تعالت الصيحات فى الآونة الأخيرة لوقف الاستخدام المفرط للمنتجات البلاستيكية فى حياتنا اليومية بخاصة الأكياس البلاستيكية لما تمثله من تأثيرات ضارة على البيئة والصحة العامة ، لذلك كان محور المناقشات التى تناولتها ورشة العمل التى أقامها منتدى القاهرة للتغير المناخى بمدينة الجونة بهدف تأصيل الروابط بين الصحافة البيئية وأدوات التواصل الاجتماعى تحت عنوان «تحديات الصحافة البيئية فى عصر هيمنة وسائل التواصل الاجتماعى... دعوة لفهم أفضل لقضايا التغير المناخى» واتخذ المنتدى تجربة محافظة البحر الأحمر فى الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية ، وكيفية نشر تلك الفكرة من خلال دور الصحافة البيئية وتوظيفها فى إطار أنماط التواصل الاجتماعى.
أشار فيليب موبى رئيس المنتدى العلمى بالسفارة الألمانية بالقاهرة إلى أن قرار المحافظة بمنع استعمال الأكياس البلاستيكية بمثابة قرار تاريخى يساعد بشكل كبير فى حماية البيئة والحياة البرية والبحرية ، مع توفير المناخ السليم لحماية الشعاب المرجانية خاصة بعد ظهور حيتان نافقة ومعدتها مكتظة بالأكياس البلاستيكية ، وأضاف أن مدينة الغردقة وخاصة منطقة الجونة من أهم وجهات السياح الألمان للاستمتاع بالشواطىء ورحلات الغوص ، بجانب استقرار أعداد كبيرة من الألمان فى تلك المدينة الساحرة.
من جانبه، أوضح اللواء احمد عبدالله محافظ البحر الأحمر فى لقائه مع صحفيى ورشة العمل أن القرار الذى اتخذه بصدد منع استخدام الأكياس البلاستيكية فى مدن المحافظة جاء لكونها محافظة سياحية والسياحة رأسمالها، والحفاظ على البيئة جزء من رأس المال، ولدينا إجراءات لإزالة أى تلوث للهواء، وقرارات بمنع إقامة المصانع على سواحل البحر الأحمر لمنع أى تلوث أو صرف صناعى، وأضاف أن المحافظة تركز على توليد الكهرباء بطاقة الرياح وفى المدن الجنوبية نعتمد على الطاقة الشمسية، ولتحقيق التعادل الكربونى بما يتوافق مع البيئة اتجهت المحافظة إلى التوسع فى الزراعات التى تعتمد على المياه الرمادية لتحقيق التوازن بين ما تنتجه المراكب والسيارات ومختلف الأنشطة الإنسانية بنسب أعلى من الاكسجين لتنقية الهواء وضمان جودته.
وأوضح أن قرار منع الأكياس البلاستيكية واجه الكثير من المشكلات لكن استمرت المحاولات واستبدل بالأكياس الورقية، وتكاتفت معنا نقابة الصيادلة بالمحافظة من خلال مبادرة توزيع شنط مصنعة من الورق وتم توزيعها بالمجان على الصيدليات، كذلك وزعت المحافظة أكثر من 15 ألف شنطة بالمجان على الأهالى ونحن الآن بصدد توزيع 12 ألفا أخرى، والجهود كلها متوجهة لرفع تصنيف الغردقة من درجة 21 ضمن أهم 25 مدينة فى العالم إلى درجة أفضل، فالمحافظة لديها مقومات سياحية تحتاج للحماية من خطر البلاستيك مثل أسماك القرش والتى تدر دخلا أكثر من 200 ألف دولار سنويا بسبب إقبال السياح على مشاهدتها وتصويرها، وكذلك عروس البحر تدر أكثر من 10 آلاف دولار سنويا لمشاهدة رقصها مع السلاحف البحرية.
تطبيق منع استخدام البلاستيك
ولمعرفة ردود الأفعال لتطبيق القرار ونجاحه داخل المحافظة، قال أيمن عزت عامل من الغردقة إن القرار يحافظ على البيئة فى مدينة سياحية ويوفر الحماية للبحر من الأكياس لأن الناس هنا يطلقون عليها سرطان البحر لأنها تقتل الأسماك؛ على الجانب الآخر يقول مودى جمال موظف مقيم مع أسرته فى الغردقة إن الفكرة جيدة لكن عند شراء الخضار والفاكهة ومع تعدد الأصناف صعب وضعها فى شنطة واحدة ويكون وضعها فى شنط كثيرة وهذا يحمل الأسرة أعباء مادية، لذلك نحن فى انتظار توفير تلك الشنط بالمجان لأنها تباع بثلاثة جنيهات فى المحال.
كذلك تقول الدكتورة نجلاء شطا من سكان البحر الأحمر إنها تجربة رائدة وبعض المحلات تلتزم حيث تتواجد اللجان الخاصة بالتفتيش للمتابعة، والموضوع فى ذاته يحتاج لمنظومة كاملة، ووعى المواطن جزء هام فيها لتحقيق نجاحها؛ أيضا تقول الدكتورة نانيس نصر من الزائرين لمدينة الجونة إنها اشترت مشترواتها فى شنطة سعرها جنيهان ونصف، وهى ترى أنها تجربة تحتاج إلى تعميمها فى كل مصر لحماية الناس والبيئة.
ويشير جيرارد هانبن مدير أحد الفنادق إلى أنه استبدل الأدوات البلاستيكية فى الحجرات وأدوات الطعام وأمتعة حفظ الطعام والطهى بأخرى صديقة للبيئة مثل الأدوات الخشبية والزجاجية أو الورقية والقماش، وذلك منذ أكثر من سنتين لما تحمله من آثار سلبية على البيئة، وبالتالى على السياحة.
وعن إمكانية تعميم الفكرة يشير أشرف حسنى عضو مجلس إدارة شعبة السلع الغذائية بالغرفة التجارية إلى أنه يستلزم توفير البديل الآمن وقليل التكلفة ويتبع ذلك بالضرورة تغيير الثقافة لأن الاعتياد على أن يقدم البائع الشنطة صعب تغييرها، ونحتاج لجهود الإعلام فى التوعية لتغيير الثقافة لحماية البيئة من خلال الإعلام المرئى، والذى يمكنه توضيح ذلك فى شكل فيديوهات لتحقيق الاستفادة ونشر الوعى؛ كذلك يصف الدكتور مجدى مرشد رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب تلك الخطوة بانها إيجابية تشجع على التفكير فى تشريع قانونى لحظر استخدام الأكياس البلاستيكية، فهى مبادرة جيدة؛ كذلك أكد الدكتور محمد خليفة عضو لجنة البيئة والطاقة بمجلس النواب على أنها خطوة تنظيمية من محافظة البحر الأحمر لتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة.
شارك فى ورشة العمل كل من: فوزى عبدالحليم رئيس قسم البيئة السابق وأشرف أمين رئيس القسم العلمى بجريدة الأهرام.
رابط دائم: