بإختصار
انتصارات وهزائم

الحياة تجربة صعبة، مرحلة تبدأ، ومرحلة تنتهي، حسابات تصيب، وحسابات تخطيء، أشياء تأتي، وأشياء تذهب، عقبات تظهر، وعقبات تختفي، وهكذا ننتقل من مسار إلى مسار، وكل طريق يقود إلى طريق، وأحيانا متاهة.

ولكل مسار حلم، وأيضا وهم، ونحن نجرى وراء الأمل، تارة نحقق الحلم، وتارة يخدعنا الأمل، ومع الوقت نتعلم الدرس، لكل شيء ظاهر، وأيضا باطن، وفى لحظة يتغير كل شيء، ويصبح الواقع أشبه بالسراب، وهذه هى الحكاية.

وفى كل مسار تجارب نحبها، وأخرى نكرهها، مواقف نعتز بها، ومواقف نندم عليها، شخصيات نتذكرها، وأخرى ننساها، ولكل شيء إيجابياته وسلبياته، ولا شيء واضح، فى الربح خسارة، وفى الخسارة ربح، وهذه هى الخلاصة.

وعندما يأتى الخريف، ندرك الحقيقة، الرحلة قصيرة، وكان يمكن إدارتها بشكل أفضل، وهذا هو الندم، وتتوالى الأسئلة، لماذا فعلت هذا، ولم تفعل ذاك، ويستمر الجدل، حول ما كان، وما يجب أن يكون، ولا معنى للندم، فما حدث قد حدث. وهنا ندرك أن الواقع محصلة اختيارات، وأيضا ظروف، ولكل اختيار تبعاته، هناك أهداف تحققت، وأخرى لم تتحقق، وهناك أهداف بلا قيمة، لأنها فى حقيقتها لا شيء، وهذا ما نكتشفه لاحقا، وقد نتعلق بالوهم، وهذا ما يسبب الألم.

ويظل السؤالُ حائرا، أيهما أقوي.. الإنسان أم الظروف، ولا نعرف الإجابة، أحيانا ننتصر على الظروف، وأحيانا تهزمنا الظروف، وهل الحياة إلا انتصارات وهزائم؟