رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة حوار
رفعت السعيد وهيئة الكتاب

تحل ذكرى رحيل المفكر والمؤرخ والسياسى الكبير د.رفعت السعيد فى 18 أغسطس الحالى، وربما تكون مناسبة لمناقشة بضع وقائع رأيتها لافتة للنظر، فالدكتور رفعت وضع كتابا مهما من جزءين قبل وفاته، أطلعنى على بعض أفكاره، واسمه (بناة مصر الحديثة) وقسمه الثانى لم يكتمل تماما، وقد سلمت ابنته غادة النص مع (السى ديهات) إلى د. هيثم الحاج رئيس هيئة الكتاب، وهو رجل محترم شديد الإنجاز، وقال إن الهيئة لن تطبع إلا الجزء الأول (الكامل) وإن ذلك سيتم عند موعد معرض الكتاب الذى فات، ومع ذلك لم تطبع الهيئة ذلك الكتاب فى واقعة لى عليها بعض الملاحظات: أولا: ألاحظ لونا من ألوان اهتمام البيروقراطية المصرية بالنصوص المعاصرة التى يكون كتابها على قيد الحياة، فإذا رحل المؤلف الذى يمكن أن يلاحق ويتابع فتر اهتمام الأجهزة المصرية بنصه واعتلتها البرودة. ثانيا: إن كل كلمة يكتبها مفكر فى حجم رفعت السعيد هى ذات قيمة ثقيلة العيار والأرجحية الذى اعتذرت عنه الهيئة. ثالثا: كنت أتصور أنه إذا فات الهيئة طباعة هذا الكتاب وسط الانشغال الكبير وقت معرض الكتاب، أن تلحق بإصداره وقت ذكرى رحيل كاتبه الأول. رابعا: أنا متأكد من جدية واهتمام رجل مثل هيثم الحاج رئيس هيئة الكتاب ولكن دوائر البيروقراطية الإدارية والثقافية الفاسدة لا تسمح لاهتمام رئيس الهيئة بأن يمتد إلى كل مساحات الحالة الثقافية المصرية. خامسا: حين نتكلم عن أننا نعيش الآن مرحلة البناء الثقافى للإنسان المصرى، أو نتكلم عن ضرورات وحتمية تجديد الخطاب الدينى، يجب أن نفهم أن رفعت السعيد واحد من أبرز رموز المؤلفين، ومن ثم فإن تسليط الضوء على أى ورقة أو سطر أثاره هو تدعيم لاهتمامه بمثل هذه القضايا التى تحتل أوسع مساحة من فضاء الاهتمام القومى، حتى لو كانت هذه الورقة أو ذلك السطر لا يتعلق بالأمرين، فنحن ننخرط فى حال تركيز على السياق الفكرى والثقافى والتاريخى بأكمله للمؤلف، وليس على نص يتعلق بحقبة أو مرحلة أو موضوع ويقتصر عليه.. أتمنى أن تسارع هيئة الكتاب بإصدار كتاب (بناة مصر الحديثة) للدكتور رفت السعيد، حتى تسهم فى إقناعى بأن وزارة الثقافة قادرة على تحقيق المهمة الموكلة إليها فى البناء الثقافى للإنسان المصرى.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: