رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
رسالة من امرأة

تختزن ذاكرتى مقاطع مختلفة من أغانى الفنانة الكبيرة فايزة أحمد، وعنها. أُشارك عدداً من أصدقائى الحنين إلى صوتها الذى يجمع الدفء، والقوة، فى آن معاً. إسهامها فى تطور الغناء فى مصر، والعالم العربى، مشهود. وليس حلول الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيلها غداً هو ما يُذكَّرنا بها. لكن يتعين، فى هذه الذكرى، التذكير بأنها أسهمت أيضاً فى انتشار قصائد جميلة لشعراء كبار، مثلها فى ذلك مثل أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، ونجاة الصغيرة، وغيرهم.

وعندما يسهم الفنان فى توسيع نطاق المعرفة بالشعر، الذى لا يقرأه عادة إلا القليل من الناس، فهذا عمل عظيم يُسجل له، ويضاف إلى ما ينبغى أن يُشكر عليه. غنت الفنانة الراحلة عدداً من القصائد القوية لعل أبرزها قصيدة الراحل الكبير نزار قبانى التى كان عنوانها (رسالة من امرأة حائرة)، واستبعد الفنان محمد سلطان الذى قام بتلحينها كلمة حائرة بالاتفاق مع كاتبها.

كتب قبانى هذه القصيدة فى لحظة انفعال فنى عميق وضع نفسه فيها فى موضع امرأة تعرضت لخيانة أدمت قلبها. وربما هذا ما يفسر حدة كلمات وعبارات رأى سلطان استبعاد بعضها، واستبدال بعض آخر، فجاءت الأغنية أكثر تأثيراً ونفاذاً إلى القلب. استخدم مثلاً عبارة «يا رفيق العمر» بدلاً من «يا دني».

أجادت فايزة أحمد أداء هذه القصيدة التى لا تخلو من صعوبة بسبب الانتقال السريع من موضع من يتلقى أمراً، إلى حالة المتكلم. يوحى مطلعها بأن المتحدث هو الرجل الخائن: (لا تدخلى .. لا)، ولكن سرعان ما تصبح المرأة المخدوعة هى التى تتحدث: (وسددت فى وجهى الطريق .. بمرفقيك/وزعمت أن الرفاق آتوا إليك/أهم الرفاق أتوا إليك؟/أم أن سيدة لديك/تحتل بعدى ساعديك..).

ولم تكن هذه قصيدة قبانى المغناة الوحيدة التى حدث فيها تعديل. غنت له الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة قصيدة من امرأة مجهولة، التى يقول فى مطلعها (متى ستعرف كم أهواك ياأملاً/ أبيع من أجله الدنيا .. وما فيها..). فقد غيرت نجاة النداء (ياأملاً) إلى (يارجلاً). وكانت هى شخصياً من طلبت تغييرها، لأنها معروفة باهتمامها الشديد بكل كلمة فى أغانيها. الدعاء بالرحمة للفنانة فايزة، وبطول العمر للفنانة نجاة.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: 
كلمات البحث: