فى رسالته التى كتبها تعقيبا على مقالنا المعنون «حلا شيحة»، نصحنا الدكتور المصدوم من جراء ما ورد بالمقال عن الحجاب بالعمل بالمثل الشعبى القائل «اعطى العيش لخبازيه حتى ولو أكلوا نصفه» أى أن أترك الكتابة فى الشأن الإسلامى للأزهريين لأنهم هنا هم الخبازون أما أمثالى من المراسلين الحربيين والمحللين السياسيين الذين لهم رؤية أحيانا والذين لم يكونوا من المنظرين الإسلاميين أو الفقهاء أو المتبحرين المتمرسين فلا مكان لهم.
وبما أنه يحمل درجة علمية رفيعة تلزمه بالموضوعية وتفرض عليه احترام المنطق، فإننى أسأله إذا كنت مقتنعا أن الشأن الدينى من اختصاص الأزهريين فقط فإن هذا يعنى أنك ستتوجه بالنصح دائما لغيرهم بإعطاء العيش لخبازيه، فهل يا ترى توجهت بالنصح لجماعة الإخوان المسلمين؟
ويقينا يعلم أن قادتهم الكبار من أمثال بديع ومرسى والشاطر وعبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان والكتاتنى من خريجى الهندسة والطب البيطرى والطب والزراعة.أن هذه الجماعة الإرهابية لم تختطف الدين فقط، بل إن اسمها المختار «الإخوان المسلمين» يعنى بمفهوم المخالفة أن غيرهم ليسوا مسلمين، أى حكمت بأنهم هم المسلمون أما غيرهم فلا.
ومثل هذا الموقف الحاد ادعى بتوجيه النصح لهم؟
ولا بأس أن توجه لنا هذه النصيحة ولكننا سننتقل لنقطة أخري، وهى فتاوى الشيوخ الذين ركزوا كثيرا على فقه النساء. فهناك أغلبية ترى أن المرأة مكانها البيت ولا يسمح لها بالتعليم أو بالعمل إلا لضرورة وفى كل الأحوال يجب أن ترتدى النقاب أو الحجاب على الأقل. وهناك من أفتى بأنها زانية ان خرجت أو اختلطت بالرجال. وهناك من الشيوخ الاجلاء من قضى عامين لكى يصمم نقابا شرعيا له عين واحدة، وهناك زميل له أفتى بأن المرأة التى تجعل عين النقاب واسعة لكى يرى الرجال الكحل فى عينيها زانية ناهيك يا سيدى الدكتور عمن حرموا الفنون من موسيقى وغناء ورسم ونحت وسينما وتليفزيون.
أما ذروة الفتاوى فهى جهاد النكاح وهناك ذروة أخرى بطلها القرضاوى عندما أفتى بان العمليات الانتحارية حلال بشرط أن توافق عليها الجماعة، أى أن تكون هذه العمليات الإرهابية الدموية جزءا من مخططات الجماعة الإرهابية.هل رأيت ماذا فعل الخبازون بنا؟ لقد دأب هؤلاء الخبازون على جرجرة مصر إلى الخلف كلما تمكنت من قطع مشوار على طريق التقدم والاستنارة.. لماذا؟!
لأنهم يرون ان الحضارة الغربية ضلال وان الدولة المدنية حرام، والعلمانية كفر والعياذ بالله، أما الوطن فلا وجود له وان الدستور بدعة غربية. ان الخبازين أو الشيوخ أو المتشددين والإرهابيين الذين يرفعون شعارات إسلامية مسئولون عن اعاقة تقدم الأوطان بما فى ذلك مصر، وبصفة عامة أفكارهم فى معظمها مستمدة من كهوف العصور الوسطي. ويا من وجه لنا النصيحة ان دارسى القانون يقضون سنوات دراستهم وهم يدرسون الشريعة والمعاملات والأحوال الشخصية وأصول الفقه بجانب المواد الأخري.
نعم انهم ليسوا فقهاء أو منظرين ولكنهم أيضا ليسوا بهذا البعد الذى نتصوره عن الشأن الإسلامى أو الفقه أو الشريعة. أما المقال الذى أصابك بالصدمة فيبدو أنك لم تقرأه، بل هناك من أخبرك أن هناك كاتبا يعترض على الحجاب، وأعتقد أنك لو قرأت المقال لتبينت أننى التزمت النص القرآنى تماما فى آيتى «الضرب على الجيوب» و«ادناء الجلاليب» ولم أخرج عنه كما أننى أعدت ما قاله الفقهاء فى معظمهم عن حديث الرسول المصطفى لأسماء بنت أبى بكر، وأكدت انه حديث آحاد لا يعتد به فيما يتعلق بالفرائض، وبالتالى لا يفرض حجابا أو نقابا وقد تجد فيه شفاء من الصدمة التى أصابتك.
لمزيد من مقالات عبده مباشر رابط دائم: