رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

على بابا المصرى والفلوس

ذهب رجل إلى أحد البنوك ليقترض قرضا قيمته خمسة آلاف دولار.. سألوه ماهى الضمانات؟ قال سيارتى.. قالوا أين هى؟ رد أمام البنك.. راحوا يتفحصونها, المفاجأة كانت السيارة ماركة رولزرويس وثمنها مائتان وخمسون ألف دولار. طبعا وافقوا على الفور وحصل على القرض وانصرف.. أخذوا السيارة ووضعوها فى جراج البنك..عاد بعد أسبوعين. اتجه إلى البنك وسدد الخمسة آلاف دولار.. زائد 6٫15 قيمة الفائدة بالدولار واستلم العربية .. سألوه باستغراب واضح إنك مليونير, لماذا جئت تقترض مبلغا متواضعا مثل ذلك؟ ضحك وقال تعرفون أننا فى مانهاتن ولايوجد خرم إبرة ممكن أركن فيه السيارة. وانتوا عندكوا جراجات مؤمنة تجعلنى أطمئن أن سيارتى فى أمان إلى جانب أن الفائدة لاتساوى أجر يوم واحد لركن السيارة. ضحكوا جميعا فى غيظ شديد منه. ولكن هكذا هى عقلية رجال الأعمال يفكرون دائما خارج الصندوق ويتركوننا فى دهشة. يقول لك توماس كارليل يعلم بغبغانا كلمتى العرض والطلب وسوف يكون لديك مشروع عالم اقتصاد أو رجل أعمال.. ماذا نعلم نحن أولادنا لكى ينجحوا فى عالم البيزنس؟ ولاحاجة ..المدارس فى بلاد الفرنجة تعلمهم منذ نعومة أظافرهم أن يخربشوا من أجل الحصول على الفلوس. دمياط هى الوحيدة فى مصر التى تربى أبناءها فى ورش النابوليا ومصانع الحلويات وفى رأس البر يبيعون المرطبات والجيلاتى والفريسكا.

ماذا تفعل الحكومة لكى تربى قيم العمل والإنتاج؟ إنصافا.. أخيرا تتجه لتشجيع المشروعات الصغيرة بقوة وجعلت تبعية الجهاز تحت مسئولية رئيس الوزراء مباشرة. فى الحقيقة هذا لايكفى، ماهو الحل إذن؟ الإجابة, أولا الإنتاج ويجب أن يكون ملف المشروعات الصغيرة هو المشروع القومى لمصر لمواجهة البطالة المرعبة والمحتملة، حيث يدخل سوق العمل مليون خريج جديد كل سنة.. ثانيا الكف عن الاستدانة, ثالثا.. قناة بلومبرج مصرية لاتكون نخبوية للصفوة الاقتصادية فقط ولكن شعبية جماهيرية, أيضا تعمل بأقصى قوة للتحريض والتحفيز والتوضيح على الحراك الاقتصادى والبيع والشراء ونقل خبرات رجال الأعمال لشباب المشروعات والترويج للأفكار الجديدة فى عالم البيزنس..ومثلما لدينا أكاديمية لتدريب قادة المستقبل سياسيا. من باب أولى أن تكون لدينا أكاديميات لتدريب الخريجين على ريادة المشروعات بنجاح ومهنية وأسلوب علمى..ورابعا تغيير المناهج فى كليات التجارة وإدارة الأعمال والاقتصاد لمواكبة ثورة التكنولوجيا فى عالم البيزنس وتدريس إدارة الأعمال كمادة أساسية فى كل كليات مصر.. طب وهندسة وزراعة وتربية وعلوم وخلافه.. يجب أن يكون البعد الاقتصادى حاضرا فى المجالات التعليمية والأكاديمية حتى تتغير عقيدة المجتمع نحو الإنتاج والأرباح ومن ثم الرخاء للجميع. خامسا إنشاء موقع جبار أونلاين مثل موقع (على بابا) الصين الذى يدر أرباحا بالمليارات .. آخرها فكرة بثلاثة ملليمات جعلته يكسب عشرة مليارات دولار فى أول ساعة من إطلاق مبادرة يوم العزاب بتخفيضات على السلع ووصلت الأرباح إلى واحد وثلاثين مليار دولار. ويوم العزاب هو يوم السناجل الذين لم يتزوجوا.. فكرة بسيطة وعبيطة استغلها موقع على بابا وجنى المليارات..نحتاج على بابا الصينى وليس على بابا بتاع الأربعين حرامى.. بلادنا انسرقت كثيرا وآن الأوان أن نقول للإنتاج وأبواب الفلوس المغلقة.. افتح ياسمسم .


لمزيد من مقالات د. جمال الشاعر

رابط دائم: