رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأشجار متساقطة الأوراق أفضل للشوارع..
كل سيارة تحتاج إلى 8 أشجار للتخلص من عوادمها

زراعة الأشجار تحتاج إلى المزيد

من المعروف أن أشجار شوارع المدن وحدائقها العامة والخاصة تلعب دوراً حيوياً فى الحفاظ على صحة البيئة والإنسان وذلك لدورها فى امتصاص كميات كبير جداً من غاز ثانى أكسيد الكربون وتحرير الأوكسجين إلى الجو مرة أخرى، وبالتالى تساعد فى تحسين هواء المدن، بالإضافة إلى الراحة النفسية للسكان فى وجود المساحات الخضراء داخلها، وتعمل الأشجار على تراكم وتركيز ملوثات الهواء الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية (الميكروبية) فى أنسجتها النباتية أو فوق أسطح أوراقها وبذلك تخفض من حدة التلوث خاصة فى المناطق الجافة التى يندر فيها هطول الأمطار.

ومن الأبحاث التى أجريت أخيرا فى الولايات المتحدة الأمريكية اتضح أن للأشجار دورا فى غاية الأهمية فى إنقاذ حياة الملايين من سكان المدن الذين يعانون مشاكل فى التنفس نتيجة تلوث الهواء، وحسب دراسة نشرت حديثاً اتضح أن الأشجار داخل المدن أسهمت فى تقليل نفقات العلاج ودعم برامج الصحة العامة بما يتجاوز 7 مليارات دولار سنوياً فى الولايات المتحدة .

أما أحدث الدراسات فى مصر التى قاد فريق العمل بها العالم والخبير البيئى الدكتور أحمد كامل حجازى أستاذ علوم البيئة بجامعة القاهرة، فقد تم إجراؤها على أشجار شوارع القاهرة على مدار عام كامل خلال فصول السنة الأربعة وتوصلت الدراسة لكثير من النتائج غاية فى الأهمية، يجب أن تكون تحت نظر المسئولين، حيث أكدت ذات الحقائق المتعلقة بأهمية الأشجار فى امتصاص وفلترة كميات كبيرة جداً من العناصر الثقيلة السامة والضارة للإنسان وكل الأحياء مثل الرصاص والنيكل والزنك والنحاس، بالإضافة إلى تراكم الجراثيم الميكروبية فوق أسطح أوراق الأشجار والنباتات، وعلى جانب آخر فإنه إن لم يؤخذ فى الاعتبار نوعية أشجار الشوارع فإنه قد يكون هناك مخاطر صحية على الناس، فقد اتضح أن الأشجار الدائمة الخضرة مثل الفيكس المنتشر فى شوارع القاهرة ونتيجة لتراكم العناصر الثقيلة والجراثيم الميكروبية على سطح أوراقها مع عدم هطول الأمطار فإن ذلك يعطى فرصة إعادة انتشار تلك الملوثات إلى الجو مرة أخرى عند هبوب الرياح أو الملامسة، مما يسبب أمراضا صدرية، وأمراض الحساسية، ولذلك يفضل زراعة الأشجار المناسبة المتساقطة الأوراق، لأنها تجدد أوراقها باستمرار على عكس الفيكس والأشجار الدائمة الخضرة والتى قد تكون حاضنة لهذه الملوثات الفيزيائية والكيميائية والميكروبية .

وعن أهمية البحث فى مدينة مزدحمة بالسكان مثل القاهرة يضيف دكتور حجازى: للأشجار أهمية قصوى بالنسبة للقاهرة ، ومن هنا جاء التركيز عليها بدراسات دقيقة للغاية أكدت نتائجها أن شجرة واحدة متوسطة الحجم تمتص يومياً نحو كيلو ونصف الكيلو جرام من غاز ثانى أكسيد الكربون ،سيارة واحدة وبحالة جيدة تسير مسافة 50 كيلو مترا داخل شوارع القاهرة المزدحمة ينتج عنها 12 كيلو جراما من عادم ثانى أكسيد الكربون بالإضافة للعوادم الأخرى، وهذا يعنى أنه من أجل إحداث التوازن والتخلص من ثانى أكسيد الكربون المنبعث من السيارات يلزم زراعة ثمانى أشجار مقابل سيارة واحدة متوسطة الحجم تسير فى شوارع القاهرة ،وهنا يطرح السؤال الأهم٬ كم سيارة تسير فى شوارع القاهرة ؟ وكم شجرة مزروعة فى هذه العاصمة المزدحمة ؟ وكم شجرة تم إزالتها فى الفترات الأخيرة ؟

وعن أهم الأرقام الأخرى التى أسفرت عنها نتائج الدراسة قال الدكتور أحمد حجازى: الشجرة الواحدة تنتج يومياً 140 لتراً من الأكسجين وهذا يعنى أنه يستلزم ضرورة وجود مساحات خضراء شاسعة فى المدينة وبما يعادل 25 مترا مربعا لكل فرد، وهذه المساحة سواء كانت فى حدائق عامة أو أشجار شوارع أو أحزمة خضراء حول المدينة وأنه يمكن توفير مياه الرى لها من معالجة مياه الصرف الصحى، كما يجب أن تتكاتف كل الجهود من أجل توعية المواطنين بزراعة الأشجار ونوعيتها، فى ذات الوقت تجريم قطع الأشجار الجائر، وأن تكون هناك مشروعات قومية تتبناها الحكومة والمجتمع المدنى والمدارس والجامعات وكافة المواطنين لزيادة المساحات الخضراء والأشجار.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق