رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

النساء تتحدى وتحترف كرة القدم

نيرمين قطب
سارة عصام

عندما اتمت «سارة» عامها الرابع عشر اعلنت لأسرتها بكل وضوح عن رغبتها قائلة: «سوف انضم لتدريبات كرة القدم بالنادي» …لم تعترض اسرة سارة وإن كانت قد ابدت اندهاشا من الاختيار الذى «كان» لا يجذب الكثير من الفتيات فى هذه المرحلة العمرية واستطاعات سارة سريعا أن تثبت نفسها فى الملعب وأن تلفت الأنظار بموهبتها وسريعا ما انضمت لمنتخب مصر للسيدات ولان طموحها غير محدود لم تكتف سارة وقررت أن تستمر باللعب حتى بعد أن قررت الالتحاق بكلية الهندسة خارج مصر فأصرت على استكمال التدريبات وتقدمت لأربعة أندية فى انجلترا واختارت من بينهما نادى ستوك سيتى لتكون أول مصرية تحترف فى الدورى الإنجليزى للسيدات … ربما لا يعلم الكثيرون بقصة «سارة عصام» ولكنهم بالتأكيد اهتموا بالبحث عن قصة نجاحها وبخاصة عندما حصلت فى مارس الماضى على جائزة الحذاء الذهبى لهذا الموسم من النادى الإنجليزى

ولان النساء أصبحن منافسات داخل «المستطيل الاخضر» وتأثرن بسحر «الساحرة المستديرة» فكان علينا رصد وضع هذه الرياضة فى مصر والتحديات التى تواجههن للنهوض بها وبخاصة خلال الفترة الماضية التى شهدت جمود كبير فى ملف الكرة النسائية، فبحسب دينا الرفاعى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والمشرف على ملف الكرة النسائية فقد تم تجميد هذا النشاط  لمدة موسمين قبل الانتخابات التكميلية لاتحاد الكرة وعاد بعدها الدورى للحياة مجددا بمشاركة ١٢ فريقا، وتم تنظيم دورى القسم الثانى للكرة النسائية بمشاركة ٢٥ فريقا وهو رقم جيد جدا بعد فترة الجمود، بالإضافة إلى إجراء مسابقات مختلفة للناشئات لتوسيع قاعدة الممارسة بين الفتيات على مستوى الجمهورية وبدأ إعادة هيكلة لمنظومة كرة القدم النسائية لتكوين منتخب من عناصر واعدة من الناشئات ومن مختلف الأندية، وتضيف عضو اتحاد الكرة: «لدينا ناشئات على مستوى فنى ومهارى رائع، وسنشكل لجنة فنية لكرة القدم النسائية تمهيدا لمشاركتنا فى تصفيات البطولة الإفريقية بالكونغو ٢٠٢٠»

وتواجه الكرة النسائية التى انطلقت فى مصر عام ١٩٨٩ عدة تحديات تتعلق بالتحكيم والاندية والتمويل وحتى الاهتمام الإعلامى بها وبالرغم من ذلك ترى عضو اتحاد الكرة أن نجاح تنظيم موسم كرة القدم النسائية الماضى بعد فترة الجمود يؤكد حرص الاتحاد واعضائه على معالجة جميع الصعوبات فور ظهورها واهتمام من جانبه بملف الكرة النسائية حتى فى التغطية الإعلامية فقد تم وللمرة الأولى بث المباراة النهائية الفاصلة لدورى الكرة النسائية على الهواء مباشرة وبتعاون كبير من جانب الثنائى شوبير وسيف زاهر والذى تراه الدكتورة دينا الرفاعى حدثا كبيرا بالنسبة للرياضة وانتهت المبارة بفوز فريق الطيران باللقب بعد مباراة قوية أمام وادى دجلة اثبتت فيها اللاعبات مدى مهاراتهن واثرن اعجاب الضيوف المشاركين.  وتشدد عضو اتحاد الكرة على أهمية بث مباريات الكرة النسائية على الهواء مباشرة وترى أن الإعلام يلعب دور كبير فى أن تنال الكرة النسائية اهتماما يقارب الاهتمام ببطولات الرجال وتضيف:» أحلم بمشاركة منتخب مصر للكرة النسائية فى كأس العالم، حيث أتابع مونديال الكرة النسائية بفرنسا هذا العام وحزينة لعدم تمثيل الكرة العربية واتمنى على مستوى المسابقات المحلية أن تنتشر لعبة الكرة النسائية فى كل محافظات ومدن مصر بدءا من أسوان وحتى الإسكندرية، وسنعمل خطوة بخطوة من أجل ذلك كما أتمنى أن تبادر الأندية الشعبية وعلى رأسها الأهلى والزمالك بإدخال الكرة النسائية ضمن خطتها المستقبلية وهو أمر سيساعد بشدة على زيادة جماهيرية اللعبة ونشرها وسيعود بالنفع على هذه الأندية من الناحية التسويقية وهو ما يجب أن يوضع فى الحسبان .

وبالرغم من التقدم الذى حققتها كرة القدم النسائية فى مصر إلا أن التحديات التى تواجه اللاعبات كبيرة توضحها الدكتورة نيرمين فاروق التى اختارت مجالا آخر لتقتحمه وتتفوق فيه وهو مجال التحكيم الذى عملت به لمدة ١٢ عاما لتتجه بعدها لاقتحام مجال جديد وهو «المراقبة» لتكون أول مراقب «سيدة» بالاتحاد المصرى لكرة القدم معتمدة كما عملت مراقبة دولية ومثلت مصر فى الاتحاد الافريقى لكرة القدم «الكاف» منذ عام ٢٠١٦ وحتى عام ٢٠١٨. وخلال فترة عملها استمرت فى دراستها العليا التى ارتبطت موضوعاتها ايضا بكرة القدم حيث ناقشت رسالتها للماجستير الخصائص البيولوجية للاعبات كرة القدم المصريات والتى يتم على أساسها إختيار لاعبات كرة القدم بعد رصد كفاءة اجهزتهن الفسيولوجية الداخلية مثل القلب والرئتين حتى لا تتعرضن  لأخطار صحية مع الجهد المبذول وليتحملن شدة المجهود البدنى بالملعب طوال فترة المبارة والتمرينات، وايضا رصدت الدراسة العوامل المورفولوجية (القياسات الجسمية) للاعبات، ومقاييس الطول والوزن وغيرها والتى تحدث التوازن المطلوب وتمد اللاعبة باللياقة والتأقلم مع الجهد المبذول فى الملعب.

 وترى الدكتورة نيرمين آنها شاهد عيان على العديد من التحديات الصحية التى تواجه اللاعبات منها ضعف البنية الجسدية واللياقة البدنية لديهن خصوصا بالنوادى الصغيرة التى تفتقر للتدريب الواعى الذى يهدف لصناعة «بطل رياضي» فيرعى اللاعب من الناحية الجسدية والطبية والتغذية السليمة وايضا من النواحى الاجتماعية والنفسية وتقول:» كما نلاحظ كثيرا من الفرق لا تصل للمنافسات الكبرى محليا ودوليا وهذا فى جميع الألعاب وليس كرة القدم فقط لأنها لا تتطبق المعايير العلمية السابقة ولا تهتم بالتخطيط الجيد على يد المتخصصين علميا ورياضيا ولا تهتم ايضا بالإنفاق الجيد على اللاعب ورعايته فعلى سبيل المثال لابد من وجود سجل طبى لكل لاعب يتم بشكل رسمى وفى أماكن معتمدة من اتحاد الكرة، وبشكل عام كثيرا من النوادى لا تهتم بصناعة «البطل الرياضي» وتكتفى برعاية الموهبة التى تظهر فجأة ولا تصنعها بينما مثلا فى دولة مثل الصين يتم صناعة البطل من عمر خمس سنوات من خلال معسكرات التدريب الخاصة التى تعدهم ليكونوا فى المستقبل ابطالا اوليمبيين مهمتهم الرسمية هى جلب الميدليات الذهبية لبلادهم .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق