-
أولياء الأمور: يساعد المدرس فى الشرح ويبسط المعلومات للطالب ويؤهله للجامعة ويغنى عن الدروس الخصوصية
-
الطلاب: لا مبرر لمنعه لأن الامتحانات لا تخلو من أسئلة النماذج التى توجد به
-
خبير مناهج: يجب تحسين كتب الوزارة بزيادة عدد التدريبات قبل إلغائه
-
المتحدث الرسمى لوزارة التعليم: لم يصدر ترخيص لأى شركة بطباعة كتب لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائى
-
وكيل تعليم النواب: النظام الجديد قائم على الاكتشاف وبناء العقل بينما الكتاب الخارجى يقدم المعلومة جاهزة
منذ سنوات طويلة ينظر أولياء الأمور والطلاب إلى الكتاب الخارجى باعتباره منبعا للمعلومات والشرح المبسط الذى يستعين به الطلاب لرفع مستواهم ، والحصول على أعلى الدرجات، فلا يكاد يخلو منزل فى أى مرحلة تعليمية منه فى جميع المواد،كما يعتبرونه وسيلة للتدريب العملى على نماذج امتحانات آخر العام، ويعتبره الكثيرون طوق نجاة من الدروس الخصوصية لكثير من الأسر التى لا تتحمل تكاليفها، ولكن مع تصريحات وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، بشأن وجود بعض الكتب الخارجية التى يتم طبعها دون ترخيص فى شركات كبرى وأخرى «بير سلم» ولا تعلم الوزارة عن مناهجها ومحتواها العلمى شيئا، سادت حالة من القلق والترقب بين الطلاب وأولياء الأمور الذين استطلعت «تحقيقات الأهرام»آراء بعضهم حول هذا الموضوع.
يرى ياسين أحمد (طالب بالثانوى ) أن الكتاب المدرسى لا يكفى ولا يوفر معلومات كافية، ولا مبرر لمنع الكتب الخارجية التى لا تخلو الامتحانات من أسئلة النماذج التى توجد بها.
أما أمنية يحيى - طالبة - فتقول: إن الكتاب الخارجى مصدر للمعلومات، ووسيلة مساعدة تفيدنا فى المذاكرة ، من خلال توافر كم كبير من الأسئلة الذى يعد وسيلة تدريب لنماذج امتحانات آخر العام.
وقالت عزة حسين ربة منزل: لا أؤيد فكرة إلغاء الكتاب الخارجي، لأنه يساعد المدرس فى الشرح ويبسط المعلومات للطالب، ويعتبر وسيلة مساعدة مهمة تؤهل فى كسب درجات عالية آخر العام ، خاصة بالثانوية العامة.
وترى همت مصطفى - ربة منزل - أنه إذا تم إلغاء الكتاب الخارجى لابد أن يكون الكتاب المدرسى فى مستواه وبه نماذج للامتحانات وشرح مبسط، أو توفير مدرسين ذوى كفاءة عالية، حتى يتم تأسيس الطالب، أو نقل محتويات الكتب الخارجية للكتاب المدرسي، وتضيف أن فكرة إلغاء الكتاب الخارجى ستجبرنا على الدروس الخصوصية فى جميع المواد، خاصة وأن المواد النظرية كاللغة العربية والدراسات الاجتماعية نعتمد فيها على الكتاب الخارجى، لتوفير نفقات الدرس الخصوصى للمواد العلمية.
وتؤكد علا مصطفى - ربة منزل - أن المناهج كما هي، والكتب بالأسواق ولا يوجد إلغاء، ونضطر للشراء بل إن الدروس الخصوصية بدأت بالفعل منذ شهر يوليو الماضي.
الكتب الخارجية
وتشير نيرمين سامى- موظفة - إلى أن الكتب الخارجية الخاصة بالمدارس الفرنسية متوافرة فى كل المواد، أما اللغة العربية فهى الوحيدة الموجودة ببنك المعرفة ويتم الدخول عليها بالرقم القومي، وبها فيديوهات شرح وتعليم للعلوم والرياضيات لجميع المناهج من الإبتدائى إلى الثانوي، ولا يتم شراؤها من الأسواق، لذلك يجب تعريف أولياء الأموربتلك المواقع وتوضيحها بطرق سهلة.
وتقول رانيا محمود: إن الكتب الخارجية منتشرة بالمكتبات والأهالى يختارون ما يناسبهم، وفكرة حل نماذج الامتحانات ترسخ المعلومة أكثر فى عقل الطالب، فلا أتخيل المذاكرة مع أبنائى دون كتاب خارجي.
إيجابيات الكتاب الخارجي
ويوضح محمد عادل - معلم دراسات اجتماعية بالثانوية العامة - إن الكتاب الخارجى له إيجابيات كتقوية ذاكرة الطالب، وتدريبه على نماذج الامتحانات، فكتاب المدرسة ليس له أى صيغة تدريبية، أما الخارجى فمكمل والطالب كلما قام بحل امتحانات أكثر كلما كانت الذاكرة الذهنية لديه أفضل، فمادة الدراسات الاجتماعية على سبيل المثال مليئة بالخرائط، والتاريخ به أحداث وتواريخ يجب مراجعتها، حتى لا يمكن خلط التواريخ مع اختلاف المعارك والأحداث والعصور، فيجب أن يكون هناك حل مستمر للأسئلة، وقد نستغنى عن الكتاب الخارجى فى حالة عودة دليل التقويم، فهو عبارة عن نماذج امتحانات، وكل مدرس له رؤية يشرح بها ويفهم منه الطالب، والكتاب ما هو إلا وسيلة تطبق ما درسه فى أى مادة، فأقوم بالشرح برؤيتي، وأترك الواجبات ونماذج الحل للكتب الخارجية، أى أننا كمدرسين لا نعتمد عليه فى الشرح إنما فى حل التدريبات.
لم تصدر تراخيص
وعلى الرغم من مخاوف وقلق أولياء الأمور من فكرة إلغاء الكتاب الخارجى إلا أن المتحدث الرسمى لوزارة التربية والتعليم أحمد خيرى أكد من جانبه أن الوزارة لها الحق فى ترخيص الكتب الخارجية، وهى لم تصدر تراخيص لأى شركة بطباعة كتب لصفوف رياض الأطفال والصف الأول الإبتدائى وقد تم وقف تراخيص الكتب الخارجية لهذه الصفوف فقط.
قائم على الاكتشاف
وبحسب النائب عبد الرحمن برعى وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب، فإن نظام المناهج الجديد للصف الأول الإبتدائى الذى استحدثته الوزارة، قائم على الاكتشاف، فالتطوير تم بمراحل كى جى 1 و2 وأولى ابتدائى وفكرته تعتمد على أن الطالب هو الذى يبحث عن المعلومة، أى أن النظام قائم على الاكتشاف وبناء العقل، بينما الكتاب الخارجى يقدم المعلومة جاهزة، فإذا وجد الكتاب الخارجى مع التلميذ أفسد المحتوى الجديد الذى تم طرحه بالمناهج، وليست فى مصلحة المنهج الجديد.
عبدالرحمن برعى
مشيرا إلى أن التدريس بالاكتشاف سيتم تطبيقه فى جميع المراحل، وكلما انتهينا من تطوير مرحلة سيتوقف كتابها الخارجى تلقائيا لأنه فى حالة وجود الكتاب الخارجى ، سيقضى على خطة الوزارة فى التعلم بالاكتشاف، وأطمئن أولياء الأمور إلى أن المناهج الجديدة فكر يستحق الاحترام ولا يقلق الأسرة المصرية، بل على العكس فى مصلحتها، وما يحدث مع الثانوية العامة سيختلف تماما، لأنه تم الاتفاق مع شركة لتحويل المناهج إلى الشكل الإلكترونى له هدف تعليمى لربطه ببنك المعرفة، وأى تطوير يستغرق من 12 إلى 14 سنة.
توابع الإلغاء
ويرى الدكتور محمد المفتى أستاذ المناهج بجامعة عين شمس أن فكرة إلغاء الكتاب الخارجى لها توابعها، خاصة فى حالة التسرع وعدم الدراسة الكافية، لأن الطالب يقبل عليه ويستفيد منه، وقبل التفكير فى الإلغاء يجب العمل على تحسين كتب الوزارة، التى بالرغم من محاولات تطويرها، فإنها مازالت فى المستوى غير المقبول.
ويضيف أن مميزات الكتاب الخارجى تكمن فى شرحه المبسط، لأنه يعطى أمثلة كافية وتدريبات متنوعة، وبه مجموعة من الامتحانات السابقة.
ويشير المفتى إلى أن تنوع مصادر المعرفة يفتح نوافذ كثيرة للمعلومات ، بحيث ينهل المتعلم من جميع المصادر، ويستقى المعلومات التى تفيده، فأحد أخطاء التعليم الحالية هو وجود مصدر واحد للمعرفة، وهو الكتاب المدرسى الذى تطبعه الوزارة، فالتنوع مطلوب لأن هناك تنوعا فى أنماط تعليم التلاميذ، بحيث إن كل طالب ينتقى المصادر التى تتلاءم مع نمط تعلمه.
ويؤكد أن الكتب الخارجية موجودة هذا العام والأهالى اشتروها،ومنع ترخيصها وملاحقة ناشريها سيجعلهم يطبعونها سرا.
بنك المعرفة أم الكتاب الخارجي؟
ويرحب خالد صفوت مؤسس صفحة «ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية» إحدى صفحات أولياء الأمور على «فيسبوك» بوجود كتاب مدرسى جيد فى حالة إلغاء تراخيص الكتب الخارجية، لأن أولياء الأمور يريدون تخفيف الأعباء المالية، وبعض الأسر تنفق على الكتب الخارجية 1000 جنيه لكل طالب، بالإضافة إلى الأدوات المدرسية والدروس الخصوصية، وإذا كان لدى الأسرة أكثر من ابن فى مراحل تعليم مختلفة، سيتضاعف المبلغ، لذلك نطالب بإلغاء الكتاب الخارجي، وتعديل محتوى الكتاب المدرسى بما يفيد الطالب، علما بأن الكتاب الخارجى له سوق ضخمة يستهلك ما يقارب من 20 مليار جنيه سنويا تنفق على دور النشر والمكتبات، وإذا تم إلغاء الكتاب الخارجى ولم يواكبه تطوير للكتاب المدرسى بشكل جيد، فذلك سيساعد على انتعاش سوق الدروس الخصوصية، وظهور سوق موازية لسوق الكتب الخارجية، وهى سوق ملازمة لمعلمى الدروس الخصوصية، وبالتالى سنضغط على أولياء الأمور ونجعلهم مجبرين على شرائها، حتى لو كلفتهم مبالغ مادية طائلة، فى نظير تعليم أبنائهم ،فطبيعى أن أولياء الأمور يريدون التوفير.
ويؤكد أنه لا يوجد وجه مقارنة بين بنك المعرفة والكتب الخارجية، فهذه الكتب تقدم محتوى مقروءا،بينما بنك المعرفة يقدم مناهج إلكترونية وأفلاما علمية وشرحا لبعض المدرسين، أو مناهج تفاعلية فى صورة ألعاب أو أفلام وثائقية تشرح نظريات معينة فى العلوم والرياضة تحديدا، ووضع مناهج تفاعلية وأنشطه لتلاميذ المدارس أمر جيد ،لكنه يعتمد على أسلوب وطريقة الامتحانات، فهى التى تحدد مدى أهمية بنك المعرفة، ومدى أهمية الكتاب الخارجي.. بمعنى أن استمرار أسلوب امتحانات الحفظ والتلقين والإجابات النموذجية تعطى امتيازا أو منحة لانتشار الكتب الخارجية، ولكن لو اعتمدت على الفهم وغيرت طرق وضع الامتحانات والأسئلة نفسها لقياس مدى إدراك وفهم الطالب ، فإننى أعطى فرصة للمناهج التفاعلية ،وهى أفضل كثيرا من أسلوب الحفظ والتلقين ،ولكن فى النهاية أسلوب التقييم داخل الامتحانات للطلاب هو القادر على تحديد أى اتجاه يسلكه الطالب.
ويرى أن بنك المعرفة اعتماده الكلى على الإنترنت والأجهزة ، أما الثانوية العامة فالوزير أكد توفير جهاز تابلت لكل طالب وتوفير «واى فاى» بالمدارس للطلاب، لذلك الصف الأول الثانوى سيتوافر فيه مبدأ تكافؤ الفرص.. بمعنى أن كل طالب معه الجهاز الخاص به ومتاح له الدخول مجانا على الإنترنت داخل مركز الشباب أو المدرسة أو قصور الثقافة.
ويرى أنه لتغيير الثقافة العامة لأولياء الأمور، يجب أن أرسخ قيم المعرفة لديهم عن طريق الفهم والاستيعاب ومنع الدروس الخصوصية ومنع الكتب الخارجية ،إذن ولى الأمر سيوفر نفقات الكتب الخارجية والدروس الخصوصية ويستعيض عنها بتوفير جهاز التابلت وباقة الإنترنت لابنه للدخول على بنك المعرفة، وهنا يتجسد دور الوزارة فى تغيير ثقافة المجتمع من الحفظ والتلقين للفهم والمعرفة واكتساب المهارات، وهى نقطة فارقة بالتعليم الجديد، لأنه يعتمد على الفهم بشكل كلى، وتغييرالثقافة الراسخة منذ سنوات طويلة، ألا وهى الحصول على الدرجة من خلال الحفظ والتلقين، وهو ما يتطلب فترة زمنية لاقتلاع هذه المفاهيم.
رابط دائم: