رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الحل الأخير

بريد الجمعة

أنا رجل فى الثالثة والخمسين من عمرى، نشأت فى بيت ميسور له طابع محافظ، وعرفت الجد والاجتهاد منذ صغرى، وكنت دائما من المتفوقين، ويشهد لى الجميع بحسن الإدارة والتفوق فى العمل، وقد شغلت عدة مناصب عليا وصلت إلى رئيس مجلس إدارة فى إحدى الشركات الكبرى المرموقة، وتزوجت للمرة الأولى منذ واحد وعشرين عاما، وأنجبت بنتين ألحقتهما بمدارس اللغات، وحرصت على توفير العيش الكريم لهما اعتمادا على راتبي، ومساعدة والدى رحمه الله، ومن أجلهما تحملت سوء معاملة والدتهما، وافتعالها الكثير من المشكلات، وتركها البيت فى كل مرة لعدة شهور حتى أرضخ لطلبها وأكتب الشقة التى نسكن بها ـ والتى اشتراها لى والدى رحمه الله ـ باسمها، وكنت خلال هجرها المنزل أرعى البنتين بجانب الوفاء بواجبات عملى الحساس، فيما يشبه «الأكروبات»، ومع كل تدرج لى فى العمل، وزيادة الأعباء يزداد ضغطها علىّ وهجرها للمنزل، حتى إنه لم تعد لدىّ قدرة على مزيد من التحمل، وقد انفصلنا بناء على طلبها منذ خمس سنوات، وتوفى والدى فى العام التالى، وكانت قد سبقته والدتى رحمها الله قبل ذلك بسنوات، وانفض الأخوة كل إلى حاله.

وقد تزوجت مرة ثانية ورزقنى الله بطفلة عمرها الآن ثلاث سنوات، وطفل عمره عام، ونتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة، مع التحاق البنتين الكبيرتين بجامعة أجنبية وفاء لوعدى السابق لهما، وحتى لا يظنا أن زواجى الثانى قد أثّر على مستقبلهما، ولعدم كفاية الراتب للأعباء الجديدة من علاج ومستلزمات الأطفال تراكمت الديون سواء للبنوك من خلال كروت الائتمان أو من خلال قرض لتشطيب الشقة التى أسكن بها حاليا أو قروض من إخوتى حتى بلغ حجم مديونياتى أربعمائة ألف جنيه، وأصبح راتبى عاجزا عن سداد أقساط الفيزا أو قسط البنك، ولم أسدد حتى الآن القسط الأول للعام الدراسى الجديد، والذى كان مستحقا سداده فى مايو الماضى، والبنت الصغيرة من المفترض أن يتم التقديم لها بالمدارس بداية العام المقبل.

وقد حاولت البحث عن عمل إضافي، ولكن للأسف فإن طبيعة عملى لا تسمح بتوفير أى وقت للعمل الإضافي، وحاولت البحث عن عمل بالخارج، ولم أوفق أيضا لمحدودية الفرص لطبيعة المجال الذى أعمل به منذ ثمانية وعشرين عاما، ولم يعد أمامى إلا بيع شقة ورثتها عن والدى رحمه الله فى بيت الأسرة بالمعادى الجديدة، وعرضتها للبيع منذ اكثر من عام، و لم أوفق أيضا نظرا لكونها فى الدور الرابع والأخير بدون مصعد، فلم يتقدم لشرائها إلا نهاز الفرص ممن يبخسون الناس أشياءهم.. إننى فى حيرة من أمرى،

فإذا وجدتم فى قصتى ما يستحق مساعدتكم من باب تفريج كربتى حتى أتمكن من سداد ديونى والوفاء بمتطلبات أبنائي، فلكم الشكر، فالحقيقة أننى لا أقوى على تخيل الموقف إذا عجزت عن سداد نفقات المعيشة، أو تعرضت للحجز على المرتب، أو تعرضت لمشكلات قانونية نتيجة عدم سداد مستحقات البنوك.

 

ولكاتب هذه الرسالة أقول:

أكبر خطأ يقع فيه البعض أنهم يحسبون الأمور الحياتية والمادية بطريقة خاطئة، فإذا تعرضوا لظروف مغايرة لما توقعوه تنقلب الدنيا رأسا على عقب، وهذا بالفعل ما وجدت نفسك فيه، فحسابات عائدك من العمل، وطمع زوجتك فى الشقة، وزواجك بأخرى، وإنجابك طفلين آخرين.. كلها عوامل تشكل ضغطا عليك.

والمسألة ليست بيع شقة، فثمنها قد يحل لك مشكلة آنية، ولكنه لن يكون حلا دائما، وقد تزداد المشكلة تعقيدا بدخول ابنيك من زوجتك الحالية مدارس وجامعات أجنبية مماثلة، فالأفضل هو أن تعيد النظر فى فلسفتك مع أبنائك، بحيث تكون على بينة من أمرك فى كل الظروف والأحوال، أما عن مسألة الشقة كحل مؤقت، فأعد النظر فيها، وليدبر الله أمرا كان مفعولا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق