-
الأدباء: الثورات مادة غنية للتعبير الإبداعى عبر تاريخ طويل يعقبها
-
النقاد: لم يرتق عمل أدبى لمستوى الحدث لقصر الفترة الزمنية
-
الشعراء: نظمنا قصائد حماسية وصغنا هتافات لا تنسى فى الوجدان الجمعى
أعظم ما يخدم به الأديب والشاعر نهضة شعبه أن يبدع له الكلمات التى تلهمه روح النضال والكفاح والتفاؤل.. فقد ألهم فولتير شعب فرنسا الحرية لأنه جعلها موضوعا لأدبه، بل موضوعا لحياته.. وألهم جان جاك روسو مثقفى أوروبا بكلماته: «الحرية والإخاء والمساواة»، كما ألهم ديدور، بموسوعته الكبرى، المفكرين بأن العلم شأن مقدس، وبذلك رفع من قيمة الذهن البشرى.
ولاشك أن الشعراء والأدباء والمفكرين هم مصابيح تنير الظلام، إذ يقع عليهم دور كبير فى استقراء الأحداث والتغيرات السياسية الكبرى، فهم عين ولسان وفكر المواطن البسيط وصدى صوته. كما إن علاقة التأثير والتأثر بين الأدب وأى متغير سياسى أو فكرى هى علاقة تكاملية لا تنتهى، خاصة وقت الثورات.
واليوم ونحن نحتفل بالذكرى السادسة لثورة 30 يونيو ـ التى تعد استكمالا وتصحيحا لثورة 25يناير التى ستظل محفورة فى ذاكرة المصريين، بل فى ذاكرة العالم، باعتبارها من أهم وأكبر ثورات العصر الحديث ـ نجد المثقفين، من شعراء وأدباء، قد سجلوا من خلال قصائدهم وكتاباتهم التفاصيل الدقيقة للوقائع والأحداث التى مرت بها البلاد فى تلك الفترة، لأنهم الأكثر انفعالا بالحدث، فتعالت الحناجر بهتافاتهم وأشعارهم، وتبارت الأقلام فى تسجيل تلك اللحظات الخالدة من تاريخ الأمة.
فالمفكرون والأدباء والشعراء هم ملهمو الثورات، وعليهم يقع عبء تشكيل المكون الثقافى للشعوب، فنجدهم دائما فى مقدمة الصفوف.
واليوم، بعد مرور ست سنوات، نعيد قراءة التاريخ لنرصد ونقيم الثورة من الناحية الإبداعية، وكيف تناولها الشعراء والأدباء فى أعمالهم، وأهم الكتابات التى تناولتها وعبرت عنها؟
وهل ما تم تقديمه على الساحة الإبداعية يكفى للتعبير عنها؟ أم أن الثورات تحتاج إلى وقت طويل لاستيعاب مفرداتها والتعبير عنها تعبيرا حقيقيا لإنتاج أدب على مستوى الحدث؟
هذا ما يجيب عنه عدد من كبار الشعراء والأدباء والنقاد فى السطور التالية.
فى البداية يقول الناقد الدكتور جابر عصفور إنه حتى الآن لا يوجد عمل أدبى أو فنى تناول ثورة يونيو بالشكل المعبر عنها والذى يرقى لمستوى الحدث، وذلك لأنه لم يمر سوى ست سنوات فقط وهى فترة زمنية قصيرة جدا لم تكشف بعد حقائق وملابسات الحدث بشكل كامل. ومن ثم لا تتاح فرصة الكتابة الموضوعية للحدث.
ويستكمل عصفور حديثه قائلا: إن المصريين جميعا يحملون مشاعر إيجابية تجاه الثورة، خاصة بعد التخلص من حكم الإخوان، وإننا نتقدم نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة كما سبق وصرح رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى فى أثناء حلفه اليمين.
وبالفعل الدولة تتجه نحو تحقيق تلك الأهداف، ولكن حتى الآن لم نتخلص من الإخوان والسلفيين بالشكل الكامل، وذلك يحتاج إلى تضافر كل الجهود.
من هنا لا يوجد من وجهة نظرى عمل أدبى يرقى لمستوى الحدث لقصر الفترة الزمنية ولكن ربما بعد مرور عشرة أو عشرين عاما نرى أعمالا معبرة.
فعلى سبيل المثال نجد أن أفضل فيلم فى الوقت الحالى يعبر عن هزيمة يونيو 1967 هو فيلم «الممر» اى بعد مرور ما يزيد على خمسين عاما.
أرتباط الثورة بالفنون
ويقول الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى إن ثورة يناير ارتبطت بالفن، والثوار الذين كانوا يقيمون بميدان التحرير كانوا يقضون بعض الوقت فى التصوير والغناء والرسم الجرافيتى، وبعد ذلك إذا تحدثنا عن الأعمال الفنية التى قدمت للثورة ـ على سبيل المثال لا الحصر - نجد أن عددا من الشعراء نظموا قصائد فى ثورة يناير وأعمالا ودواوين كثيرة وينطبق أيضا ذلك على ثورة 30 يونيو.
فحسن طلب، على سبيل المثال قدم ثلاث مجموعات شعرية عن ثورة يناير سماها «إنجيل الثورة وقرآنها» وفى هذه الأعمال كانت هناك قضية أساسية وهى المواطنة وان المصريين جميعا ينتمون لمصر سواء مسيحيين أو مسلمين، وتشحذ هذه الروح وتجعل الأديان كافة دينا واحدا. هذا الدين الواحد يمكن فى النهاية أن تنتج عنه فكرة المواطنة والانتماء للوطن.
وأشار حجازى إلى أن هناك أعمالا تناولت يونيو ولكن داخل أعمال عن الثورة ككل، فهناك ديوان لمحمد سليمان بعنوان «كالرسل أتوا». ونجد فيه قصائد قيلت فى يناير وقصائد أخرى قيلت فى يونيو وانه لا يظن أن هناك شاعرا مصريا لم ينظم قصيدة على الأقل فى الثورة.
كما أن هناك العديد من الأعمال الفكرية والتى قدمت العديد من المقالات والمؤلفات عن الثورة.
وأكد حجازى أن ثورة يونيو هى استكمال وامتداد وتصحيح لما حدث فى ثورة يناير التى سرقت من قبل الإخوان وكان لا بد من استردادها وتصحيح مسارها، وهذا ما حدث فى ثورة يونيو ومن ثم لا أميل للفصل بين الثورتين.
ويقول حجازى إن العمل الذى كان ملهما هو يناير لأنها جاءت بعد سنوات من القمع والطغيان، فقد كانت مفجرة للإبداع, وإن الفن له دور فى التوعية لأن الأعمال الفنية تبث روحا ومناخا عاما يلهم المصريين ويحثهم على المشاركة فى الثورة ويمنحهم القدرة على مواجهة الطغيان.
ومن الطبيعى بعد مرور عدة سنوات أن يتم التعبير عن الثورة بشكل أكبر وأعمق.
جبرتى الثورة
أما الشاعر د. حسن طلب فيرى أن ثورة 30 يونيو هى الموجة الثانية من ثورة 25 يناير 2011، حيث كانت مطالبها هى نفسها مطالب 25 يناير والتى لم تتحقق، وهى إعادة تأكيد لـ25 يناير، وهذه المطالب تتمثل فى العدالة والحرية والكرامة ومقاومة الفساد، فشعر 30 يونيو يُؤخذ من شعر 25 يناير.
ويقول طلب: لقد أصدرت ديوانا كبيرا عبارة عن ثلاثية شعرية عنوانها «إنجيل الثورة وقرآنها»، نشرتها جريدة الأهرام ووصفتنى بأننى جبرتى الثورة المصرية، وهذه شهادة اعتز بها ... وصدر فى 3 دواوين، الأول عام 2011 بعنوان «آية الميدان»، والثانى عام 2012 بعنوان «إصحاح الثورة»، والأخير بعنوان «سِفر الشهداء» عام 2019، ولقد نفد الديوانان الأول والثانى لأنهما لقيا قبولا من الناس، وهذا يعنى أن هذه النوعية من الكتابات تُهم القارئ ويبحث عنها.
ونأتى للموجة الثانية وهى ثورة 30 يونيو، التى بدأت بحركة «تمرد» وهى من نظمت نفسها، وحدثت ثورة 30 يونيو ومطالبة الشعب للجيش بمساعدته ومساندته، فكان الخروج الكبير، وفى هذه الموجة الثانية كتبت ثلاثية أخرى لم تُكتمل بعد، ولكنها فى طريقها إلى النور، الديوان الأول منها بعنوان «كفوا عن التضليل» وهو موجه إلى جماعات الإسلام السياسى، والديوان الثانى بعنوان «تمردنا ولكن ...»، ومعنى لفظ لكن أن هناك وقفة أمام فكرة التمرد، والثالث بعنوان «لا شك فى البطل»، والبطل هنا هو الشعب المصرى الذى قدم شهداءه سواء من المدنيين أو العسكريين للقضاء على الاستبداد السياسى والقفز على السلطة باسم الدين.
ارفع رأسك عاليا
ويستكمل د. حسن طلب أريد أن أوجه التحية إلى روح الشاعر حلمى سالم الذى رحل عن عالمنا عام 2012، وقبل أن يرحل أصدر آخر دواوينه عن الثورة، وكانت بعنوان «ارفع رأسك عاليا»، وفيه يخاطب الشعب الثائر، وأنا من خلال جريدة الأهرام أناشد هيئة الكتاب بأن تعيد طباعته مرة أخرى لأنه نفد من السوق لأهميته، و هناك أيضاً العديد من القصائد ومنها قصيدة مهمة جداً للشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى بعنوان «الطغاة»، وقصائد لشعراء كبار مثل الراحل فاروق شوشة ومحمد إبراهيم أبو سنة - أمد الله فى عمره - وقصائد أيضاً للشاعر محمود نسيم وغيرهم، فما كُتب على الموجة الأولى ثورة 25 يناير يصدق على الموجة الثانية 30 يونيو.
ولابد أن نذكر بأن الشعراء قبل 25 يناير لم يكونوا صامتين، وكانوا يقاومون الطغيان ويبشرون بالثورة قبل أن تقوم، فالشاعر الحقيقى لا ينتظر أن تقوم الثورة لكى يعبر عنها، إنما هو ثائر بطبعه ضد الظلم والطغيان والفساد .
سطر مسلح
ويرى الناقد الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربى بكلية الآداب بجامعة القاهرة، أن ثورة يونيو، التى تستكمل ثورة يناير، لم يتم تناولها بعد على المستوى الإبداعى بما يتناسب وأهميتها باعتبارها حدثا كبيرا مشهودا فى تاريخ مصر، فهناك بعض الأعمال الإبداعية التى تناولت ثورة يناير منها أعمال لعبدالرحمن الأبنودى وحمدى عبدالرحيم وصبرى أبو الفتوح ورباب كساب.. وهناك أعمال أقل تناولت ثورة يونيو منها رواية «سطر مسلح» للكاتب محمود الشناوى.. لكن تظل هذه الأعمال وتلك أقل مما يستحق هذان الحدثان الكبيران. وهذا أمر مفهوم بالنسبة للوقائع الكبرى بوجه عام، مثل الثورات والحروب.. فليس من الضرورى أن يتم التعبير عنهما أدبيا فى زمنها أو فى فترة قريبة من زمنها.. بل تظل هذه الوقائع مادة غنية للتعبير الإبداعى خلال تاريخ طويل يعقبها ويأتى بعدها.
تتباين الأنواع الأدبية والإبداعية من حيث قدرتها على الاستجابة السريعة للوقائع الكبرى، ومن ثم التعبير السريع عنها. فالشعر مثلا أكثر قدرة على التعبير بسرعة عن بعض هذه الوقائع من الرواية والسينما اللتين تحتاجان إما إلى تجهيز طويل وإما إلى إعداد وإمكانات.
ويضيف حمودة: أن أحداثا كبيرة مثل الثورة الفرنسية والحرب العالمية الأولى والثانية لا تزال موضوعا مهما مطروحا للروايات والأفلام السينمائية حتى زمننا الراهن.
ويؤكد أن ثورة يونيو تستحق أن يهتم بها المبدعون والمبدعات، ليس فى الأدب وحده، وإنما فى السينما والدراما أيضا.. ويتصور أن هذا الاهتمام سوف يتحقق خلال فترات وأزمنة متعددة قادمة.
الرؤية لم تكتمل بعد
أما الروائى والأديب منير عتيبة فيرى أنه من الصعب الكتابة عن حدث أنت بداخله، فالأديب نجيب محفوظ كتب الثلاثية عن ثورة 1919 فى أوائل الخمسينيات، أى بعد مرور نحو 30 عاما من حدوثها، لأن تفاصيلها اتضحت وأصبح الأديب قادرا على التعبير عنها بشكل صحيح لأنه صار على مسافة من الحدث وليس بداخله، ولذلك لا نستطيع تحميل الأدباء والكُتاب عبء عدم الكتابة عن حدث لم يكتمل بعد، فنحن لانزال نعيش أحداث ثورة 30 يونيو وتبعاتها حتى الآن، فالكاتب كما ذكرت لابد أن يكون على مساحة من الحدث وليس بداخله حتى يستطيع أن يكتب بصورة صحيحة.
بينما يرى الدكتور محمد إبراهيم طه انه لا تفسير حتى الآن سوى الوقت لعدم ظهور الثورة فى الخطاب الروائى بما يعادل آثارها الحقيقية فى المجتمع المصرى ومظاهرها السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية التى بدت لافتة، يلمسها رجل الشارع.
واكد طه ان التحولات الكبرى فى حياة الشعوب تحتاج وقتا لتكوين رؤية شاملة وبانورامية، والرواية بطبيعة بنائها مقارنة بالقصة القصيرة والقصيدة تحتاج إلى وقت أطول للكتابة، قد يمتد لسنوات لرصد هذه التحولات فى أجيال، فثورة 1919، وثورة 1952 مازالتا مادة روائية لكثير من الروايات، والتحولات الاجتماعية فى السبعينيات بسبب الانفتاح الاقتصادى.
وأشار د. طه إلى أنه لم يتم التعبير عن ثورة «30 يونيو» روائيا حتى الآن بالشكل الذى يليق بها، كثورة ناجحة صارت نموذجا يحتذى، وأجبرت العالم كله على الاعتراف بها، وحمت مصر من شبح دولة دينية، وفاشية، شجعت على الانقسام والاستقطاب، وخاصمت مبادئ الدولة المدنية، وكشفت عن نظرة متدنية إلى الفنون والآداب، وبدأت بالتنكيل بالأدباء والفنانين، فمنعت عروض الباليه، وشكلت غطاء دينيا لتيارات متشددة وجهادية تمارس الانتشار والعنف بالتأثير فى الناس ومحاولة تغيير الهوية الثقافية، فسمعنا عمن يريد هدم التماثيل، ومن يقترح تغطيتها، ومن يهدد بحرق كتب نجيب محفوظ فى ميدان عام.
إن ثورة 30 يونيو التى سددت إلى تيارات الإسلام السياسى بمختلف أطيافه ضربة قاضية، وأدت إلى تراجعه ليس فى مصر وحدها، بل فى المنطقة كلها، ثورة بهذا الشكل وهذه النتائج المبهرة وهذا التأثير الإقليمى لابد وأن تمثل مادة خصبة للتناول الروائى، لكنها قد تحتاج إلى وقت، ولا قيمة للتسرع فى الكتابة بقدر ما تكون القيمة فى موضوعية وشمول الرؤية والبراعة الفنية فى التناول، فثورة 25 يناير تأخرت الكتابة عنها، لكنها الآن موجودة فى روايات عديدة، وبالمثل ستكون 30 يونيو ـ التى تزداد رسوخا كل يوم ـ مادة حقيقية للرواية فى السنوات المقبلة.
الشعر نغمة الثورات المصرية
أما الشاعر سعيد شحاتة فيصف الثورة بأنها مفجرة للطاقات الكامنة فى نفسية الشاعر والكاتب والأديب، وما حدث فى الفترة السابقة من تاريخ مصر أجج مشاعر الجميع وجعل من الشعر فرس رهان فى هذا المضمار الذى يحتاج فى المقام الأول إلى الكلمة المؤثرة والصادقة فى نفس الوقت، العديد من الشعراء المؤمنين بفكرة الفن للمجتمع لم ينفصلوا عن قضايا مجتمعهم على الإطلاق، وظهر هذا جليًّا فى ثورتى مصر السابقتين، ولو عدنا إلى الخلف لوجدنا الشعر محفِّزا فى الثورة العرابية وفى ثورة يوليو 52، وحتى فى النكسة كان الشعراء حاضرين بكل طاقاتهم، ليبشروا بالنصر ويتحدون هزائمهم بالأمل ويقاومون الوجيعة بأبيات الشعر المحرض الحى الخارج من تباريح الوجد ومن بين حنايا قلوبهم المشتعلة، المتحمسة، النابضة بحب وطنهم..
وفى يناير ويونيو لم يتوانوا ولم يتراجعوا لحظة للخلف، كانوا فى مقدمة الصفوف بأشعارهم وهتافاتهم المشحونة بحب تراب هذا البلد، الشعر لم يتراجع .. الشعر كان فى طليعة الثورة المصرية، والشعراء هم من صاغوا الهتافات والجُمل التى لا تُنسى من الوجدان الجمعى..
مصر غنية بأبنائها، وثورة يونيو كانت بمثابة تعديل مسار شارك فيه الشعر بقوة، فبدون الشعر لن تضج الميادين بالهتافات، وبدون الشعر لن تكتب اللافتات الحماسية، وبدون الشعر لن تتراقص الأبدان فى الميادين.. فالشعر كان نغمة الثورات المصرية وسيظل.
شارك الكثير والكثير من الشعراء فى ثورة مصر: أحمد فؤاد نجم، وعبدالرحمن الأبنودى أشعارهما لم تنقطع من الميادين لحظة واحدة، وأغانيهما كانت تزلزل الوجدان، هذا بالإضافة إلى أشعار صلاح جاهين «على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء» وأشعار فؤاد حداد، وأغانى الشيخ إمام التى غناها لعمنا فؤاد قاعود ومحمود الطويل وزين العابدين فؤاد.. كما وجد فؤاد حجاج وسيد حجاب بأغانيه وأشعاره.. واللافت للنظر ظهور شعر الفصحى ودخوله بقوة من خلال أشعار أمل دنقل ومحمود درويش وصلاح عبدالصبور..
رابط دائم: