المستهترون والمحافظ الجرىء

لفت نظرى تحركات بعض المحافظين بأسيوط وكفر الشيخ والسويس وغيرهم لضبط قضية الغياب فى المدارس والمستشفيات وغيرها من الإدارات المحلية فى المراكز والقرى بالوجهين البحرى والقبلى ..وهنا أثمن شجاعة الدكتور إسماعيل طه محافظ كفر الشيخ الذى لم يتردد ولم يرتعش فى توقيع الجزاء على 372 متغيبا دفعة واحدة منهم 101 بمستشفى بلطيم و123 بمدرسة كفر الشيخ الثانوية الصناعية، كل هذا دفعة واحدة، والمحافظ منذ مجيئه قرر تشكيل لجان تفتيش ومراقبة وبدأ يطبق القانون ..والسؤال هنا: كيف يدور العمل فى هذه المدارس وكل العاملين بها بلا ضمير؟.كيف تعمل المستشفيات وكل هؤلاء بلا أدنى إحساس بالمسئولية؟.الموضوع خطير جدا ومرعب ..فهل يعقل أن يذهب مريض إلى المستشفى وهو صائم ولا يجد الطبيب الذى من المقرر أن يجرى له العملية الجراحية ..وهل من المقبول أن يذهب التلاميذ إلى المدارس ويكتشفون أن أكثر من نصف المدرسين لا يحضرون قبل العاشرة ..واضح أن هناك شيئا ما خطأ ..هل نحن نعرف حقا مالنا وما علينا؟ وكيف سنخرج من تحت أيدينا جيل من الأصحاء والمتعلمين ..بكل أسف هذه المأساة كادت تتكرر فى كل مكان ..فى المدارس والجامعات والمصالح الحكومية وغيرها ..وبرغم أننى من أنصار تحرك المحافظين كما أننى مساند لهم أخشى ما أخشاه أن تتحول بعض لجان التفتيش إلى ممارسة البطش والمجاملات والمحافظ أو نائبه لا يذهب بنفسه إلى أماكن العمل وبالتالى فهو يعتمد على تقارير اللجان ..وهو ما يتطلب الدقة فى تشكيل اللجان والتأنى فى اتخاذ القرار وكما يقولون يجب ألا يختلط الحابل بالنابل فهناك من يعمل بضمير وهناك من يكون لديه ظروف قهرية، أما من يتزرع بمقولة على (أد فلوسهم) ويتغيب كل يوم فهؤلاء يجب تطبيق القانون عليهم فورا حتى يكونوا عبرة لكل من تسول لهم أنفسهم نشر ثقافة الانفلات الوظيفى واستحلال المال العام وأكل الحقوق ..وهنا أود أن أقول لهؤلاء المستهترين: هل نسيتم عندما كنتم تتسولون وتبحثون عن وساطة لكى تحصلوا على هذه الوظيفة أو تلك؟!. ومنكم من ظل يتردد على المكاتب وهو يحمل الطلبات ومنكم أيضا من عمل بمكافأة لسنوات طويلة وكان يحلم بالتعيين..!! ومع ذلك أيضا يجب على الدولة دراسة أحوال الموظفين ماديا والعمل على تحسينها بصورة تواكب الظروف الصعبة واحتياجات العيش الكريم.