لا سبيل للقضاء على الإرهاب من دون القضاء على الفكر المتطرف.
ولا سبيل لمحاربة الفكر المتطرف إلا إذا تم اجتثاث هذا الفكر من جذوره.
لهذا السبب، حرص دعاة الفكر المتطرف منذ عقود طويلة على إنشاء مؤسسات «موازية» لنشر هذه السموم فى عقول أبنائنا وبناتنا، فى محاولة للاستحواذ على أجيال بأكملها، بعيدا عن الرقابة أو السيطرة الرسمية للدولة.
ولا شك فى أن ضبط بؤرة للفكر المتطرف داخل أحد «سناتر» الدروس الخصوصية بأكتوبر كان إيذانا بأن الدولة لم تعد تملك رفاهة التساهل أو التباطؤ أكثر من ذلك فى جهود تضييق الخناق على أحد المنابع الرئيسية للإرهاب، وهى مراكز الدروس الخصوصية التى تعمل منذ زمن بمعزل عن القانون.
وقد لعب الوعى الشعبى، الذى طالما نادت به الدولة، ونادى به الرئيس، دورا مهما للغاية فى الكشف عن هذه البؤرة تحديدا، وذلك عبر قيام مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى بنشر تفاصيل وصور وفيديوهات تفضح النشاط المريب لـ»السنتر» المشبوه، الذى لم يكن ـ رغم كونه مدرسة اسما ـ يتبع وزارة التعليم من قريب أو من بعيد.
وجاء إغلاق «سنتر التطرف» بعد أيام قليلة من قرار جريء و«محترم» تأخر كثيرا من وزارة التعليم، أنهت فيه خدمات 1070 من المدرسين ممن لديهم أفكار وانتماءات متطرفة، وصدرت بحق بعضهم أحكام قضائية.
كما تزامنت هذه التحركات، مع قيام مسئولى وزارتى التعليم والأوقاف ببحث سبل تنفيذ برامج تثقيفية مشتركة بين الوزارتين، تشمل مجال بناء الشخصية ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
.. لن تفلح أى جهود لمحاربة الإرهاب، إلا بمزيج من المواجهات الشعبية والمؤسساتية، بجانب المواجهة الأمنية، عبر اتخاذ قرارات وإجراءات جريئة من هذا النوع، للكشف عن بؤر إفساد عقول أبنائنا وبناتنا، وتطهير مؤسساتنا من مروجى وحاملى الأفكار الشاذة.
.. وهكذا، تورد الإبل.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام; رابط دائم: