منذ مئات السنين والعثمانيون وأحفادهم لا يتوقفون عن أحلامهم المتوحشة فى التوسع وتكوين إمبراطورية، لاتحكمهم الأديان، ولا يستحيون من الأعراف، ولا تردعهم القوانين، ليست لديهم مشكلة فى تنفيذ مخططاتهم ولو على جثامين البشر.. ..فالتاريخ أكبر شاهد على ارتكابهم مذابح معلنة أودت بحياة مئات الآلاف من البشر، ولم ينس أحد ما ارتكبوه بحق الأرمن أو الأشوريين وأخيرا ضد الأكراد.
عندما نفتش فى صفحتهم مع الاشقاء السوريين نجدها صفحة مليئة بالسواد، فقبل استقلال سوريا كانت تركيا تحتل الأراضى الواسعة وكانت تؤازر الفرنسيين بوضوح، وهم الذين اقتطعوا 160 الف كيلومتر مربع من الاراضى السورية، ومع تأزم العلاقة مع سوريا كان التقارب التركى الاسرائيلى يتزايد حتى أخذ مرحلة خطيرة من التنامى العسكرى، وكونت تركيا مع الكيان الصهيونى حلفا شكل خطرا على كل المنطقة العربية، ولم يتوقف الامر عند معاركهم مع أكراد حزب العمال الكردستانى قديما أو توغلهم فى الاراضى السورية وتشريد عشرات الآلاف خلال الايام الماضية ..بل كانت هناك معارك أخرى تلعب فيها الدراما التركية دورا كبيرا فى إظهار الاضطهاد العثمانى فى سوريا ابان الاحتلال ..وهكذا ظلت الامور تأخذ حالات متنوعة من الهدوء والشد، ولعب الاتراك دورا خطيرا ومكشوفا لحساب حلفائهم فى أوروبا وامريكا وذلك بدليل تحالفهم مع الجيش الحر فى سوريا وقيامهم بدور مماثل لما تقوم به داعش من ارهاب وقتل وتشريد، وان لم يكن الامر هكذا فما جدوى الاجتياح والغزو التركى للاراضى السورية ؟ أعتقد أنه بات من المهم على العالم والمجتمع الدولى أن يتحرك ويوقف هذا العبث ضد الإنسانية وأن يحاكم أردوغان زعيم الامبريالية والمطامع التوسعية.. فهل يتحرك أحد؟
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى رابط دائم: