فى الأول من ديسمبر تحل الذكرى الـ 155 لميلاد قاسم أمين، صاحب الفضل الأول فيما وصلت إليه المرأة عبر العصور، حيث كان يرى أن تربية النساء هى أساس كل شيء، وتؤدى لإقامة المجتمع المصرى الصالح، وتخرج أجيالا صالحة، فعمل على تحريرها، وقال: «إن العزلة بين المرأة والرجل لم تكن أساسا من أسس الشريعة».
يوضح إبراهيم عنانى، عضو اتحاد المؤرخين العرب، أن قاسم أمين قرأ كتابا نشره الدوق الفرنسى «داركور» عام 1893، بعنوان «مصر والمصريون» انتقد فيه الإسلام وسلوكيات المصريين، فقام بتأليف كتابه «المصريون» بالفرنسية، وفيه دافع عن حرية تعدد الزوجات، وهاجم تحرر المرأة الأوروبية، والاختلاط بين الجنسين فى الدراسة وأماكن العمل، وكتب 19 مقالا خلال 4 سنوات بجريدة «المؤيد» طالب فيها بالتزام المرأة ببيتها وعدم الخوض فى الحياة العامةٍ.
وأوضح العناني: هذه المقالات قد أثارت حفيظة الأميرة نازلى فاضل، التى كانت تقيم صالونا ثقافيا باسمها، فطلبت من الشيخ محمد عبده أن يبلغه استياءها، وضرورة تصحيح أفكاره الجامدة، ومن خلال هذا الصالون بدأت أفكار قاسم أمين تتغير، وبدأ يعيد النظر فى مواقفه السابقة وفى التقاليد السائدة فى شأن حجب المرأة وعزلها عن الشأن العام، وفى 1899 بدأ يكتب أفكاره الجديدة التى أصدرها فى كتابه الأشهر «تحرير المرأة»، وهكذا كانت امرأة هى السبب فى تغيير الشخصية المتزمتة إلى داعية لتحرير المرأة!، ولم يستق أفكاره التحريرية للمرأة خلال فترة دراسته القانون فى باريس، أو من خلال علاقته بالشيخين «جمال الدين الأفغانى» و«محمد عبده» اللذين عرفهما خلال وجوده هناك.
رابط دائم: