رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الاندثار ينتظر «طلاع» النخل

تحقيق ــ سماح منصور

  • الأجرة من 15 إلى 20 جنيها.. وعدم الإقبال على العمل يهدد محصول البلح

جاني ثمار التمر أو كما يشتهر مسماه الوظيفى »الطلاع« هو ذلك الشخص الذي تجده متسلقا النخيل العالي في خفة ورشاقة مستخدما أدواته البدائية التي صنعها بيده ليحمل لك أشهي أنواع التمر، ولمن لا يعرف أنواعه الشهيرة بمصر فهناك عدة أنواع غير معروفة سوي بين أبناء الريف، وهي البلح العمري والكبوشي والحياني العجلاني وبنت عيشة، وهي من أشهي الأنواع إضافة إلي البلح الزغلول والسماني وأخيرا البرجي أغلي الأنواع، والذي ظهر بمصر مؤخرا.

هذه الحرفة أوشكت علي الاندثار ومع مرور الزمن قد يترك البلح علي النخيل لا يجد من يجلبه ليتساقط علي الأرض، فما هي أسباب عدم تحمس الشباب، وخاصة في القرى ليتعلموا من أهاليهم ويتوارثوها منهم؟... التقينا عددا من الطلاعين لنتعرف علي طبيعة عملهم وما يواجهونه من مخاطر وصعاب في مهنتهم وكذلك بعض أصحاب النخيل. في البداية التقينا محمد منصور وهو يسكن بقرية كفر أيوب بمحافظة الشرقية ويمتلك حديقة بها عدد من النخيل، حيث قال إن التمر يمر بأربع مراحل حتي نجنيه، الأولي التقييم وفيها يتم تنظيف النخيل من الجريد الزائد لتخفيف الحمل عن النخلة من ناحية ومن ناحية أخري لاستخدام هذا الجريد في بعض الأغراض، ثم المرحلة الثانية وهي التلقيح وفيها يتم وضع حبوب اللقاح للنخلة الأنثى وبدون هذه المرحلة لن نحصل علي ثمرة حلوة وكبيرة، ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي التدنية وفيها يتم تدنية السباطة المحملة بالبلح لأسفل والمعروفة لغويا بـ (الصنوان) وبدون ذلك لن نجد البلح متدنيا لأسفل بشكله المعروف، وأخيرا تأتي مرحلة جني الثمار والتي تبدأ في منتصف أغسطس من كل عام، وتتكرر عملية الجني نحو ثماني مرات وهناك نوع البلح العمري يجمع مرة واحدة وفي كل طلعة يحصل الطلاع علي أجر من 15: 20 جنيها وللأسف نجد صعوبة شديدة في إحضار الطلاع وقد يترك البلح ليسقط علي الأرض لايجد من يصعد لأعلى لإحضاره. محمد فتحي أحد الطلاعين بالقرية يقول هذه المهنة صعبة للغاية وبها العديد من المخاطر كما أن دخلها الزهيد لا يتناسب أبدا مع مجهودها لذلك أعمل في مجال آخر بجانبها ولا أذهب للطلاعة سوي لمن تربطني بهم علاقة عشم.

وائل عفيفي أحد الطلاعين يقول تعلمت الحرفة من والدي الذي حرص علي تعليمها لي، وقد تعلمتها فقط لارضائه ولكن في النهاية هي »لا تفتح بيوت«. محمد عادل أحد طلاع نخل بالقرية يقول أقوم بطلاعة النخيل مع أول شعاع للنهار، تحديدا بعد صلاة الفجر حتي أتمكن بعدها من الذهاب لعملي بالعاشر من رمضان لأنني أعود في المساء من عملي، وفي الليل لا يمكن طلاعة النخل وهذه المهنة بجانب أن المقابل لها زهيد ونضطر للعمل بجانبها حتي نوفي احتياجات أسرنا..فهي تحمل مخاطر كثيرة فهناك زميل لنا كان شابا صعقه التيار الكهربي لأنه كان أعلي نخلة بجوار الضغط العالي..لذلك أتوقع أن تختفي هذه المهنة مع مرور الوقت.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق