رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
وكانت المفاجأة للسوفيت.. العبور بدون قنبلة ذرية!

6 – علينا أن نتذكر جيدا صورة المشهد العام قبل وقوع زلزال العبور المجيد ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973... كان جميع الخبراء العسكريين فى العالم بمن فيهم الخبراء السوفيت، الذين أمضوا عدة سنوات على جبهة القتال قبل صدور قرار الاستغناء عنهم فى يوليو 1972 – كانوا جميعا دون استثناء – يرون أن عبور قناة السويس ليس مسألة صعبة فحسب، وإنما تمثل انتحارا غير مأمون العواقب للقدرة السياسية والعسكرية المصرية لأن الثمن سوف يكون باهظا.. كان هؤلاء الخبراء العالميون يبنون تقديراتهم على أن الأمر يقترب من المستحيل ويحتاج إلى معجزة فى زمن لم تعد فيه معجزات، مثلما كان يحدث فى عصور الأنبياء والرسل... كان من بين أهم الأسباب التى استند إليها الخبراء العالميون فى القول باستحالة العبور أن قناة السويس تمثل فى حد ذاتها حاجزا مائيا من أصعب الحواجز فى الممرات المائية العالمية، يضاف إلى ذلك أن إسرائيل عززت من صعوبة هذا المانع المائى لجعله مانعا يستحيل عبوره بإجراءين هما بناء خط تحصينات دفاعية على امتداد الضفة الشرقية للقناة يطلق عليه اسم «خط بارليف» يتكون من سلسلة متصلة من المواقع الحصينة التى يحميها ساتر ترابى رهيب يصل ارتفاعه فى بعض المناطق إلى ما يزيد على 25 مترا.

وربما يكون ضروريا ومفيدا أن أروى واقعة مدونة فى سجلات القوات المسلحة على لسان الفريق سعد مأمون قائد الجيش الثانى الميدانى حول وقائع لقاء تم بينه وبين كبير الخبراء العسكريين السوفيت فى مصر عقب الانتهاء من مناورات الربيع عام 1972، حيث أبدى كبير الخبراء دهشته من اهتمام المصريين بتجارب العبور لأنه حسب تقديره يرى أن عبور القوات المسلحة المصرية قناة السويس بات أمرا شبه مستحيل ويحتاج إلى امتلاك مصر قنبلة ذرية، بعد أن أضاف الإسرائيليون إلى المصاعب الرهيبة للمجرى المائى ومتغيرات المد والجذر فى القناة مانعين رهيبان إضافيين هما خط التحصينات الدفاعية المسمى بخط بارليف وكذلك الساتر الترابى الرهيب الذى يرتفع إلى ما يزيد على 20 مترا على امتداد الشاطئ الشرقى للقناة.

وكان أفضل ما فعله الفريق سعد مأمون هو الصمت وعدم الدخول فى نقاش مع كبير الخبراء السوفيت خشية أن يتسرب شيء عما كان العقل المصرى قد توصل إليه من حلول لاجتياز المواقع الثلاثة «القناة وخط بارليف والساتر الترابى» بأقل قدر من الخسائر.

وكم كان سعد مأمون يتمنى أن يكون كبير الخبراء السوفيت موجودا معنا يوم 6 أكتوبر ويرى بعينه أنه كان مخطئا فى تقديراته بعد نجاح قواتنا المسلحة فى إنجاز العبور المجيد دون حاجة إلى امتلاك واستخدام القنبلة الذرية، لكن أمنية مأمون لم تتحقق لأن السادات كان قد اتخذ قرارا فى يوليو 1972 بالاستغناء عن الخبراء السوفيت وتم ترحيلهم جميعا قبل نشوب الحرب بـ 15 شهرا.

وغدا نواصل استعادة بعض من شريط الذكريات لأمجد الأيام والساعات فى تاريخ مصر الحديث

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: