رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

40 عامًا على فتنة الحرم المكى

قيض لى من خلال عملى مساعدا للمشرف على صفحات الشئون المحلية بجريدة المدينة بجدة، أن أعايش لحظة بلحظة فتنة الحرم المكى التى قادها جهيمان العتيبى قبل 40 عامًا هجرية، ففى فجر غرة محرم 1400هـ الموافق 20 نوفمبر 1979م، استيقظ العالم على نبأ احتلال جماعة سلفية مسلحة الحرم المكي، وإعلانها ظهور المهدى المنتظر ودعوة المسلمين إلى بيعته، واحتجازها جمعًا من المواطنين والوافدين الذين جاءوا لأداء صلاة الفجر، ولم يسمح بمغادرة إلا من معه نساء أو أطفال، وتراوحت تقديرات المشاركين بما بين 300 - 700 مسلح من 12جنسية مختلفة: سعودية ومصرية ويمنية وأمريكية.. إلخ، وقيل إن الأسلحة أدخلت إلى قبو الحرم بسيارات أمدهم بها محروس بن لادن الأخ غير الشقيق لمؤسس تنظيم القاعدة (تمت تبرئته من التهمة)، وقيل أيضًا إنها أدخلت فى توابيت للموتي، فيما أدخلت الأسلحة الخفيفة كالمسدسات فى طيات الملابس.

والجماعة السلفية المحتسبة أسسها جهيمان بمشاركة 3 آخرين عام 1965م، كجماعة دعوية علنية بنيت رؤيتها على فكر الشيخ ناصر الدين الألباني، وحظيت بمباركة مشايخ كبار من بينهم الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابو بكر الجزائري، وبمرور الوقت بدأ التحول فى معتقد جهيمان الدعوى, حيث أصدر فى الكويت 4 كتيبات يتراوح عدد صفحات كل منها ما بين 27 و 48 صفحة، وهي: الخليفة: مبايعة الإمام والتعهد بطاعته (بيان كيف خدع الحكام المثقفين و عامة الشعب)، وحقيقة التوحيد كما جاء فى القرآن الكريم، والدعوة الإخوانية: كيف بدأت وما هى أهدافها. (إرشادات وتحذيرات بشأن المخاطر الجسيمة والفساد الموجود بالمدارس والجامعات)، وميزان حياة البشر: الأسباب التى من أجلها حاد الإنسان عن الطريق المستقيم.

وجاءت النقلة حين توهم جهيمان سمات المهدى المنتظر فى صهره محمد بن عبد الله القحطانى ورأى فيه مجدد زمانه الذى أشار إليه حديث: إنَّ اللهَ يَبعثُ لهذِهِ الأُمَّةِ على رأْسِ كلِّ مِائةِ سنةٍ مَنْ يُجدِّدُ لها دِينَها، ولهذا كان اقتحام الحرم المكى من أجل أن يبايع القحطانى بين الركن والمقام، مصداقًا للأحاديث الواردة بشأن المهدى المنتظر. وتستوقفنى بهذا الصدد عدة أمور، أولها أن السلطات السعودية تمسكت بسياسة ضبط النفس، إذ كان بوسعها إنهاء الأمر فى ساعات، لكنها لطبيعة المكان وحرمته وحرمة الشهر، لم تبدأ العمليات العسكرية إلا بعد إفتاء 32 من كبار العلماء بجواز مقاتلة الفئة الباغية، فكان تحركها صباح 14 محرم 1400هـ، بعد أسبوعين على الحصار.

والأمر الثانى أن فكر جهيمان كان منطلقًا لأفكار تبنتها بعده فرق تكفيرية وجهادية متطرفة.

ومن يطالع كتيب الفريضة الغائبة لمهندس جماعة الجهاد عبد السلام فرج، يجد تشابهًا كبيرًا فى الرؤى مع ما ذكره جهيمان فى كتبه. الأمر الثالث أن الحادثة وقعت بعد 16 يومًا على بدء أزمة الرهائن فى السفارة الأمريكية فى طهران، وأعقبها بعد 3 أسابيع الغزو السوفيتى لأفغانستان، ونشوء تنظيم القاعدة على يد أسامة بن لادن، فكانت فاتحة للفكر الإرهابى.


لمزيد من مقالات أسامة الألفى

رابط دائم: