى الفوضى فى اللحظة الأخيرة، وليس محاولة التمسك بالمواقف التى يرى البعض أنها هى الصحيحة. ويؤكد ذلك المعنى رئيس المفوضية جان كلود يونكر الذى عقب بقوله:إذا توافرت النية يتوافر السبيل. هذا تماما ما نحتاجه فى التعاطى مع أزمات منطقتنا من سوريا لليمن لليبيا للجزائر للبنان. على صعيد الأزمة السورية والعدوان التركي، شكلت مهمة الوفد الأمريكى إلى أنقرة قوة دبلوماسية ضاربة برئاسة نائب الرئيس مايك بنس وعكست تحركا حازما لتفادى الأسوأ، ولإفهام إردوغان أن عليه وقف عملياته العدوانية على سوريا، وأن الأزمات يمكن حلها بالحوار إذا خلصت النوايا. وستظهر الأيام القادمة النوايا الحقيقية للأطراف الفاعلة فى سوريا بعد التحرك الأمريكى لتدارك ما أفسده قرار ترامب بانسحاب سريع ومفاجئ لقواته من شمال سوريا. ورغم التفاهم الذى توصل له مايك بنس فى أنقرة، فإن الطبول مازالت تقرع على مايبدو لحين اللقاء المرتقب لإردوغان مع بوتين بعد غد الثلاثاء بموسكو. روسيا تشهد أيضا يومى 24 و25 الشهر الحالى قمة روسيا - إفريقيا الأولى فى سوتشى برئاسة كل من الرئيسين السيسى وبوتين، وتتيح الفرصة أمام مصر لاستعراض أهم تطورات المنطقة مع القيادة الروسية والتعرف على النوايا الحقيقية: هل ستدق أجراس السلام أم يستمر قرع طبول الحرب؟
لمزيد من مقالات إيناس نور رابط دائم: