تمر علينا هذه الأيام الذكرى الـ 45 لنصر 6 أكتوبر العظيم، الذى يعد الانتصار العسكرى العربى الوحيد فى التاريخ الحديث، وقد كان ثمرة لتنسيق ومشاركة عربية من المحيط إلى الخليج، ولا يمكن أن نستحضر نصرأكتوبر دون التوقف عند دور القائد الراحل محمد أنور السادات وقراره الشجاع بإشعال شرارة المعركة، ضاربا بعرض الحائط كافة التحذيرات العسكرية التى كانت تهدف إلى تشكيك المصريين فى قدرتهم على خوض أى حرب ضد إسرائيل، لأن نتيجتها حتما ستكون الهزيمة، بدعوى أن جيش إسرائيل لا يقهر، وأن خط بارليف الذى كان يمتد بطول 180 كيلو مترا لا يمكن التغلب عليه إلا بالقنبلة الذرية، وأنه إذا حاول الجيش المصرى عبور قناة السويس المائى فإنها ستتحول إلى بحيرة مشتعلة تلتهم كل من يعبرها.
عملت القيادة المصرية بصبر وهدوء وكتمان فى ظل أكبر خطة خداع استراتيجى يقوم بها جيش منذ الحرب العالمية الثانية، واستطاعت تحقيق أهدافها بكفاءة منقطعة النظير، وخلافا لكل الأعراف العسكرية بدأت الضربة الجوية الاولى تمام الساعة الثانية ظهيرة ذلك اليوم الخالد، وشل هول المفاجأة حركة القيادة الإسرائيلية، وتحقق النصر، وأيا كانت المناورات بعد ذلك، فالحقيقة التاريخية التى لا يمكن تجاوزها هى أن جيش إسرائيل الذى لا يقهر قد هزم فى 6 ساعات بفضل بسالة وتضحيات الجنود والقادة وحسن التنظيم، وبذل كل عاصمة عربية ما تستطيع لنيل شرف المشاركة فى ذلك النصر، وهذا بالتحديد هو الدرس الكبير الذى يجب علينا استحضاره واستلهامه واستعادة آلياته للخروج من المأزق العربى الراهن، إن روح أكتوبر هى طوق النجاة لسفينة العرب التى تعصف بها رياح وأمواج متلاطمة.
لمزيد من مقالات أسماء الحسينى رابط دائم: