مع بدء العام الدراسى الجديد فإنه لابد من ان نعيد عنصر التربية الى مراحل التعليم فى بلدنا، فلقد تركنا مسألة التربية لسنوات طويلة واتجهنا فقط الى التعليم ثم الآن اتجهنا الى تنفيذ خطة تطوير التعليم فى المدارس المصرية..ان تطوير التعليم ياسادة يستدعى بالضرورة نظرة الى دور المدرسة فى تكوين الطالب منذ التحاقه بالمدرسة لما لهذا الدور من اهمية فى تنشئة التلاميذ منذ سن صغيرة وان نظرة متأنية منا الى حال المدارس سنجد امامنا حالة واضحة من تدهور الاخلاق وغياب القيم الذى اصبح آفة المجتمع فى السنوات الاخيرة منذ يناير 2011...وتضاف الى هذا خطط ممنهجة لزعزعة الثقافة المصرية بل الشخصية المصرية بمكوناتها العريقة بل أدخلت علينا سلوكيات غريبة خلال السنوات الأخيرة تختلف عن كل ما عرفناه او تعلمناه فى بيوتنا وفى مدارسنا حينما كنا صغارا.. فرأينا فى المجتمع صورا جديدة من العنف والتدنى والفوضى وعدم احترام الآخر وانتشار الألفاظ الخارجة والنابية والصوت المرتفع وكادت تغيب القيم الرفيعة والأخلاقيات المصرية المعروفة والرقى فى التعامل والادب والتهذيب بل قامت بعض المدارس بزرع افكار التطرف والتشدد وكراهية الآخر بشكل ممنهج ويبدو هذا واضحا فى المدارس التى تسيطر عليها العقليات المتطرفة..
ان غياب التربية عن مدارسنا هى قضية لابد ان تنتبه اليها وزارة التربية والتعليم ولابد من وضع مادة فى الجدول المدرسى لاستعادتها ولغرس القيم الاخلاقية والسلوكيات الحميدة ومن أهمها التسامح الدينى والاحترام والانضباط والوسطية فى كل المدارس ..سواء الحكومية او الخاصة ..اننا مع بداية العام الدراسى الجديد نطالب بان توصى وزارة التربية والتعليم باهمية التربية والتوجيه السليم بداخل المدارس من خلال المدرسين والمشرفين ونظار المدارس جميعا. ومن هذا المنطلق فاننى أطالب المسئول الاول عن التعليم فى مصر واقصد به د.طارق شوقى وزير التربية والتعليم بان يضيف الى مسئوليته فى تطوير المناهج بند تربية التلاميذ منذ سن صغيرة ومتابعة ومراقبة المدارس التى يشرف عليها ذوو العقول المنغلقة والمتطرفة ..
لا ينبغى ان نترك الاطفال نهبا لكل ذى فكر رجعى او متشدد او يستخدم الدين كستار لإحداث عمليات غسل مخ للصغار منذ السنوات الاولى فى التعليم ..
نريد ان يكون هناك التزام فى المدارس بالمشاركة فى تربية عقول مستنيرة ومتفتحة ومنفتحة على الأفكار الحديثة والحياة السوية ..نريد ان تلتزم كل مدرسة بتعليم الموسيقى والفنون والاهتمام بحصص الرياضة والتربية البدنية فى جدول الدراسة.
ان إهمال التربية فى مدارسنا سيجعل عملية تطوير التعليم كأنها حرث فى البحر مالم نبدأ فى بث السلوكيات الراقية وقيم الاستنارةً وتعظيم الاخلاق النبيلة .وفى المقابل لابد من توقيع جزاءات على المدارس التى تخالف هذا او تلجأ الى غرس افكار التشدد الديني..
اننا نريد جيلا جديدا قادرًا على استيعاب متغيرات العصر من خلال تلقى تربية سوية ومتميزة وطبيعية ووسطية منذ الصغر، نريد جيلا جديدا يشب على احترام الكبير والتقدير للمرأة والحوار مع الآخر والانتماء للوطن.
لمزيد من مقالات منى رجب رابط دائم: