رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

يوم الكشف

إن بغض الجماعة الكارهة للوطن ومؤسساته، وإرهاب هذه الجماعة الذى اعتادته طوال تاريخها لم ينل من الوطن ولا قلبه الصلب والصلد «جيشه العظيم» شيئا.. ورغم تحالف هذه الجماعة الكارهة مع فلول نشطاء ومرتزقة ـ كارهى الوطن ـ محبى الفوضى والعنف، فإن الوطن بنسيجه الاجتماعى ومواطنيه الأشراف انتصر على أيديولوجية الكراهية والعنف والخوف. لم تنجح دعوات الجماعة الكارهة «ومن لف لفهم ودار فى فلكهم» من بعض قوى اليسار والليبرالية والأناركيين وكل ملل الفوضويين والانفصاليين عاشقى الدماء فى تخويف المواطنين عبر ميليشياتهم وكتائبهم.. ولم ينجحوا ولو لذرة فى هزيمة الشعب بمؤسساته «وفى قلبها جيش مصر الحر». لم ينجح الإعلام المارق والخائن بكل معانى الكلمة فى إعادة إنتاج الفوضى وكسر هيبة الدولة وتحريض المواطنين وتهييجهم ضد دولتهم ومؤسساتهم كما حدث فى الماضي.. لقد سقطت أقنعة تزييف الوعى والانقضاض على الدولة والتحريض على سفك الدماء وبث الفوضي.

انكشفت أهداف الجماعة الكارهة لكل ما هو مصرى ووطني.. انكشفت خيوط المؤامرة على الوطن من كتائب الفوضويين والإرهابيين والدول الداعية لها «تركيا وقطر» وإعلامهما القذر. 27سبتمبر.. يوم انكشف فيه زيف كل حقود وكاره وسافك للدماء.. يوم انكشفت فيه خيوط مؤامرة الإعلام الكاذب الذى تموله دول مارقة خارجة عن كل الأعراف الدولية.

يوم كشف إرادة شعب وقوته وثقته فى اختياره ودعمه لمؤسسته العريقة صاحبة الدور المشرف على مدار التاريخ. يوم كشف أن المصريين يدركون معنى كلمة وطن.. ويدركون أن فى استقرار وطنهم درسا لكل مارق وخائن. يوم كشف أن للدولة حصنا ودرعا يصمد أمام هلاوس المخرفين والأفاقين. يوم كشف أن الأزمات التى تمر بها البلاد على المستوى الاقتصادى وزيادة موجات الغلاء نتيجة برامج الإصلاح الاقتصادى التى تمت ولم يكن هناك مفر من تأجيلها، هى أزمات طارئة سرعان ما ستنتهى مع سياسات الإصلاحات الاقتصادية الجارية والصحوة الصناعية والإفاقة الاستثمارية التى بثت نبض الحياة من جديد فى شريان الاقتصاد المصري.. يوم كشف أن من يعانون جراء هذه الأزمات الاقتصادية هم المواطنون الذين دافعوا عن دولتهم من خفافيش الظلام وسماسرة حرق الأوطان ودعاة الانفلات والفوضي. يوم أكد وبلا أى ادعاء أو ثرثرة أو طنطنة مستثقفو المقاهى ومرتادو ثرثرة النوادى الليلية، أن رصيد الجيش المصرى والرئيس لدى المصريين يفوق كره الكارهين للوطن وبغض البغضاء على مؤسسات الدولة وفى عمقها قلبها الصلب. فالقوات المسلحة ملك للشعب، مهمتها حماية البلاد، والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها.. إلخ، هكذا احترم المصريون تاريخ نضال هذه المؤسسة العريقة، مثلما قدروا النص الدستورى فى المادة 200 حتى وإن لم يقرأوه.

العقد الاجتماعى الجديد بين الدولة ومواطنيها منذ ثورة 30 يونيو المجيدة يشير إلى أنه فى إطار مضمون حق المواطن فى موارد كسب عيش مناسب، يتزامن معه حفاظه على دولته ومؤسساته.

هذه هى أسمى تفسيرات الشرعية.. فالدولة تعتمد أشكالها على شرعيتها السياسية، أى على مدى قبول الشعب بها. وهو ما جسده الشعب المصرى فى كل مواقفه بعد 30 يونيو.

وباستثناء من لديهم اعتراضات على مفهوم الدولة كالفوضويين والإخوان والإرهابيين، فإن معظم الناس مستعدون للقبول بحكوماتهم فى حالات الخطر وتهديد أمنهم. فالديمقراطية بمعناها الواسع والحقيقى والذى يتناسب مع ظروف وبيئة كل مجتمع ـ تتطلب وجود درجة عالية من الوعى بالدولة ومؤسساتها وهو ما عبر عنه المواطنون فى هذا اليوم.

فلقد وعى المصريون واستفادوا بما حدث منذ يناير 2011 فى محاولات انهيار الدولة ذاتها.. فالدولة ضرورة لأنه بدونها يصبح المجتمع منقسما إلى معسكرات متنافرة كما حدث فى مصر إبان فترة حكم الجماعة الكارهة «الإخوان وأعوانهم». وصدع المؤسسات ومحاولات الانقضاض عليها وإضعافها.

لقد وعى المصريون أن بناء الدولة هى عملية صعبة وشاقة وتحتاج إلى تكاتف الجميع حتى إن كانت هناك تحديات ومشكلات ومنغصات على المواطنين على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية، فهذا لا يبرر أبدا القيام بمهام تؤسس وترسخ لفلسفة العنف القائم على القمع والقتل والإرهاب، وتقسيم المجتمع والانقضاض على مؤسسات الدولة.

نعم.. إنه اليوم الذى فضح وكشف المصريون فيه ادعاءات الإعلام الكاره وأسهموا مع دولتهم فى الحفاظ على تماسك البنيان المجتمعى بكل مؤسساته وجميع أعضائه.


لمزيد من مقالات صبرى سعيد

رابط دائم: