رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أى استخفاف بعقولنا

يتابع معظمنا بقلق بالغ العدوان التركى الوحشى على سوريا الشقيقة..وقد ساورنا القلق منذ أعلن الرئيس الأمريكى. دونالد ترامب سحب قواته من المنطقة المجاورة للحدود التركية السورية وبعدها ببضعة أيام شن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان هجوما واسعا على دولة عضو فى الامم المتحدة وأيقن كثيرون أن أردوغان ما كان يمكنه الدخول الى شبر واحد فى الأراضى السورية إلا بعد تلقى الضوء الأخضر من ترامب.. وهو ما أكدته عدة مواقف وتصريحات من الجانبين، مثل نفى وزير الدفاع التركى قصف منطقة مجاورة لوحدة أمريكية فى سوريا وتأكيده أن التنسيق مستمر بين الجانبين، الأمريكى والتركي!.

من جهة ثانية اعترضت واشنطن على صدور قرار إدانة للعدوان التركى من مجلس الامن الدولى الذى انعقد بطلب من بعض الدول على إثر العدوان.. ومن الامور الجديرة بالتأمل فتح أبواب السجون فى الشمال السورى للآلاف من ميليشيات تنظيم داعش الإرهابى، وقد استغل اردوغان هذا الموضوع فى ابتزاز الدول الاوروبية التى عارضت غزوه وهدد بإرسال ارهابيى داعش اليها اى انه اعتراف صارخ بأنه المتحكم مع حلفائه فى هذا التنظيم.. واندهش البعض منا، من اين أتى اردوغان بكل هذه القوة على تحدى العالم بأسره والذى انضمت حتى امريكا،من باب رفع العتب، فى إدانته.. والاقرب الى المنطق ان الاغا التركى والذى كان ينتظر بشغف تمزيق الوطن العربى الى دويلات عرقية وطائفية وفق مخطط الشرق الاوسط الكبير الذى كان هو احد اطرافه قد دخل فى محاولة جديدة بعدما أفشلت ثورة الثلاثين من يونيو المصرية المخطط الجهنمى وأصابته لوثة جنونية ضد مصر وقائدها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فلا يمر يوم تقريبا دون هجومه على الرجل الذى تصدى لأحط مخطط كان يتهدد الوطن العربى بأكمله فانتقل المتآمرون الى فصل جديد يتمثل فى الغزو العسكرى لسوريا، الإقليم الشمالى لمصر وحيث الجيش الأول للجمهورية العربية المتحدة إبان الوحدة بين القطرين..

ويصعب على اى عربى ألا يصيبه الذهول، من موقف التفرج والعجز، خاصة من الولايات المتحدة الامريكية، التى تقيم الدنيا ولا تقعدها اذا تعرض احد العملاء الى مجرد مساءلة قانونية فى وطنه..كذلك، كشف العدوان التركى الغادر على سوريا عن المزيد من كراهية المتأسلمين العرب للأوطان، فقد اطلقوا على جيش العدوان التركى صفة، الجيش المحمدى! اى تدليس هذا واى خيانة يستحيل ان يجد لها تبريرا اى مواطن شريف، الادهى ان الإخوانى التركى اردوغان اطلق على عدوانه عنوان «نبع السلام» بما يؤكد نهج هؤلاء فى التزييف الفاضح.. حتى كتابة هذه السطور، كان العدوان التركى وهو الفصل الجديد فى مؤامرة تفتيت الوطن العربى والتى استهدفت مصر فى المقام الاول لا يزال مستمرا وسط عالم يكتفى بالإدانات الشفهية، ولكن هذا العالم، يشهد مرحلة من أخطر المراحل التى تمر بها البشرية لأن التخاذل المريب عن ردع المختل التركى الذى يريد احتلال الوطن العربى بادعاء إحياء الخلافة، والتى اذاقتنا الذل والهوان والتخلف عدة قرون، يفتح الباب امام فوضى عارمة، ولكنى على ثقة من دحر هذا العدوان الذى كشف العديد من اوراق اعداء، استخفوا بعقولنا، وانتصار سوريا سيكون قريبا بإذن الله..


لمزيد من مقالات فريدة الشوباشى

رابط دائم: