لا مفر أمام المصريين إذا أرادوا اللحاق بقطار التقدم الذى إنطلق منذ أكثر من 40 عاما فى العديد من الدول الآسيوية سوى العمل.. والعمل الجاد الدءوب ـ كما قال الرئيس السيسى أخيرا ـ مثلما فعلت الشعوب الآسيوية، وعانت سنوات والآن هى تجنى ثمار كدها غنى وتقدما ورفاهية!
وهنا يتعين أن نطرح على أنفسنا سؤالا مهما ونجيب عليه بكل صراحة وشفافية.. هل نحن شعب يحب العمل ويقدسه مثلما يفعل الصينيون واليابانيون والكوريون وغيرهم.. أم أننا شعب «فهلوي» يسعى لتحقيق الغنى والثراء من بيع «الهواء» والنصب والجلوس فى المقاهى والغرف المكيفة وإصدار الأوامر والتعليمات التى لا معنى لها سوى «النفخة الكدابة»!
ولنكن صرحاء مع أنفسنا.. أنظر إلى الموظف المصرى الذى يأتى إلى عمله فى الثامنة أو التاسعة ويبدأ فى التفكير فى تناول الإفطار وينشغل به حتى الساعة 11، ثم يعمل لنحو الساعة ويذهب لصلاة الظهر، ليبدأ بعدها فى الاستعداد للعودة إلى المنزل.. ماذا أنتج وماذا قدم؟!
لقد رصدت على مدى سنوات أسلوب عمل الفنيين المصريين من ميكانيكية وصنايعية فى مختلف المهن، قليل منهم يعمل بجد ويريد الإنجاز، وأغلبهم يعمل خمس دقائق ويشرب الشاى ويدخن بالساعات، وإذا طالبته بسرعة الإنجاز فإنه سوف يتذمر وقد لا ينهى لك عملك، وإذا قلت له ملاحظة أو إنتقادا لعمله تكون مثل من عاب فى الذات المقدسة!! على عكس الآسيويين، فالعامل الآسيوى أو سائق التاكسي.. لا يمكنه أن يدخن أو يشرب أى شيء باستثناء الماء فى أثناء عمله، ويعكف طوال ساعات العمل فى التفكير فى تطويره إلى الأفضل. نعم نحن شعب غير مبدع لأن ثقافتنا العربية أساسها الكلام والخطابة، وكان الشعراء يرتزقون من قصائد المديح أو الهجاء للملوك والحكام ـ تماما كما يفعل بعض الكتاب والسياسيين والصحف هذه الأيام! ولم تكن الشعوب العربية منتجة أو مبدعة يوما ما فى غير الثقافة والأدب والخطابة.. نريد أن نغير هذا الفهم.. نريد أن نصبح أمة تدرك معنى العلم الذى يعرفه أو عرفه العالم قبلنا بقرون.. لن ندرك التقدم مثل الآخرين إلا إذا عرف أبناؤنا العمل الجاد والعلوم الطبيعية التى تقود للتقدم!
لمزيد من مقالات منصور أبوالعزم رابط دائم: