أيام محبوبة.. وعودة الحب الضائع

عن دار النسيم صدرت أخيرا رواية «أيام محبوبة» للروائى رأفت الخولى وهى رواية اجتماعية.

تدور أحداثها فى أجواء ريفية، موضوعها الحب الأول، أو الحب من أول نظرة، وكيف تؤثر تجارب الحب الأولى فى الأشخاص بلا وعي، إذ تتحكم فى مجريات حياتهم ولو بشكل غامض إلى أن تعاود الظهور مرة أخرى فى العلن ولو بعد سنوات!أحداثها يرويها طبيبٌ نفسى عن إحدى الحالات التى يلتقى بها وهى «صباح»، التى تأتى فى حالة غيبوبة هيستيرية قبل زفافها بيومين؛ بسبب خلاف احتدم بينها وبين عريسها «طاهر»، إذ تصر أسرة العروس على وجود الماشطة، فترفض العروس، بينما يقبل العريس وأسرتها هذه الطريقة التقليدية؛ لتتباهى الأسرة بشرفها أمام أهل القرية، خاصة أن طاهر كان يعيش مع أسرة العروس كواحد من أفرادها.

لم يكن رفض صباح لهذه الطريقة الهمجية، نابعا من كونها فتاة عصرية خريجة الطب البيطري، بل لأنها اكتشفت أنها لا تحب طاهر، وأن طاهر لا يحبها، وأن قلبها قد دق واتجهت بوصلته تجاه «منجي» ذلك الفتى الصعيدى المراكبى بائع الملح الذى رست مركبته فى الرياح بجوار بيتها فى القرية، ورأته وهو يحمل أجولة الملح بسواعده القوية، وعضلاته المفتولة، واستمعت إلى عزفه على الناى وقت راحته، فتعلق به قلبها، ولم يكن طاهر أحسن حالا من صباح إذ حاول هو الآخر أن يتخلص بهذا الزواج من علاقته بـ «مني» التى كانت تكبره بخمس عشرة سنة.

أحداث الرواية تكشف عن شخصية الراوى وهو الدكتور «محرم» الذى كان قد وقع هو الآخر- دون أن يدري- أسيرا للحب الأول، عندما رأى «محبوبة» من شرفة سكن الأطباء فى بداية تسلمه العمل بالمستشفي، لكنها تزوجت بآخر ومات زوجها بعد عشر سنوات تجرعت خلالها غصة الفراق، وعادت بهما الحياة لتكون حبيبة الراوى الذى لم ينجح فى حياته الزوجية التى انتهت بالانفصال؛ فكان لقاؤه بـ «محبوبة» استعادة لأيام الحب الأول.