رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رياض الأطفال.. أول تحديات المنظومة الجديدة

تحقيق ــ محمد القزاز
هل ننصف تلاميذ رياض الأطفال بمعلمات متخصصات؟

  • مدير المركز التربوى بجامعة الإسكندرية:
  • وجود معلمة روضة متخصصة أفضل لأنها على دراية باحتياجات الطفل
  • الأزمة فى الفصول.. والإخصائى الاجتماعى ليس بديلا
  •  الوزارة: لا يوجد عجز فى المعلمات.. ولكن سوء توزيع.. وهناك خطة جارية لإنهاء المشكلة


تحديات كبيرة تواجه منظومة التعليم الجديدة، وهناك إصرار كبير من الدولة على نجاح المنظومة، لتحدث الفارق في بناء الإنسان المصري، ولا تلتفت الدولة إلى من يحمل معاول الهدم أو يبث سموم الفشل ليحدث حالة من الإحباط والفشل لدي المواطنين.
وبالرغم من العديد من المشكلات والتحديات التي تواجه منظومة التعليم، ومنها على سبيل المثال رياض الأطفال، حيث يعترف الجميع بأن هناك نقصا كبيرا في الفصول والمعلمات، فالمتحدث باسم وزارة التربية والتعليم صرح من قبل بأننا نحتاج 15 ألف فصل للقضاء على الكثافة في المدارس، ومديرو التربية والتعليم في العديد من المحافظات، طالبوا بسد هذا العجز، ومنهم مدير التربية والتعليم في القاهرة، الذي ذكر أن المحافظة في حاجة إلى 500 معلمة رياض الأطفال، والأمر نفسه بالجيزة والإسكندرية وغيرهما.
ولا شك أن هناك ثورة حقيقية في التعليم تنتظر الاختبار والتجريب، ولأن البداية مهمة، وستكون برياض الأطفال، حيث يتلخص النظام الجديد بها في مناهج جديدة تماما وطريقة تدريس مبتكرة. وتهدف هذه المناهج إلى أن يتعود الطفل منذ الصغر على أن يلغي من ذاكرته فلسفة الحفظ والتلقين، ويكون شخصية مبتكرة مفكرة طموحا، تستطيع حل المشكلات والتفكير خارج الصندوق، وأن يكون الطفل أكثر انتماء لوطنه ويحترم الآخرين ولديه روح التعاون مع الجميع، ويتمحور كل ذلك حول «بناء الشخصية المصرية». فى أهمية التخصص الدقيق لهذه المرحلة العمرية وتوضح د. مروة عبدالنعيم، أستاذ طرق ومناهج التدريس بكلية رياض الأطفال بالإسكندرية والمدير التنفيذي للمركز التربوى بالكلية، أن لدينا نحو عشر كليات رياض أطفال حتى العام الماضي، فضلا عن أقسام رياض أطفال ببعض كليات التربية، كما أن هذه الكليات سيصبح اسمها كليات التربية للطفولة المبكرة، وبالتالي نحن أمام ما يقرب من 10 آلاف خريج سنويا، وبرغم هذه الأعداد التي يتم تخريجها سنويا، فإن هناك عجزا في معلمات رياض الأطفال في معظم المدارس، وأن ذلك له تأثير سلبي كبير، حيث نجد أن فصول رياض الأطفال بالمدارس تحولت إلى فصول ابتدائي، وهذا واقع لمسناه عن قرب فى أثناء زياراتنا للمدارس بحكم عملنا الإشرافي على الطلبة خلال فترة التدريب العملي. وبسبب عدم وجود معلمات رياض أطفال، تحول الأمر من مبادئ إعداد قراءة وإعداد كتابة، إلى التعليم المباشر بالقراءة والكتابة، وهذا خطر في هذه السن، حتى أصبح الأطفال يكرهون الواجب والذهاب إلى المدرسة، وبسبب عدم وجود معلمات رياض أطفال أصبح لدينا أجيال مشوهة تعليميا.
ونبهت إلى أن عدم وجود متخصصين في رياض الأطفال في منظومة التعليم الجديدة سيشكل خطرا على المنظومة وعلى الأطفال أنفسهم في تأهيلهم لها، إضافة إلى المنهج الجديد فيها، فنحن المتخصصين لا نعرف عنه شيئا، ليس للتقويم بل لتدريسه للطالبات بالكلية، برغم أن ما قاله الوزير عن المنظومة يشكل تحولا مهما في مسيرة التعليم في مصر، وأننا بالفعل لطالما نادينا به، غير أن ما لدينا هو خطوط عامة، ولا نعرف تفاصيل عنها.
 

الصورة تختلف


وأضافت د. مروة أن وجود معلمة روضة متخصصة أمر حيوى وأساسى ويجعل الصورة تختلف تماما، فهي على علم ودراسة باحتياجات الطفل، وتعلم أي الأوقات هو في حاجة إلى نشاط حركي، وأي الأوقات يحتاج نشاطا فنيا، وحين يصاب بالملل ما أفضل السبل لمعالجته منها، كما أنها تستطيع وضع خطط أسبوعية وشهرية وسنوية، سواء أنشطة أو برامج، أما وجود إخصائي اجتماعي أو نفسى للقيام بدور المعلمة، فإن ذلك سيشكل صعوبة كبيرة، فدوره مهم وتكميلي لا نستطيع الاستغناء عنه، ويتمثل فى تعديل سلوك أو تنمية مهارات أو حل مشكلات في صعوبات التعلم، لكن أن يقوم هو بالتدريس فتلك مشكلة كبيرة، لأنه ليس منوطا بالتدريس فهو اختصاص خريجي هذه الكليات، وهن من يجب الاعتماد عليهن وتزويدهن بالمهارات بعد التخرج.
أما المطلوب توافره في فصول رياض الأطفال، فتري أن أول شيء ينبغي فعله هو إزالة الديكورات الموجودة في هذه الفصول فورا، فمن خلال زياراتنا المتعددة في كل المدارس سواء حكومية أو تجريبية أو لغات، يوجد «فرح» على الحوائط، ولوحات وأشكال مختلفة، وهذا لا يتناسب وطفل في هذه السن، فهذه لوحة للرياضيات وتلك للعلوم وأخري للعربي، والهدف ليس تعليميا بحتا، بل من أجل تقويم المعلمة لا التلاميذ، فهذه ليست بيئة تعليمية مناسبة للطفل، والمطلوب وجود بيئة تعليمية تشجع على التفاعل، وأن تكون ملموسة وليست صورا أو لوحات، فركن الفنون على سبيل المثال ينبغي أن يكون حقيقة من خلال وجود أدوات رسم وألوان وغيرهما، وكذلك الرياضة بعض الكرات والمكعبات بحيث يمارس التفاعل الحقيقي وليس مشاهدات لوحات.
وفي ظل الفصول الموجودة المصممة بحسب المساحة وكذلك الكثافات للتلاميذ مما لا تسمح بوجود كل تلك الأنشطة، فيمكن التغلب عليها من خلال فصول متنوعة، أحدها للرسم وآخر للرياضة وثالث للقراءة وهكذا، ولكن ما يحدث الآن في هذه الفصول لا علاقة له بالإمكانات بل بالتخصص، فمنذ السنة الأولى يتم تدريب الطالبات من خلال التدريب الميداني والمناهج وطرق التدريس.
وتضيف مديرة المركز التربوى أن فصل رياض الأطفال ينبغي ألا يزيد على 20 أو 25 تلميذا، حسب مساحة الفصل، فالطبيعي أن يكون هناك متر مربع لكل طفل، وأن تكون هناك معلمتان لكل فصل أو ثلاث، أما ما نسمعه أن يكون هناك ثلاث معلمات لكل قاعتين فسوف يحدث تأثيرا سلبيا، وفي حالة وجود ذوى إعاقة فمن الممكن إضافة معلمة دمج، ولكن ذلك يحتاج ميزانية خاصة، فعلي الأقل أن تكون هناك معلمتان لكل فصل.


عجز واضح


فايز بركات، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، قال إن هناك عجزا واضحا ومعترفا به، سواء في المعلمات أو في فصول رياض الأطفال، لكن الصعوبة تكمن أكثر في الفصول، فبحسب تصريحات المسئولين عن التعليم في أثناء مناقشة هذا الأمر في اللجنة، أن المتاح حاليا هو نسبة 40%، ومن المقرر أن تصل هذه النسبة حسب خطة الوزارة إلى 70% خلال العامين القادمين، وبحسب الدائرة التي أمثلها، لدينا 89 مدرسة بها رياض أطفال، ونحو 60 مدرسة ليس بها رياض أطفال.
ورفض تماما فكرة الاستعانة بإخصائيين نفسيين أو اجتماعيين، لأن لهم دورا أكبر من ذلك، والمفترض أن يتم تفعيله، بدلا من وجود البعض منهم «سد خانة» في كثير من الأحيان، ويجب أن نبدأ حتى لو كان هناك عجز في الفصول أو في المعلمات، لأننا لا يجب أن ننتظر كثيرا، فرغم أن هناك ظلما للبعض لكنه أفضل من ظلم للجميع، فالوزارة وضعت هذا العجز في الاعتبار، وسوف تقوم بتعويضه في المناهج لمن لم يستطع الحصول على فرصة بسبب هذا النقص.

الوزارة ترد


أحمد خيري، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، قال إنه لا يوجد عجز في معلمات رياض الأطفال، ولكن يوجد سوء توزيع، أما عن عجز فصول رياض الأطفال، فإن هناك عجزا بالفعل وأزمة كثافات ليس لرياض الأطفال فقط، بل في كل مراحل التعليم، فى بعض المحافظات كالقاهرة والجيزة والإسكندرية والقليوبية والمنيا في الصعيد.
وأشار خيري إلى أن أزمة الكثافات هي أزمة كل عام، ولن تنتهى بسبب الزيادة السكانية المطردة سنويا، وأن هذا العام تمت إضافة نحو 20500 فصل، وهناك مدارس تتغلب على هذه الكثافات بعمل فترتين صباحية ومسائية، فهناك نحو 2.5 مليون طالب بدأوا العام الدراسي الجديد.
وهناك خطة بدأت الوزارة تنفيذها بالفعل للقضاء على سوء التوزيع بين المعلمين والمعلمات، بحيث تشمل الـ55 ألف مدرسة على مستوى الجمهورية، ومنهم الإخصائيون الاجتماعيون والنفسيون، حيث إن عددهم كبير للغاية، ولا يقومون بعمل فعلى، ولن يتم إسناد تعليم رياض الأطفال لهم، ولكن الخطة تقتضي تدريبهم وتأهيلهم، خاصة مع فصول الدمج الجديدة التي بدأتها الوزارة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق