يعد طائر الحبارى من الطيور العربية المهددة بالانقراض بسبب أنشطة الصيد الجائرة خلال العقود الأربعة الماضية، وقام «الصندوق الدولى للحفاظ على الحباري»، بجهود مضنية فى إنقاذه والحفاظ عليه، حيث يعد رمزا لصحراء شبه الجزيرة العربية والصحراء المصرية منذ سبعينيات القرن الماضي، برعاية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رئيس دولة الإمارات الراحل.
وفى السطور التالية يحدثنا ماجد على المنصوري، العضو المنتدب للصندوق، عن أهم انجازاته فى هذا المجال:.
فى البداية يقول: يشرف الصندوق على إدارة شبكة دولية من المراكز المتخصصة لإكثار طائر الحبارى بهدف الحفاظ عليه وزيادة أعداده على امتداد نطاق انتشاره، فتم إنتاج أكثر من 420 ألفا من الحبارى فى منشآت الإكثار والأبحاث، فيما تجاوزت الأعداد المستخدمة فى جهود المحافظة على الحبارى ودعم المجموعات البرية المختلفة 300 ألف طائر، وهذا النجاح غير مسبوق، حيث نواجه الكثير من التحديات نتيجة لصعوبة تكاثرها فى الأسر، وبالنظر إلى أنها الطريدة التقليدية للصقور فهى طائر نافر بطبيعته وعلى استعداد مستمر للقتال أو الهروب وكانت الجهود المبذولة للإكثار فى الأسر تتقدم ببطء شديد، وتتطلب التلقيح الاصطناعى لصعوبة تكاثر الحبارى خارج مواسم التكاثر، وبرنامج الإكثار يتم بموجب أبحاث ودراسات علمية وتقنيات متقدمة من خلال دراسة الخصائص الفيزيولوجية والسلوكية للطيور، سواء فى البرية أو فى الأسر، وعليه أمكنت إعادة تهيئة الظروف الاصطناعية المناسبة للتكاثر بأعداد كبيرة.
وعن المحافظة على النوع يضيف المنصورى: كان الهدف من الدراسات الأولية عام 1996 عندما بدأ إنتاج أفراخ الحبارى وتكاثرها فى المزارع بأعداد قابلة للنمو هو تأمين النقاء الوراثى للحبارى واستثمرت أبو ظبى رأس مال اقتصاديا وفكريا لضمان تأمين التركيبة الوراثية الأصلية لطيور الحبارى المتكاثرة فى الأسر، حتى الأعداد التى تم تكاثرها يتم إطلاقها فى بيئاتها الطبيعية بطريقة علمية دقيقة وتتم مراقبة الحبارى فى أقفاصها وتقييمها حتى تصبح جاهزة للإطلاق فى البرية، ويتم تلبية جميع المتطلبات الإدارية اللازمة، مثل ترخيص اتفاقية الاتجار الدولى فى الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، كإذن مطلوب فى حالة نقل الطيور إلى مواقع إطلاق مختارة فى دول الانتشار. وحول امتداد أهداف الصندوق فى الحفاظ على طائر الحبارى لتشمل الدول التى يوجد بها هذا الطائر سواء فى الموطن الاصلى له أو الدول التى تشتهر بهجرة هذا الطائر إليها سنويا.
وتم إطلاق الحبارى الآسيوية فى البحرين والأردن وكازاخستان وباكستان والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فيما تم إطلاق حبارى شمال إفريقيا فى الجزائر والمغرب لتعزيز أعداد طيور المجموعات البرية، وشهد هذا العام إطلاقا للحبارى بشمال إفريقيا فى موريتانيا، وخلال الفترة الماضية تم إنجازالعديد من أوراق العمل والمسوحات المتعلقة بالحفاظ على الحبارى ومناطق انتشاره، وقد طور الصندوق الدولى للحفاظ على الحبارى بروتوكولين مختلفين، أحدهما للطيور التى ستُطلق فى البرية، والآخر للطيور المستخدمة لتعزيز مخزون التكاثر بالنسبة للطيور التى سيتم إطلاقها فى البرية، مع مراعاة أنه من الأفضل تقليل الاتصال البشرى بها بعد الفقس حتى لا تتحول إلى طيور مستأنسة وتفقد طبيعتها مثل خاصية النفور والابتعاد عن البشر فى البرية.. لذلك، يتم بعد الفقس إطعام الأفراخ الصغيرة بواسطة المتخصصين فى المراكز لمدة ثلاثة أسابيع فقط، قبل أن يتم تحريكها إلى أقفاص خاصة، حيث تتعلم تدريجيا كيفية الاعتماد على النفس واكتساب القوة والمهارة للتكيف مع الظروف القاسية التى قد تواجهها فى البرية، وهذا يزيد بشكل كبير من فرص بقائها على قيد الحياة بمجرد إطلاقها فى بيئتها الطبيعية.
وعن تقييم نجاح تلك الجهود، يشير إلى أنه على مدار أربعين عاما نجح الصندوق فى تطوير تقنيات متطورة، وهو الآن مصدر مرجعى فى تربية الحبارى وإكثارها فى الأسر، وفى عام 2018 ارتفع عدد الدول التى شهدت إطلاق إنتاج الحبارى المتكاثرة فى الأسر إلى 14 دولة لتتخطى بذلك نصف عدد دول الانتشار، وبعد تسجيل وتأمين الأصل الجينى للأنواع المتكاثرة فى الأسر وتطوير عمليات الإكثار على نطاق واسع، فقد توسع تركيز الصندوق الدولى للحفاظ على الحبارى تماشيا مع إستراتيجية 2017 ليشمل التواصل والتفاعل مع مجموعة واسعة من الشركاء عبر نطاق انتشار الحبارى لتأمين مستقبلها فى البرية.
ويختتم حديثه بأن المرحلة التالية تتبنى التزاما طويل المدى لاستعادة المجموعات البرية المزدهرة من الحباري. وقد بدأت هذه المرحلة فى عام 2018 مع سلسلة من المؤتمرات الدولية التى تجمع بين أهم الشركاء وأصحاب المصلحة فى الحفاظ على الطائر فى دول الانتشار ومع المنظمات العالمية المختصة ، وأنجز الصندوق خلال الفترة الماضية العديد من أوراق العمل والمسوحات المتعلقة بالحفاظ عليه ومناطق انتشاره، وآخرها مؤتمر شارك فيه 200 خبير من 70 دولة و100 منظمة.
رابط دائم: