رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لا تنس أشقاءك فى مخيمات الموت

تحت ضغط الإلحاح الصحفى كالعادة وضمير المواطن العربى المعذب بعذابات أشقائه فى المخيمات والمنافى والشتات حيث اقترب نصف سكان عالمنا العربى من الإقامة الطويلة فى مخيمات اللاجئين الآن تحت وطأة كل هذا قررت الاتصال كما أفعل بين حين وآخر بالصديق أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية للسؤال والفوز بسبق صحفى عما ستفعله الجامعة وإخوانه وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم اليوم بمقر الجامعة العربية فى القاهرة خلال لقائهم الدورى العادى وشجعنى على خطوة الاتصال بالأمين العام للجامعة تلك أن جامعته قررت وبناء على طلب من الأردن ودول عربية أخرى عقد اجتماع إضافى استثنائى وخاص لوزراء الخارجية للبحث فى شأن قضية قرار ساكن البيت الأبيض السيد ترامب بقطع الدعم والمعونات السنوية عن منظمة الاونروا تلك المعنية بقضية اللاجئين الفلسطينيين فى مخيمات الشتات العربى، سواء فى سوريا أو لبنان أو الأردن وغيرها حيث المبلغ الذى قرر ترامب وقف تسديده مع رغبة دفينة وملحة بشطب حق العودة وإلغاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، كما يخطط حاليا لا يتجاوز 365 مليون دولار سنويا.

ولا أدرى لماذا تراجعت فى اللحظة الأخيرة فى الاتصال بأبو الغيط ربما تذكرت على الفور الإحباط والضيق الذى يعيشه الرجل منذ عام ونصف، وصوته الذى يكاد يبح فى كل مؤتمر واجتماع وإطلالة إعلامية وصحفية راجيا أشقاءه وزراء الخارجية، وكثرة خطاباته للقادة والزعماء العرب طالبا إياهم بسرعة إنقاذ جامعتهم قبل أن تغلق أبوابها ونوافذها بسبب عدم تسديد حصصهم وأنصبتهم المالية السنوية فى ميزانية الجامعة.

تراجعت عن الاتصال أو كثرة التفاؤل بإمكانية أن يحقق اجتماع الوزراء العرب أى خطوة إغاثة، أو إقامة شبكة أمان أو طريق أوتوستراد لإنقاذ أشقائهم الفلسطينيين الذين يعانون مرارة الظلم مرتين، الاولى عندما احتل الاسرائيلى أرضهم وطردهم منها طيلة حروب 48 و56 و1967 ليجعلهم يفرون إلى المنافى والشتات داخل مخيمات الموت البطىء على حدود دول الجوار العربى لوطنهم الفلسطينى حتى يمكنهم اختلاس النظرة كل صباح لرؤية العودة إلى هذا الوطن فلسطين المسلوب والمغتصب ويمنون النفس باقتراب ساعة العودة، وهذا لم يحدث حيث طال الانتظار والشوق لأكثر من 70 عاما حتى الآن.

والمرة الثانية عندما يأتى السيد ترامب ويقرر بانعطافة وانحياز أمريكى يهودى مطلق حرمانهم حتى من حق الحياة وأبسط الحقوق الآدمية يوميا, سواء فى تلقى حصص الطعام من الأونروا، أو حتى علاج النذر البسيط من أمراض القهر والحرمان بسبب عذابات وطنهم المختطف، ومنازلهم التى تحولت إلى مرتع من المستوطنات لقطعان المهاجرين اليهود من عديد دول العالم.

ولكن سرعان ما تغلبت على عدم تفاؤلى هذا وحدثت النفس أن قضية عدم تسديد حصص الدول العربية فى ميزانية جامعتهم قضية أخرى ربما يعتريها بعض التسويف والمراوحة والتأجيل، ولكن قضية قطع المعونات الأمريكية عن اللاجئين الفلسطينيين ومنظمتهم الأونروا التى أنشئت لأجلهم عام 1949 لا تستحق التأجيل أو المراوغة أو التسويف حيث الوقت يدهم الجميع، وأن تجميد أو قطع لأموال الأونروا معناه سقوط عشرات الموتى يوميا نتيجة عدم صرف حصص الطعام، أو تقديم الدواء العاجل لمرضى المخيمات الذين يصارعون الموت جراء تراكم الأمراض والمواجع التى فعلها بهم المحتل الإسرائيلى.

ناهيك عن ضياع مستقبل أكثر من مليون و600 ألف طفل فلسطينى لن يذهبوا إلى المدارس هذا العام لأن توقف وتجميد مساعدات وأعمال الاونروا سيقابله فى الحال عدم بدء واكتمال العام الدراسى على الفور، وبالتالى ستتحول المخيمات فى الحال إلى مسرح موت كبير للأشقاء الفلسطينيين لأن الكارثة فى حجم تدافع وتوالى التوابع والفصول بعد قرار ترامب، ورحت أتساءل كيف لرجل مثله أن يترك كل هذا الإرث من مآسى جثث سكان المخيمات الذين سيلاحقهم الموت ويفترسهم المرض ويصارع أطفالهم البؤس والفاقة، ثم يتساءلون فى واشنطن وتل أبيب لماذا يقوم الفلسطينى بالعمليات الاستشهادية أو يلجأ إلى الطعن اليومى حاليا للمستوطنين الجدد.

لكن سرعان ما عدت وقررت معاودة الاتصال بالأمين العام للجامعة للتهنئة هذه المرة فى حالة صدور القرارات المفاجئة من قبل الوزراء العرب ومنيت النفس بأن أبو الغيط سيرفع الصوت لهم عاليا خلال الاجتماع بألا ينسوا إخوانهم فى المخيمات من الهمس لهم منفردين بأن مبلغ 365 مليون دولار الذى قطعه ترامب ليس خرافيا، وأن عدة عواصم عربية يمكن أن تقرر تسديده فى ساعة واحدة، وبالتالى ينجحون خلال هذا الاجتماع الاستثنائى فى ترميم معنويات اللاجئين الفلسطينيين فى الحال.

فهل يفاجئنا الوزراء العرب بتسديد أموال الاونروا وإنقاذ أشقائهم فى المخيمات بدلا من الموت والعذاب اللذين ينتظرهما والتنزه فوق صدور مأساتهم القادمة.


لمزيد من مقالات ◀ أشرف العشرى

رابط دائم: