رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نهر الحياة

بريد الجمعة;

ـ د.أ. ب: ينحصر سؤالك عن حدود العلاقة بين الرجل والمرأة، وتفاديا للعواقب الوخيمة التى تترتب على وجودهما معا فى أماكن مغلقة، فإن أقصى ما يسمح به بينهما هو الكلام بالمعروف فى مكان مفتوح أمام الناس جميعا، فى غير ريبة ولا شهوة، ومن غير تماس ولا تقارب ولا مصافحة ولا ما فوق ذلك، فالصداقة بين الجنسين لها مجالات وحدود وآداب، فمجالها الصداقة بين الأب وبناته والأخ وأخوته، والرجل وعماته، وخالاته، وهى المعروفة بصلة الرحم والقيام بحق القرابة، وكذلك بين الزوج وزوجته، وفى كل ذلك حب إن ضعفت قوته فهى صداقة ورابطة مشروعة، أما فى غير هذه المجالات كصداقة الزميل لزميلته فى العمل أو الدراسة، أو الشريك لشريكته فى نشاط استثمارى مثلا، أو صداقة الجيران أو الصداقة فى الرحلات وغير ذلك، فلابد لهذه الصداقة من التزام كل الآداب بين الجنسين، بمعنى ستر العورات والتزام الأدب فى الحديث، وعدم المصافحة المكشوفة، والقبل عند التحية، وما إلى ذلك مما يرتكب من أمور لا يوافق عليها دين ولا عرف.

والصداقة فى غير المجالات المشروعة تكون أخطر ما تكون فى سن الشباب، حيث العاطفة القوية التى تغطى على العقل، فإذا ضعف العقل أمام العاطفة القوية كانت الأخطار الجسيمة، وبخاصة ما يمس منها الشرف الذى هو أغلى ما يحرص عليه كل عاقل، ولقد جعل الله كل طرف يميل إلى الآخر بغريزة أودعت فى النفس لبقاء النسل، ولبقاء هذه الحياة، ولقد حدد الإسلام طريقة ومنهج العلاقة التى يجب أن تكون بين الذكر والأنثى، فإما أنها علاقة مع المحارم كالأمهات والبنات، أو علاقة مع ما أحلها الله له من الزوجات بضوابطها الشرعية، أما كل علاقة بين الرجل والمرأة خارج هذا النطاق، فلا تتم من المسلم إلا على سبيل الاضطرار أو الحاجة.

وقد أمر الله المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار، وحفظ الفروج، وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك، فقد قال سبحانه: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون» (النور 30)، فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن فى الدنيا والآخرة، وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب العذاب فى الدنيا والآخرة، نسأل الله العافية من ذلك.

وأخبر عز وجل أنه خبير بما يصنعه الناس، وأنه لا يخفى عليه خافية، وفى ذلك تحذير للمؤمن من ارتكاب ما حرم الله عليه، والإعراض عما شرع الله له، وتذكير له بأن الله سبحانه يراه ويعلم أفعاله الطيبة وغيرها. كما قال تعالى: «يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور» (غافر 19)، فعلى كل واحد أن يتقى ربَّه فى السر والعلن، وأن يبتعد عما حرَّمه عليه.

.....................

ف. ع. ق: حرمان المرأة من ميراثها حرام، وهو أكل للأموال بالباطل، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» (النساء29)، ولم يوكل سبحانه هذه القسمة لا إلى نبى ولا رسول، وإنما أنزلها سبحانه وتعالى قرآناً يتلى، ورتب على مخالفتها الوعيد الشديد؛ بل إنه تعالى ذكر المواريث، ثم قال سبحانه: «وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ» (النساء14)، وقال رسول الله محذراً من أكل الأموال بالباطل: «مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ» رواه مسلم، ومن ثمّ لا يجوز منع النساء من حقوقهن ولا إحراجهن للتنازل عن التركة.

إن الحرام لا يبارك الله فيه، وقال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ هَذَا المالَ خَضِرَةٌ حلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُباركْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِى يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى» رواه البخاري.

....................

ـ م.أ.ب : ليس الإشكال فى وقوع الذنب، وإنما الإشكال فى الإصرار عليه واستمرائه؛ فإن النبى صلى الله عليه وسلم قد قال: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ. رواه مسلم. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ، فالمهم أن يبادر العاصى إلى التوبة وأن تسوءه سيئته؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَسُرَّ بِهَا وَعَمِلَ سَيِّئَةً فَسَاءَتْهُ فَهُوَ مُؤْمِن.

ومما يجب عليك فعله أن تتبع السيئة بالحسنة حتى تمحوها، كما قال صلى الله عليه وسلم: اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ، فالمصيبة أن يتابع العبد بين السيئات دون توبة واستغفار، كما قال صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِى قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ. وَهُوَ الرَّانُ الَّذِى ذَكَرَ اللَّهُ «كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُون»َ، وأسأل الله لك صلاح أمرك.

........................

ـ ب. ت: إهدأ ولا تتسرع فى اتخاذ القرار، ودع الأمور تسير، إلى أن تتضح الرؤية أمامك تماما.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق