بعد تزايد الشكاوي من أخطاء فواتير الكهرباء والتقديرات الجزافية ومشاكل الكشافين، واكتشاف وقائع تسجيل قراءات غير حقيقية لعدد من المواطنين خاصة في منطقة شبرا وعدد من المناطق الأخرى حيث تبعها إقالة عدد من قيادات الكهرباء في شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء.
قررت وزارة الكهرباء تنفيذ برنامج « القراءات الموحدة » للتغلب علي الأخطاء ومواجهة شكاوي المواطنين وتحقيق الدقة في القراءات ومنع التدخل البشري وتقليل مدة قراءة العدادات والتي من شأنها إصدار فواتير تعبر عن الاستهلاك الحقيقي للمواطنين ..تحقيقات الأهرام رصدت تفاصيل ودواعي تطبيق هذا البرنامج.
بداية نشير إلي أنه في الوقت الذي تعاني فيه شركات الكهرباء النقص الحاد في أعداد كشافي الكهرباء ومساعدة الشركة الخاصة التي تم اسناد قراءة العدادات اليها علي جلب القراءات الفعلية للعدادات ويبدأ التنفيذ مرحليا بشكل تجريبي فى 3 مناطق منها الإبراهيمية في الإسكندرية ومدينة دمنهور في البحيرة ومنطقة الدقي في الجيزة.
قمنا بجولة بعدد من احياء الجيزة وهضبة الأهرام والرماية، رصدنا فيها عدم ذهاب كشافي الكهرباء لاخذ القراءات منذ شهر رمضان الماضي وفوجئ ملاك الشقق بفواتير مرتفعة بسبب متوسط الاستهلاك وأعربوا عن استيائهم لارتفاع الفواتير خصوصا وهم في بدايه شهور الصيف وقبل تطبيق الزيادة الجديدة.
الحاجة ثريا مصطفي، مالكة عقار بالهرم، تقول إن فواتير الكهرباء تأتي مرتفعة جدا منذ بداية شهور الصيف ويوجد عشوائية في تقدير قيمه الفاتورة كل شهر وتؤكد أنها تعيش هي وزوجها فقط في المنزل نظرا لزواج جميع الأبناء، مشيرة إلي أن استهلاكها بسيط جدا وانها تقيم في غرفة واحدة لا يوجد بها سوي تليفزيون، حتي السخان يعمل بالغاز ولا أجد مبررا لزيادة الفاتورة لأكثر من 500 جنيه.
ويؤكد احمد الخولي، موظف ومالك عقار بالدقي، ان الكشافين غائبون منذ بداية شهر رمضان الماضي ولم نرهم منذ ذلك الحين وجاء المحصل بفواتير بها ارتفاعات غير مبررة بسبب احتساب متوسط الأستهلاك.
أما ليلي إبراهيم، مالكة عقار بحي فيصل علي المعاش، فتري أن مشكلة زيادة الكهرباء ترجع لأنه في بعض المناطق الكشاف يدون أرقاما جزافية من تلقاء نفسه وتشكو من أن زوجها لديه محل أدوات منزلية ويستهلك كهرباء بقيمة 700 جنيه، ومنذ شهرين تضاعفت الفاتورة إلى 1500 جنيه، برغم استخدامه للمبات الموفرة.
وفي احياء مساكن الرماية وهضبة الأهرام شكا عدد من ملاك الوحدات المغلقة ان معظم الفواتير تاتي عشوائية ومدونا علي الفاتورة ان الشقة مغلقة فنحن نناشد المسئولين بالوزارة تشديد الرقابة علي الكشافين والموظفين والقيام بحل المشكلة
ويقول سامي دياب مهندس بمساكن الرماية: لا أقيم في منزلي، منذ ما يقرب من عام، وما يثير الدهشة أن لدي فواتير كهرباء من 130 الى 214 جنيها كل شهر منذ شهر ابريل لهذا العام وقدمت شكاوي عديدة للشركة وكان الرد دائما ادفع وسوف نحل المشكلة والغريب في الأمر أن لدي فواتير قديمة مدونا عليها اغلاق فماذا افعل!!.
بينما يري عصام عبد الله، موظف صاحب عقار بمنطقة الجيزة، أنه توجد مشكلة في عدد الكشافين بمنطقة الرماية والهضبة بشكل خاص فلا يوجد عدد كاف من الكشافين لتغطية هذه المنطقة ويأتي الينا المحصلون للتحصيل فقط وهنا تبدأ المشكلة بين المحصلين والملاك فمنهم من يتشاجر مع المحصل ومنهم من يمتنع عن سداد الفواتير وذلك بسبب ارتفاع قيمة الفاتورة والتقديرات الجزافية التي يكتبها قارئ العداد أو الكشاف واحيانا تتراكم علينا الشهور بسبب عدم المقدرة علي دفع قيمة استهلاك فاتورة عن شهر واحد بسبب خطأ احد الكشافين وتتراكم الفواتير علينا حتي ندفعها مجمعه بالتقسيط بفائدة تصل إلى 30%، ونحن في بداية شهور الصيف وقبل تطبيق الزيادة الجديدة فلابد من وجود حل لهذة المشكلة.. وحلا لهذه المشكلات بدأت وزارة الكهرباء في إجراء التجارب الأخيرة لإطلاق برنامج « القراءات الموحدة » للعدادات القديمة.
أشار د. أيمن حمزة المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء إلي أن برنامج القراءات الموحد يهدف إلي التقاط قراءة العداد لحظيا مع اخذ صورة له والتي تفيد في حالات الأعطال والسرقات والقراءات الشاذة ،
واضاف حمزة ان البرنامج يفيد ايضا في عدم التدخل في تعديل القراءة أو ادخال القراءات من جانب مسئول غرفة القراءة في الادارات التجارية في شركات توزيع الكهرباء أو في الشركة الخاصة التي تتولي قراءة العدادات، ومن اهدافه ايضا منع التلاعب في ادخال القراءة من جانب كشافي الكهرباء وذلك بالتأكد من قيام الكشافين بدورهم بالذهاب إلي المواطنين للحصول علي الاستهلاك الفعلي لهم بتسجيل القراءة الحقيقية للعداد من خلال اخذ صورة للعداد وتسجيلها بشكل مباشر في البرنامج ومن خلالها سيقوم البرنامج بتسجيل القراءة إذا كانت استهلاكا فعليا للمواطن وعدم تسجيلها اذا كانت قراءة شاذة أو قيام الموظف بتسجيل متوسط الاستهلاك وذلك يتيح الدقة والسرعة اثناء الحصول علي الاستهلاك واعداد التقارير وافية ولحظية عن جميع قراءات العدادات، كما انه يقلل من عدد الأفراد في منظومة الكشف علي العدادات وتقليل الوقت اللازم ليومية القراءة من 5 أيام إلي يوم واحد والوقت اللازم لقراءة العداد الواحد من 4 دقائق إلي دقيقة واحدة، كما انه يوفر في مستلزمات التشغيل من اوراق واحبار وطباعة والاعتماد بشكل كلي علي اجهزة الكمبيوتر.
وأكد أيمن حمزة أن الوزارة تسعي لتقليل مشاكل العدادات القديمة لحين الانتهاء من استبدالها بالكامل وتركيب عدادات مسبقة الشحن حيث تنفذ الوزارة خطة لاستبدال عدادات مسبقة الشحن بـ30 مليون عداد ميكانيكي وديجيتال حيث بلغ عدد العدادات مسبقة الشحن التي تم تركيبها علي شبكة توزيع الكهرباء 7٫1 مليون عداد مسبق الشحن، وسيتم تعميم العمل ببرنامج القراءات الموحد خلال النصف الثاني من العام الحالي في شركات توزيع الكهرباء التسع علي مستوي الجمهورية اضافة إلي الشركه الخاصة التي تتولي قراءة العدادات في عدد من مناطق الجمهورية.
ولفت د.أيمن حمزة إلى أن وزارة الكهرباء بدأت في الاعداد للبرنامج للقضاء علي أزمة فواتير الاستهلاك الخاطئة التي يعانيها عدد كبير من المواطنين وذلك يرجع إلي النقص الكبير في عدد كشافي الكهرباء وأيضا عدم التزام موظفي الشركة الخاصة التي تم اسناد قراءة العدادات إليها العام الماضي.
رابط دائم: