رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قراءة فى كتاب «الشعر والشعراء»

صبرى الموجى

ضمن سلسلة الذخائر الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، صدرت طبعةٌ جديدة لكتاب «الشعر والشعراء» فى جزءين من القطع الكبير لأبى عبد الله بن مسلم بن قُتيبة الدينورى المتوفى 276هـ ، أحد أئمة القرن الثالث الهجري، تحقيق العلامة الفقيه المُحدث الأديب أحمد محمد شاكر.

بدأ المؤلف كتابه بمقدمة نقدية تُعتبر من بواكير النقد الأدبى المصحوب بالعلل، أكد فيها أنه لم يحرص على استيفاء الشعراء وحصرهم وتقصى سيرهم، بل اقتصر على المشاهير منهم، حيث قال: «وكان قصدى للمشهورين من الشعراء، الذين يعرفهم جُلُّ أهل الأدب، ويصح الاحتجاجُ بأشعارهم فى الغريب والنحو وكتاب الله عز وجل، وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم».

وقد عُنى ابنُ قتيبة بترجمة الشعراء، وجمع أخبارهم، واختيار طائفة من أشعارهم، اعتمادا على الترتيب الزمني، مُخالفا فى ذلك ابن سلام الجمحى فى كتابه (طبقات فحول الشعراء)، حيث اكتفى ابنُ قتيبة بالقدماء، واستشهد بالنذر اليسير من المُحْدثين كأبى العتاهية، ومُسلم بن الوليد، والعباس بن الأحنف، وهو ما أشار إليه بقوله: «وهذا كتابٌ ألفتُه فى الشعر، أخبرتُ فيه عن الشعراء، وأزمانهم، وأقدارهم وأحوالهم فى أشعارهم، وقبائلهم، وأسماء آبائهم، ومن كان يُعرف باللقب، أو الكنية، وما يُستحسن من أخبار الرجل وما يُستجادُ من شعره».

والكتاب يتكون من جزءين جمعا - إلى جانب مقدمته النقدية الرائعة، وتراجم الشعراء - مجموعة من القضايا، منها قضيةُ القديم والحديث، التى يرفُض فيها ابنُ قتيبة منهج سابقيه فى استحسان الشعر القديم حتى ولو كان (سخيفا) لتقدُم قائله، ورد الشعر الحديث حتى ولو كان (رصينا) لحداثة صاحبه، ومن قضايا الكتاب أيضا قضية اللفظ والمعنى، والتى قسَّم على أساسها الشعر إلى أربعة أنواع: نوعٍ حسن فى معناه ولفظه، ونوعٍ حسنٍ فى لفظه دون معناه، ونوع حسن فى معناه دون لفظه، والنوع الرابع سيئ فى لفظه ومعناه، وغيرها من القضايا، التى استفاد منها اللاحقون أيما إفادة كقضية إثارة الإبداع، والتقليد والاحتذاء، وخلود الشعر، والضرورات الشعرية، وأخيرا قضية أولية الشعر.

وقد اختار ابن قتيبة فى ترجمته للشعراء منهجا ارتكز على معيارى الاختيار والنقد، حيث بلغ مجموع من ترجم لهم من الشعراء 206 شعراء بين جاهلى ومخضرم وإسلامى، ومن عاصرهم من العصر العباسى بدءا بامرئ القيس الذى أطال فيه القول؛ لاستفاضة أخباره، مرورا بزهير وكعب والنابغة، وصولا لابن مُناذر ثم ختم بالأشجع السلمى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق