رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
السادات للمشير إسماعيل.. سنحارب هذا العام!

10- كان حلم الذهاب إلى الحرب الشاملة أملا يراود كل مصرى منذ أن وقفت قواتنا المسلحة على أقدامها بثبات، وتخطت كل أوجاع وآلام وجراح هزيمة 1967 بالنجاح فى استكمال بناء خط الدفاع الأول غرب القناة مع مطلع عام 1968 بجهد فكرى وبدنى ومعنوى جبار قاده ببراعة ثلاثة من القادة العظام، وهم الفريق الأول محمد فوزى وزير الحربية والفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان واللواء أحمد إسماعيل على قائد الجبهة، وهو إنجاز رهيب تم تحت النار والدمار الذى صبته القوات الإسرائيلية ضد قواتنا على طول خط الجبهة وضد مدن القناة الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس، مما دفع القيادة المصرية لاتخاذ قرار إخلاء المدن الثلاث من سكانها تحسبا لجنون رد الفعل الإسرائيلى المحتمل بعد بدء هدير المدفعية المصرية على الجبهة واستعادة القوات المصرية قدرا كبيرا من الروح المعنوية العالية بفضل عمليتى رأس العش فى يوليو 1967 وإغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات فى أكتوبر 1967.

وليس بمقدور أحد أن يشكك فى صحة بدء وضع خطط جسورة للعبور منذ نهاية عام 1968 بينها جرانيت 1 وجرانيت 2 والمآذن العالية، وكلها جرى مراجعتها وتطويرها وإعادة النظر فى آلياتها وأهدافها طبقا لمتغيرات الحساب السياسى والاستراتيجى الدقيق مرحلة بعد أخرى، ولكن للحقيقة وللتاريخ فإن أول توجيه سياسى للقيادة العسكرية بشأن الحرب جرى فى أول مارس 1973 عندما استدعى الرئيس السادات الفريق أول أحمد إسماعيل على للقاء منفرد فى استراحة متواضعة فى منطقة كينج مريوط القريبة من الإسكندرية، وبعد أن اطمأن السادات من وزير الحربية إلى استكمال بناء الساتر الترابى على الضفة الغربية للقناة بارتفاع يفوق الساتر الترابى الذى أقامته إسرائيل على الضفة الشرقية واطمأن أيضا إلى نتائج تجارب التدريب على العبور فى منطقة ترعة الخطاطبة التى تتشابه مع المجرى المائى لقناة السويس، قال السادات للمشير: «على بركة الله سوف نحارب هذا العام 1973 وسوف نتناقش لاحقا بشأن الموعد النهائي» ولم يبلغ السادات أحمد إسماعيل بأنه سوف يستدعيه مرة أخرى فى ذات المكان للقاء مع الرئيس السورى حافظ الأسد للاتفاق على قرار الحرب بتنسيق وتعاون مصرى سورى مشترك وتحت القيادة العسكرية للفريق أحمد إسماعيل علي. وأظن أنه بعد انتهاء قمة السادات والأسد «غير المعلنة» فى كينج مريوط خلال شهر أبريل 1973 والتى حضرها المشير أحمد إسماعيل وعرض خلالها اللواء محمد عبد الغنى الجمسى سلسلة البدائل التى أعدتها هيئة العمليات عن أنسب الأوقات الملائمة للقتال خصوصا على جبهة قناة السويس.. بدأ قرار الحرب يدخل حيز التنفيذ وتوالت اجتماعات التنسيق السرية بين العسكريين المصريين والسوريين والتى بلغت ذروتها فى اجتماع الغواصة بالإسكندرية قبل موعد الحرب بأسابيع قليلة.

وغدا نواصل استعادة بعض من شريط الذكريات لأمجد الأيام والساعات فى تاريخ مصر الحديث

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: