فى الأجواء الاحتفالية بثورة 30 يونيو المجيدة لاننسى مشاهد الملايين من جميع طوائف الشعب فى أعظم الثورات الشعبية التى اجتمعت على قلب واحد فى جميع ميادين الجمهورية والحضور الطاغى للمرأة المصرية التى شهد لها العالم بدورها ومشاركتها الفعالة بهدف واحد هو استرداد الهوية المصرية كيف تراه أيقونة الثورة، بعد مرور6 سنوات؟.
الكاتبة سكينة فؤاد تقول: دون شك وأنا كنت شاهدة عيان بصفتى مستشارة المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية خلال المرحلة الانتقالية أن ثورة يونيو تعد وثيقة تاريخية لتجلى من تجليات الارادة الشعبية وحلقة من حلقات انتصارات الشعب المصرى ووعيه الثقافى والتاريخى والحضارى والدينى وأنه مهما بدا لاهيا غير مبال مشغولا بحياته لكنه عندما يدرك أن بلده فى خطر ويحتاج إليه يصبح كل هدفه فى الحياة هو انقاذها لقد ثبت أنه لايمكن خداع هذا الشعب مهما حاولت الجماعة أن تخدعه بأكاذيبها وأدعاءاتها غير الحقيقية وبالفعل خرج مدافعا عن هويته الذى وصفته وكالات الآنباء العالمية أنه خروج غير مسبوق فى تاريخ الثورات العالمية.
وأيضا لا ننسى دور المرأة المصرية فلا يوجد حلقة من حلقات النضال عبر التاريخ الطويل إلا وكانت إحدى مقومات نجاحه وصلابته وانتصاراته وتوج بمشاركتها فى 25 يناير ثم عشرات الملايين التى خرجت فى 30 يونيو طالبت فيها باسقاط حكم الجماعة الظلامية وموجات التخلف المهددة لمستقبل أبنائها وللهوية الوطنية والثقافية والتاريخية وكل ماتمثله للمصريين - وجاء رد الاعتبار بالأرقام غير المسبوقة فى عدد الوزيرات وفى النائبات تحت قبة البرلمان .. والسؤال هل هذا يكفى؟.
تضيف: أرجو من المؤسسات القائمة على خدمة المرأة الاستفادة من المناخ بلا حدود الذى يؤمن بقيمة وحجم ودور المرأة وأنا فى رأيى أنه مازالت هناك كفاءات تحتاج مزيدا من التمكين الأجتماعى والاقتصادى والثقافى ووضع آليات مشددة لمواجهة أى محاولات لعرقلة تقدمها ومسئولياتها الوطنية ومع كل التقدير لكل الانجازات على أرض الواقع فى جميع انحاء الوطن أرجو توجيه الجهود إلى الفئات الأحق بالرعاية والخدمات نسائنا فى المناطق النائية وسيناء والصعيد والنوبة واعداد النماذج الرائعة فى المجتمعات المحلية لتحمل دورهن تحقيقا لقانون المحليات ولمواد الدستور المصرى 2014 وكأعلاميين وكتاب مبدعين عدم السماح بظهورالنماذج المشوهة فالوطن يفيض بنساء مكافحات رائعات مثل أم وزوجة وابنة شهيد قدمن أغلى الآحباب فداءا لأمن ومجد الوطن.
د. نسرين البغدادى الرئيسة السابق للمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية تقول: حينما استشعر الشعب المصرى بسرقة بلاده ومحاولة تغيير هويتها الثقافية قام بأعظم الثورات السلمية التى قامت بتصحيح الأوضاع وحماية مصر الوسطية هى ثورة من أجل استرداد الهوية صاحبة الحضارة الممتدة عبر الآف السنين، وبكل تأكيد لقد حدثت لاحوال المرأة المصرية ثورة موازية استهدفت تحسين أحوالها وتقديرا لذاتها واعتبارها شريكا أساسيا فى الوطن بل وتم تقديرها من حيث استصدار العديد من القرارات والقوانين لمصلحتها واجراءات شملت جميع الشرائح المجتمعية ولعل اعلان عام 2017عاما للمرأة المصرية الذى تم فيه وضع استراتيجية تمكين المرأة، حيث تعد الاولى من نوعها مما دعا الامم المتحدة لاتخاذها نموذجا يحتذى به، لقد كانت المرأة تبحث دائما عن حقوقها السياسية ومنذ ثورة 2013 أصبحت لها الكلمة المسموعة فى تقرير مصير وطنها.
أمنة نصير- سكينة فؤاد- داليا عاطف
د.أمنة نصير، أستاذة الفلسفة الاسلامية جامعة الازهر وعضوة مجلس النواب، تقول: ثورة 30 يونيو كانت منة من الله على قائد هذه الثورة الشعب المصرى العظيم حتى يخلص مصر من كل الاهواء ومن المتربصين بها وأصحاب المصالح وأثبتت أن المرأة المصرية هى صمام الامان لوطنها تشد من أزره فى جميع المواقف والضوء العظيم فى الليالى الحالكة الظلام وأنا كنت شاهدة عيان عليها وهى تقوم بعملها وتحمى مؤسسات وطنها ثم تعود لتكمل دورها فى بيتها وأيضا حالة اليقظة الأدبية والمعنوية والانسانية التى استشعرتها من رأس الدولة بعد الثورة ويبقى على رجال الفكر والأدب والدين أن يأخذوا هذا الدعم ويدعموها بالنصوص الدينية وهى فرصة رائعة لقطاع كبير من النساء وصلن لدرجات علمية وإلى قمة المناصب الادارية أن يصبحن أصحاب قضية ويكملن دعم قضايا المرأة المعيلة والضعيفة والمطلقة وأعانتها على مقتضيات الحياة ورفع معانتها، أتمنى أن تستيقظ المرأة فى صعيد مصر والوجه البحرى من غفلتها وتواجه التقاليد الصعبة الضارة بها وأنا بصفتى امرأة صعيدية عاشت الصعوبات والصراعات عندما طالبت بالتعليم وكنت شخصية بطبعها فولاذية لاتنكسر ولا تضعف تصارعت مع الحياة وصولا لأكون فى مقدمة نساء الصعيد تحت قبة البرلمان.
د.هبة هجرس عضوة مجلس النواب تقول: من المؤكد أنه حدث تاريخى ثورتان بهذا الشكل 25 يناير و30 يونيو، لكن الواقع عندما أستشعر الشعب وخاصة المرأة المصرية عدم الاستقرار والامان والخطر على وطنها وعلى مستقبل أبنائها، إلى فئة ومصالح معينة خرجت بجميع مستوياتها المتعلمة والامية والعاملة، كل أم أخذت أسرتها وأولادها حتى حزب «الكنبة» والمرأة المعاقة أخذت كرسيها المتحرك إلى الشارع، مدركة دورها الوطنى الفعال ولذلك لم تنس الدولة خلال الاصلاحات الأقتصادية الوقوف إلى جانب الفئات الأكثر احتياجا ودعم الاسر بمعاش تكافل وكرامة وبذل كل الجهود لتوفير المنتجات الغذائية فى آلاف المنافذ وتوصيل الدعم لمستحقيه ورفع الدعم بذكاء والانطلاق ومواكبة السوق العالمية.
داليا عاطف مسئولة المرأة والطفل بالمركز القومى للاعاقة تقول: إن الأشخاص ذوى الأعاقة وخاصة النساء منهم اعتبروا 30 يونيو بارقة أمل للحصول على حقوقهم التى انحسرت خلال 42 عاما فى قانون التأهيل لسنة 75 ولكن بعد صدور دستور 2014 الذى تتضمن حقوقهم فى 11 مادة وأكثر من خلال عضو فى لجنة خمسين من ذوى الاعاقة، ورئيس دولة يقدر احتياجاتهم ويشعر بمعاناتهم أصبح الآن لدينا 8 نواب من ذوى الاعاقة فى مجلس النواب، وبعدذلك صدور قانون رقم 10 لسنة 2018 الذى وقعه سيادة الرئيس فى فبراير الماضي، وانتظره 15 مليون مواطن مصرى، وننتظر خطط الدولة الدامجة للمرأة ذات الاعاقة لتمكينها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا ورياضيا وعلميا وصحيا.
د.ليلى عبدالمجيد، العميدة السابقة لكلية الإعلام جامعة القاهرة، تقول: بكل تأكيد كانت 30 يونيو من أهم الثورات الشعبية، لان المصريين خرجوا يدافعون عن شخصيتهم التاريخية ويعلنون رفضهم للحكم الدينى واستغلال الدين بالسياسة وتقسيم المصريين وكان خروجا يذكرنا بثورة 1919 .
وكانت هناك حالة من التوحد على قلب واحد وفى الخلف الجيش والشرطة المصرية والهدف واحد هو الدفاع عن وطنهم وبالفعل كان للإعلام والإعلاميين دور تحفيزى فى منتهى الجرأة فى حشد الجماهير رغم الحصار على مدينة الآنتاج الآعلامى والتهديدات.
د.غادة حلمي، متخصصة فى شئون وحقوق المرأة والطفل تقول: إن ثورة 30 يونيو تعد نقطة فارقة فى تاريخ مصر الحديث ونموذجا فريدا فى تاريخ الثورات الشعبية، حيث كان لها الفضل فى الحفاظ على هيبة ومقدرات الدولة وسوف تظل عنواناً لارادة الشعب المصرى فى المواجهة والتصدى للإرهاب، ولم تتوان عن المشاركة فى ثورة 30 يونيو ووبعدها فى جميع الاستحقاقات السياسية وفى تقديم التضحيات ومازالت تلعب دورا مهما فى تشكيل وصياغة حاضر ومستقبل مصر ويعد تمكين المرأة فى مختلف المجالات التزاما وطنيا يحفظ للمجتمع توازنه واستقراره ونهضته .
وأضافت: لقد حقق التكامل بين مختلف سلطات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية للمرأة العديد من المكتسبات، من أهمها زيادة نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان عام 2016، وفى نفس السياق زيادة التمثيل الوزارى للمرأة على نحو غير مسبوق وصل الى 9وزيرات سيدات فى الحكومة الحالية وهناك سيدتان لمحافظتى البحيرة ودمياط وتعيين أول امرأة مستشارا للآمن القومى لرئيس الجمهورية كما وصل عدد القاضيات إلى 66 قاضية من اجمالى عدد القضاة 9694 وتعيين سيدة على رأس هيئة النيابة الادارية، مكتسبات غير المسبوقة التى حققتها المرأة المصرية عقب ثورة يونيو حملت كثيرا من الرسائل الايجابية للخارج كما عكست اهتمام القيادة السياسية بتمكينها واتخاذ خطوات تنفيذية على أرض الواقع لتحسين أوضاعها وضمان مشاركتها الفاعلة واعطائها الفرصة والاعتماد عليها واعلاء شأنها.
عايدة مصطفي، والدة الشهيد المقدم محمد جمال تقول: ابنى استشهد عقب ثورة 30 يونيو وأنا وكل أمهات الشهداء قدمنا فلذات أكبادنا وأغلى مانملك لآنقاذ هذا الوطن وإذا كنا أخذنا كل التقدير والرعاية من سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
رابط دائم: