أرجو ألا يفهم كلامى على أنه نوع من التهكم أو السخرية أو أنه على سبيل الفكاهة، فلقد أخذت أتأمل تلك الصورة التى ما زلت أحتفظ بها، وهى صورة التخرج لوالدى ـ رحمه الله ـ فلقد أخذت تلك الصورة فى منتصف أربعينيات القرن الماضى، وهى لدفعته، حيث تخرج فى كلية أصول الدين بالأزهر الشريف، وكانت بالأبيض والأسود، وكان هو وزملاؤه فى أبهى هيئاتهم خاصة بذاك الغطاء الذى علا رءوسهم، والذى لم يكن يضعه فوق رأسه سوى الباشوات وعلية القوم والمتعلمون، وهو ما يسمى «الطربوش»، وأخذت أجول بخاطرى كيف كان ذلك الزمن جميلا بطربوشه، وسألت نفسى : لماذا لا نحيى تراثنا القديم؟ وماذا لو عاد الطربوش؟، وكيف نعيده مرة أخرى؟.. وتذكرت ما نقوم به الآن من تشييد صرح جديد كبير ومجتمع جديد فى العاصمة الإدارية الجديدة، وليتنا نضع لها «نيو لوك» جديدا، وليكن «الطربوش» رمزاً لها بإلزام جميع العاملين بالحكومة والقطاع الخاص بارتدائه فى أثناء فترات العمل الرسمية، وماذا لو طورناه ليصبح ذا ألوان متعددة؟
فعلى سبيل المثال يكون طربوش قطاع الصحة باللون الأحمر، وطربوش قطاع الزراعة باللون الأخضر، والقطاع الصناعى يكون لون طربوشه الأزرق، ووزارة المالية باللون الوردى، أما قطاع التعليم فيكون طربوشه باللون «الفوشيا»، ويمكننا أن نميز بين التعليم ما قبل الجامعى والجامعى بأن يكون طربوش ما قبل الجامعة بزر واحد فقط، بينما الطربوش الجامعى بزرين، وأما وزارة الشباب والرياضة فيكون طربوشها باللون الأصفر، وهكذا.
د. حسام الدين أحمد سلطان ـ بورسعيد
رابط دائم: