وداعا.. حازم ياسين

مات أستاذ أساتذة المحاسبة في مصر العَالِم الجليل الدكتور حازم ياسين الذي كان مثالا في الاحترام ونظافة اليد وحُسن الخلق.. وكان أيضا نموذجا للرجل المسئول الحريص علي المال العام, حتي إنه عُرف عنه خلال الفترة ليست القصيرة التي تولي فيها أمانة صندوق نادي الزمالك أنه من أكثر مَن تولي هذا المنصب دقة في العمل واصرارا في قلة الأنفاق.

درس حازم ياسين المحاسبة وقام بتدريسها في الجامعة للأجيال المختلفة فيما بعد حتي صار من الغرائب والطرائف والعجائب ألا تجد وزيرا للمالية خلال العشرين عاما الأخيرة لم يكن بين تلاميذ الدكتور حازم ياسين, الذي ظل يمتلك الأسلوب الهادئ السهل في توصيل أعقد النظريات المحاسبية الي أقل الناس ثقافة وأبعدهم تخصصا عن المحاسبة.

ولم تخمد حيوية الدكتور حازم ياسين, فقد ظل حريصا علي عمله التطوعي بنادي الزمالك كأمين صندوق له حتي الأيام الأخيرة من أجل أن تظل صفحة النادي بيضاء, وقد ظل واثقا حتي آخر لحظاته أن النادي موقفه المحاسبي سليم تماما وأنه علي يقين أن النادي لو استقبل ألف لجنة مالية من أي جهة فلن تجد خطأ واحدا علي أي ورقة خرجت من تحت يديه وحملت توقيعه.

وكانت للدكتور حازم ياسين كلمات مأثورة يتذكرها أعضاء النادي جيدا، حيث كان يقول إنه لا يعرف من العلم الا أقل القليل وربما كانت هذه هي طبيعة العلماء الذين لم يشبعوا من العلم رغم أن الذي يعرفه كثير والذي ينقله لتلاميذه من الوزراء والمتخصصين كثير جدا.

مات حازم ياسين حزينا بأحد مستشفيات مدينة 6 أكتوبر بعد الشائعات التي روجها خصوم مجلس إدارة النادي حين ادعوا أنه هرب الي أمريكا.. وكان حزنه الأكبر حين كان علي فراش الموت بينما تصله بعض الأقوال أنه سيتم ضبطه وإحضاره لأخذ اقواله في مخالفات لا علاقة له أو لمجلس الادارة بها من قريب أو بعيد. رحم الله الدكتور حازم ياسين صاحب اليد الطاهرة النقية.