المكان : أتيلييه القاهرة، والزمان : قبل سبعين عاما هى عمر هذا الكيان الثقافى العتيق، الذى أنشأه الفنان الرائد محمد ناجى فى أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، ومنذ وقتها باتت أدواره وجدرانه شاهدة على توافد أجيال من الثقافة والفن والإبداع ويتبلور معها وجدان وعقل شرائح المجتمع المصرى وينشأ أكثر وعياً ويفتح عينيه على فنون حامد ندا والسجينى والشاعر أمل دنقل ويوسف إدريس وأحمد عبدالمعطى حجازى وعبدالهادى الوشاحى ولويس جريس ومعهم الكثير من مرتادى أتيلييه القاهرة أصحاب أهم الأسماء التى ذاع صيتها قديماً و مبدعون ينتمون إلى مجالات الفكر والفن التشكيلى والأدب والشعر والسينما على مستوى مصر والعالم العربى والغربي، ليصبح منبراً ومركزاً لالتقاء كل ألوان التنوير، مضيفا الكثير من الإسهامات للحركة التشكيلية المصرية والعربية.
إنها قيمة تراكمت مع مرور الزمن وبتواصل الأدوار والجهود لنشر الفنون والثقافة فى أتيلييه القاهرة، ولكن اليوم ومع تحول الزمان تعرض المكان لمشكلات كادت تعصف بتلك القيمة وتعرضها للغلق النهائي، إلا أن حرص البعض من أصحاب القيم الفنية المستنيرة والهادفة لحماية المكتسبات المضافة لصالح النهوض بالمجتمع واتساع مساحات التأثير والتفاعل الفنى مع المجتمع، هو ما حال دون فقده، وإعادة تلك الهوية الإبداعية.
فقد التقت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى مع د.صفية القبانى عميد كلية الفنون الجميلة السابقة، ووفد ضم : أحمد الجناينى رئيس مجلس إدارة الأتيلييه والروائية سلوى بكر، والكاتب سعيد الكفراوي، من أجل حل أزمة إغلاقه وتوفيق أوضاعه.
ووصفت د.صفية القباني، أول سيدة تتولى منصب عميد كلية الفنون الجميلة، اللقاء بأنه كان مثمراً وداعماً لصالح أوجه الحياة الثقافية وحماية المنشآت الراعية لبث التوعية ورفع قيم الجمال والتذوق بمجتمعنا. وأضافت القبانى أن اللقاء ناقش ضرورة عمل حصر لأنشطة الأتيلييه وبيان ختامى للفترات السابقة نظراً لتصنيف الأتيلييه كجمعية خاضعة لقوانين ولوائح، وضمان تقديم الحماية من النزاعات التى نشأت بين وجود ورثة و اعتباره مبنى ضمن تراث القاهرة التاريخية وبين تأخر الحساب الختامى لموسم الأنشطة، كما أعلن دعمه بمظلة وزارة التضامن الاجتماعي، فى استمراره لحماية الإبداع المصري.
وحتى تدور العجلات ويستعيد أتيلييه القاهرة أنشطته، افتتح أمس معرض تشكيلى بعد تلك الأزمة بإشراف د.زينب نور ود.رضا عبدالسلام لطلاب كلية فنون جميلة دفعة البكالوريوس تحت عنوان «لا لختان الأنثي» فى إطار إطلاق حملة باللغة التشكيلية من أجل دعم جهود الدولة المصرية فى تفعيل دور المرأة ورعايتها وتقديرها بمختلفة مراحلها العمرية وخاصة نشأتها الأول التى ستؤثر لاحقاً بها والمجتمع بأكمله، وكخطوة مستنيرة يخطوها «الأتيلييه» ليستكمل مشوار تاريخه من أجل مستقبل قادم يحفظ ما مضى على طريق النجاح ليضئ القادم بخطوات ترتقى بكل المجالات المحيطة بنا لاستكمال البناء.
رابط دائم: