رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اسألوا ورد النيل والعلف وكسر الجنيه.. عن الأفكار!

>> الأفكار التقليدية الصالحة للاستخدام انتهت.. أم أنها لم تعد صالحة.. لإيجاد حلول للمشكلات المزمنة أو المتجددة التى تعترض حياتنا؟.

سواء انتهى وجودها أو انتهت صلاحيتها.. فالأمر واحد لا يختلف فى الحالتين.. ومن هذا المنطلق الرئيس السيسى يطالبنا باستمرار.. بالأفكار الجديدة فى مواجهة مشكلاتنا:

الأسبوع الماضى تناولت.. ما أشار إليه الرئيس.. فى افتتاحه مشروعات محاور النيل والطرق.. وحديثه عن ورد النيل.. إحدى أكبر المشكلات فى الأنهار والمجارى المائية بالعالم.. ومطالبته المسئولين وكل المصريين.. بأفكار خارج الصندوق.. أى الأفكار غير التقليدية.. لإيجاد حل لمشكلة ورد النيل.. الذى يستهلك المياه ويعيق ملامحه.. ويؤثر على الثروة سمكية!.

قلت الأسبوع الماضي.. عندى معلومة تقودنا لحل غير تقليدي!. معلومة عن نجاح معيد فى زراعة عين شمس من زمان.. فى الوصول لحل للمشكلة.. لكن لا أعرف اسمه.. وكل ما أعرفه أنه هاجر إلى أمريكا وحصل على الماجستير والدكتوراه من هناك فى ورد النيل.. الذى جعله علفًا حيوانيًا!. وقلت أيضًا سأحاول الوصول إليه.. لنعرف ما حصل بالعلم عليه!.

فكرت وبحثت وسألت.. فوصلت إلى بداية الطريق!.

صديق مشترك أعطانى رقم تليفون د.عمر يسري.. الأستاذ المتفرغ فى زراعة عين شمس حاليًا.. والذى تولى فيما سبق منصب وكيل الكلية للدراسات العليا.. فى وقت لاحق وربما سابق.. للواقعة التى أبحث عن بطلها.. والمؤكد أن اسمه لابد أن يكون معروفًا للدكتور عمر يسري.. طالما أنه باحث سجل اسمه فى الدراسات العليا!.

سألت الدكتور عمر يسري.. هل تتذكر حكاية هذا المعيد؟ قال:

لا أتذكر.. خلال تولى منصب شئون الدراسات العليا.. أو قبلها ولا حتى بعدها.. حكاية المعيد الذى هاجر أمريكا.. إلا أن!.

فى هذه الفترة.. تقدم الأستاذ الدكتور عبدالفتاح الصيرفى رحمة الله عليه بمشروع للاستفادة من ورد النيل الذى يشكل ضررًا رهيبًا لنا!. المشروع حوله د.الصيرفي.. من فكرة على سطور.. إلى واقع على الأرض.. وأربعة باحثين شباب.. تحمسوا للفكرة.. وبدأوا الأبحاث العلمية.. وواحد منهم أكمل المشوار.. وحصل على الماجستير والدكتوراه فى ورد النيل وكيفية الاستفادة منه..

الكلام مازال للدكتور عمر يسري.. ويكمله بقوله: الشاب الذى حصل على الماجستير والدكتوراه.. هو الأستاذ دكتور حاليًا محسن محمود شكرى الذى تدرج فى المناصب إلى أن أصبح نائبًا لرئيس أكاديمية البحث العلمي.. وأظنه من تبحث عنه.. لأنه من أوائل.. إن لم يكن أول.. من بحث علميًا فى هذه القضية وأول من حصل على الماجستير والدكتوراه فى ورد النيل!.

شكرت د.عمر يسري.. على انشغاله معى لثلاثة أيام.. وإصراره على الوصول لما أبحث عنه.. والآن معى اسم ورقم تليفون من فَكَّرْ خارج الصندوق.. قبل أن يكون أحد فى مصر يعرف من الأصل أن هناك صندوقًا!.

اتصلت بالدكتور محسن شكري.. الأستاذ المتفرغ بالمركز القومى للبحوث حاليًا.. وكانت هذه إجاباته على ما طرحته عليه من أسئلة..

حصلت على الماجستير من زراعة عين شمس قبل 40 سنة فى عام 1978.. عن استخدام ورد النيل فى تغذية الحيوان.. وبعدها بخمس سنوات حصلت على الدكتوراه من نفس الكلية فى عام 1983 عن الاستخدام الأمثل لنبات ورد النيل فى تغذية الحيوان بصور وأشكال مختلفة.. فعلت هذا ونجحت فى ذلك.. دون الحاجة للسفر لأمريكا لاكتشاف الحل العبقري!.

بعد ذلك.. أجريت بالمشاركة مع زملاء أفاضل.. عددًا من الأبحاث حول نفس الموضوع.. كما شاركت فى الكثير من الندوات والكثير من البرامج الإذاعية والتليفزيونية.. التى تناولت مشكلة ورد النيل وكيفية حلها!.

أذكر هنا برنامجًا تليفزيونيًا اسمه لو كنت المسئول.. للراحلة سهير الإتربي.. البرنامج استضاف المرحوم عصام راضى وزير الرى وقتها وعددًا من الخبراء.. وكنت أصغرهم سنًا (38 سنة).. وهذه الحلقة من البرنامج.. أسفرت عن قرار بالغ الأهمية.. وهو منع استخدام المبيدات فى مقاومة ورد النيل.. لأنها تلويث كيماوى محقق للنيل نفسه.. والاكتفاء بالمقاومة الميكانيكية لرفعه من النيل.. ومحاولة استخدامه فى أغراض مختلفة.. منها أن يكون علفًا للحيوان.. وتلك وسيلة بيولوجية فى مقاومة ورد النيل!.

من هذا الوقت وحتى الآن.. لم أدخر وسعًا.. فى تقديم مقترحات لاستخدام ورد النيل فى تغذية الحيوان.. كإحدى الوسائل الممكنة للاستفادة منه.. وفى الوقت نفسه.. الحد من وجوده والتخلص منه.

أن يكون ورد النيل.. علفًا للحيوان.. حقيقة لابد أن نضعها فى حجمها بدون تهويل ومن غير تهوين.. للأفكار خارج الصندوق.. لأن تنفيذ مثل هذه الأفكار.. يحتاج إلى جهود مخلصة بجد.. وتعاون الجهات المختلفة بجد.. واستثمارات بجد..

الفكر غير التقليدى فى قضية مثل ورد النيل.. مؤكد أنه يسهم فى حل لتلك المشكلة المزمنة!.

من 40 سنة ونحن شباب فَكَّرْنا خارج الصندوق وأوجدنا بالبحث العلمى حلاً لمشكلة.. وهذا ما يجعلنى أطلب من شباب اليوم.. التأكد أنه ما من مشكلة إلا ولها حل.. طالما هناك فكر وبحث غير تقليدي.

انتهى كلام الدكتور محسن شكري.. وعندى كلام عليه.. لأن الذى تم قبل 40 سنة.. لم نر تطبيقاته صناعيًا للآن!. ليس هناك علف يباع فى الأسواق من ورد النيل.. أو ورد النيل جزء من مكوناته!. لماذا؟.

لأن الباحث فى معمله يكفيه.. الجهد الهائل المبذول عقليًا ونفسيًا!. يكفيه القلق الغريب الذى يعيشه.. فى عمل عرف بدايته.. يوم بدأ البحث.. ومستحيل أن يعرف نهايته!. يكفى الباحث توصله إلى نتائج أفرزتها الأبحاث وأوصلته إلى حلول لمشكلات.. أخذت من عمره سنوات!.

الباحث أوجد الحل.. أما تطبيقات الحل.. التى تحوله إلى مُنتَج فى الأسواق.. فهذا هو الجهاد الأكبر.. لأنه يتطلب نيات طيبة ــ هى شحيحة هذه الأيام ــ تُحَوِل النتيجة التى وصل إليها البحث العلمى إلى واقع يستفيد منه الوطن.. وهذا الأمر يتطلب تضافر وتعاون جهات كثيرة تضع المصلحة العامة فى عقلها وقلبها وعيونها!. يتطلب استثمارًا حقيقيًا.. قادرًا على الإنفاق إلى أن تتحول نتائج البحث العلمي.. إلى واقع موجود فى السوق!.

فى قضيتنا.. الأبحاث التى تمت على ورد النيل.. من 40 سنة والآن.. أكدت أنه نبات يتكاثر بسرعة رهيبة.. وأن أذاه رهيب من استهلاك للمياه إلى إعاقة الملاحة بل وإعاقة تحرك المياه فى المجري!.

الأبحاث أكدت إمكانية تحويله إلى مكونات علف للحيوان.. أى جزء من تركيبته.. وهذا منطقي، لأنه وحده لا يصلح علفًا.. للمذاق بالنسبة للحيوان.. ونسبة الطاقة ونسبة البروتينات الموجودة به.. ولذلك فإن ورد النيل الذى يتكون من 95% مياه.. يصبح أحد مكونات العلف.. بعد تجفيفه!.

وقفنا عند هذه النقطة.. كلنا يعرف أنه يصلح علفًا أو مكونات العلف.. وكلنا نسى الأمر.. ليبقى ورد النيل واحدًا من أكبر مشكلاتنا.. لأن هناك شريحة.. لا أعرف عددها.. لكن أعلم يقينًا.. أنها ضد أن يكون علفًا.. لأنه دخول فى مناطق ملغومة.. لأن أعلاف الحيوانات أحد أركان «دولة» اللحمة.. والأعلاف سوقها نار ولابد أن تبقى النار مشتعلة.. قال إيه.. عايزين يحولوا ورد النيل اللى مغطى النيل وترعه وقناياته ومصارفه.. يحولوه علف.. ببلاش كده.. والعلف سعره يتخسف بيه الأرض واللحمة ترخص والفلوس اللى بالهبل مكاسب تقف!.

هذه القضية.. قضية علف الحيوان.. «شغلاني» من زمن!. دائمًا مع نفسى أفكر وأقول لنفسي.. معقولة أنا اللى فاهم الحكاية دي!. إيه هى الحكاية؟.

الحكاية.. إن بذرة أو نواه.. أى نبات.. موجود فيها كل المكونات الكافية.. لخلق نبات جديد!. هذه البذرة أرادها الله فيها.. الخلاصة.. فيها أعلى قيمة غذائية.. لأنها حلقة الوصل بين نبات انتهى وآخر قادم!.

معقول هذه البذرة.. لا تكون علفًا أساسيًا للحيوان؟.

أكثر «حاجة» حيرتنى «نواة» البلح.. لدرجة أننى فكرت كثيرًا.. فى طحنها والذهاب للمركز القومى للبحوث من أجل تحليلها.. لقناعتى بأن هذه «النواية» كنز!. هذه «النواية» هى التى تقدم لنا نخلة.. وهذه النخلة.. ثمارها تمر.. الذى يقدم لنا ثمرة (التمر) وهذا التمر.. غذاء كامل متكامل.. بروتين وسكريات ودهون وأملاح.. والقرآن يحكى لنا قصة العذراء مريم فى حملها.. وهى تعيش فقط على التمر!.

هذه النواية.. التى تخرج منها شجرة طولها 30 أو 40 مترا.. معقول.. لا تكون علفًا!. معقول بذرة الزيتون.. لا تكون علفًا بعد طحنها وضغطها كبسًا فى ألواح!. معقول مئات أنواع البذور نرميها فى القمامة.. بدلاً من أن تكون علفًا!.

عندنا منجم علف.. هو بذور ونوى ثمار كثيرة.. ولم نفكر فيها!.

تفتكروا حضراتكم ليه؟.

السؤال طرحته على الأستاذ الدكتور حمدى السيد.. أستاذ تغذية الحيوان بزراعة عين شمس.. الأستاذ المتفرغ حاليًا.. قال:

نحن لا توجد عندنا أزمة علف!. الموجود أزمة إدارة.. لم تعرف للآن.. كيف تستفيد من 48 مليون طن..مخلفات زراعية.. لخضر وفاكهة ومحاصيل إلى جانب مخلفات حيوانية.. وكلها مواد عضوية.. صالحة جداً لأن تكون علفاً للحيوان!.

الثروة الحيوانية فى مصر.. تحتاج إلى 12 مليون طاقة من العلف.. والأعلاف الموجودة حاليًا تغطى 9 ملايين طاقة.. وهذا معناه وجود فجوة مقدارها 3 ملايين طاقة!.

عندنا عجز 3 ملايين.. رغم أنه عندنا مخلفات زراعية هائلة.. يمكن أن تقدم أعلافًا توفر طاقة.. تزيد على احتياجاتنا!.

على سبيل المثال.. مخلفات الطماطم بعد عصرها.. نسبة البروتينات فيها 33%!. قشر البرتقال فيه طاقة.. تقترب من الطاقة الموجودة فى الشعير!.

لا توجد عندنا أزمة علف.. الموجود أزمة إدارة!. لا توجد عندنا إدارة للموارد العلفية!. نستورد الفكر من الخارج.. باستيرادنا العلف من الخارج.. رغم أنه فى مصر.. مدرسة مصرية لا يوجد مثيل لها!. ولماذا نذهب بعيدًا.. وكُسْب القطن أكبر شاهد.. على كفاءة وتقدم علماء مصر!.

كُسْب بذرة القطن.. الناتج بعد عصير البذرة واستخراج زيت الطعام.. قشرة هذه البذرة التى تم عصرها.. كانت مخلفات يتم رميها وعدم الاستفادة منها.. إلى أن جاء الدكتور كمال غنيم فى الخمسينيات.. وقام بكبس قشور بذرة القطن فى مكابس.. صانعًا منها كُسْب بذرة القطن.. الذى كان ومازال.. عُمْدَة الأعلاف الحيوانية للآن!.

مخلفات الخضر والفاكهة.. تقريبًا حجمها 6 ملايين طن.. نسبة البروتين فى هذه المخلفات من 25% إلى 35%.. بمعاملات بسيطة لها.. تكون علفًا حيوانيًا بنسبة طاقة من 50 إلى 60%.

لابد أن يكون فى كل محافظة.. جهاز مسئول عنده مسح شامل.. لكل ما ينتج من المحافظة من مخلفات زراعية.. وهى تختلف من محافظة لأخري.. ومهم جدًا معرفة هذه المخلفات ونوعياتها وحجمها.. والمركز الإقليمى للأغذية والأعلاف بوزارة الزراعة.. عنده تحليل لكل المخلفات فى مصر.. والمطلوب كل محافظة ما هى مخلفاتها الزراعية وكيف نستفيد منها؟.

انتهى كلام الدكتور حمدى السيد.. لكن القضية لم تنته.. رغم أننا نملك العلماء وعندنا الأفكار وعندنا الحلول.. لكن كل ما عندنا.. عند نقطة بعينها.. يتخشب ويتمسمر فى الأرض.. وفكرة خارج الصندوق.. ما إن نعرفها.. لا نجدها.. عفريت وأخدها.. بعيد بعيد.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!.

...................................................

>> مادمنا نتكلم عن الأفكار غير التقليدية.. أستأذن حضراتكم.. فى إعادة الكلام عن فكرة رائعة.. طرحتها من ست سنوات.. وكررت الكلام فيها طوال السنوات الماضية.. ولا حس ولا خبر.. رغم أنها فكرة رائعة.. وخارج كل الصناديق.. وتوفر.. منا لنا.. فوق الثلاثة مليارات جنيه شهريًا!.

الفكرة صاحبها المحاسب الدكتور.. أيمن إبراهيم.. رحمة الله عليه.. واستضفته مرات عديدة فى برنامج دائرة الضوء.. وشرحها ولم يهتم أحد من المسئولين بها!.

بعد 30 يونيو.. عرضت مرات الفكرة.. التى سماها صاحبها «كسر الجنيه» وفى شرحه لها.. أوضح أن كل معاملاتنا المادية.. فيها بنسبة مطلقة كسر للجنيه!. مثلاً الكهرباء.. فى مصر وقت تقديم المشروع فيها 30 مليون مشترك فى وزارة الكهرباء.. عندهم 30 مليون عداد.. لهم 30 مليون فاتورة شهريًا.. و 30 مليون كسر جنيه!. لو فرضنا الاستهلاك بـ100 جنيه و30 قرشًا.. يتم رفعها لتكون رقمًا صحيحًا وهو 101 جنيهً.. والفارق هنا 70 قرشًا.. وهو كسر الجنيه الذى يذهب إلى مشروعنا!.

د. أيمن إبراهيم.. عمل دراسة كاملة على كل التعاملات التى يصدر بها فواتير.. وعمل لها متوسطًا.. ظهر أن كسر الجنيه المتوقع يزيد على ثلاثة مليارات جنيه.. وإيه «كاش»، لأن كل التعاملات التى تتم «كاش»!. فواتير غاز وكهرباء ومياه.. فواتير مطاعم ومحلات وسوبرماركت وسينمات!. كل تعامل له فاتورة.. يوجد فيه كسر للجنيه!. معاملات البنوك.. فيما عدا المعاشات.. الكسر فيها للعشرة جنيهات لا الجنيه!.

مشروع كسر الجنيه الذى تتجاهلونه.. حصيلته الشهرية قرابة الثلاثة مليارات جنيه.. يعنى أضعاف أضعاف أى ضريبة!. كسر الجنيه لا يمثل أدنى عبء على أى مواطن، لأنه فى الغالب يتركه!. كسر الجنيه فكرة خارج كل الصناديق.. تقدم مليارات.. دون أعباء على الناس أو اعتراضات من الناس.. وهذا ما جعلني.. أكتب ثانية عن مشروع كسر الجنيه.. الذى لم يهتم به مسئول واحد من قبل.. والغريب أن من اهتم وأخذ الفكرة وطبقها.. جمعية خيرية.. لا أعرف كيف اتفقت مع «كارفور».. لأجل أن يكون كسر الجنيه لها.. لا للدولة!.

د. معيط.. ما رأيكم دام فضلكم.. فى واحدة من الأفكار.. خارج الصندوق المهتم بها الرئيس؟.


لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازي

رابط دائم: