رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الانهيارات تتواصل: الإسكندرية القديمة.. كارثة مستمرة!

الإسكندرية ــ حنان المصرى

356 حالة انهيار خلال عام ..ومبانٍ تجاوز عمرها قرنا

 

خلال الأيام القليلة الماضية ، شهد عدد من أحياء الاسكندرية القديمة انهيارات فى بيوت متهالكة مضى على إنشائها أكثر من مائة عام . ففى حي العطارين سقط جزء من شرفة أحد المنازل الخشبية أسفر عن وفاة أحد المواطنين، كما شهد حى المنتزه سقوط جزء من سور أحد الأسطح، ما أدى لانهيار شرفة الطابق الأخير بالمبنى وإلحاق الضرر بالسيارات التى تصادف وجودها أسفل العقار.

«تحقيقات الأهرام» قررت فتح ملف البيوت القديمة فى مناطق الاسكندرية وكانت بداية جولتنا مع اول من يتعامل مع الكارثة بعد وقوعها وهم الحماية المدنية .. حيث أشار العميد فؤاد الغنيمى مدير إدارة الحماية المدنية بمديرية امن الإسكندرية إلى أن مشكلة الإسكندرية القديمة ذات الطابع المعمارى والتى يعانى معظمها من الشروخ والتصدعات تكمن فى عدم صيانتها وعدم امتداد أيدى الإصلاح إليها منذ عشرات السنين !! فأصبح الواقع يشهد بين الحين والاخر انهيارا لهذه البيوت التى تحولت الى كوارث تحت التشطيب .. ومن خلال عملنا فى الحماية المدنية نرى ان هناك العديد من البيوت القديمة تنهار وأحيانا يكون هناك ضحايا بسبب قيام البعض بالبناء بجوار البيت القديم الذى يتأثر فينهار بسبب ضعف أساساته. .وفى بعض الحالات يقوم صاحب البيت القديم بتخريب البيت لأن السكان يرفضون إخلاءه.. بل يصل الأمر بهم أن يوقعوا على إقرارات بتحملهم المسئولية كاملة فى حالة حدوث كارثة تؤدى الى انهيار البيت وبذلك يفضلون أن يلقوا حتفهم تحت الأنقاض وهنا  تصبح بيوتهم هى قبورهم.

إنذار للمسئولين

وعن عدد البيوت التى انهارت فى الفترة الاخيرة يقول: «خلال عام واحد فقط بداية من شهر يوليو 2017 وحتى شهر يونيو 2018 شهدت الإسكندرية 356حالة انهيارات فى البيوت القديمة ما بين انهيار جزئيا وكليا.. وفى بعض الحالات كان هناك ضحايا لقوا مصرعهم تحت الأنقاض».

الحالة الإنشائية:

أما المهندسة مها عبد العزيز وكيلة وزارة الإسكان بالإسكندرية فتقول لابد أن نوضح أن المناطق العشوائية تمثل جزء من المشكلة ..وهى البيوت المتهالكة بالمناطق القديمة وهى نحو عشرة مناطق قديمة بها عشوائية أيضا .. فمع صعوبة تنفيذ المخططات العمرانية للاسكندرية بصفة عامة نجد العشوائيات فى خطا اسرع من تنفيذ المخططات العلمية السليمة.. وبنظرة فاحصة على المبانى القديمة نجد ان هناك عدة احياء ومناطق تتمركز بها هذه النوعية من البيوت مثل حى المنتزه اول وثان وحى غرب وحى الجمرك .. فالبيوت بها متلاصقة  وتقع فى شوارع قديمة ضيقة للغاية  تعانى من سوء الحالة الإنشائية ..مما يترتب عليه أنه عند انهيار بيت يؤثر على عدد من البيوت المجاورة نتيجة أن البيوت «مسنودة» على بعضها البعض إلى جانب أن عمرها الافتراضى انتهى ..فأغلبها تجاوز الـ 100 عام لذلك فهى تعتبر كوارث محققة.. ومما يساعد على ارتفاع معدلات الانهيارات فى الإسكندرية القديمة العوامل الجوية التى تشهدها المدينة خلال فصل الشتاء.

القرارات لاتنفذ

وبسؤالها حول أسباب تزايد حوادث الانهيارات لهذه البيوت عاما تلو الآخر تجيب قائلة إن هناك عدة أسباب منها صعوبة تنفيذ قرارات الهدم لرفض المستأجرين والملاك أيضا إخلاء البيت نظرا لعدم توافر أماكن بديلة للمعيشة، وهنا يصبح تنفيذ القرار أمرا مستحيلا خاصة عندما يقررون البقاء على مسئوليتهم، وهناك سبب آخر مهم وهو الاعتقاد بوجود آثار أسفل معظم البيوت القديمة فى الإسكندرية القديمة مما يدفع بالمستأجرين والملاك الى عدم الموافقة على الخروج من البيت خشية هدمه ومصادرة الارض فى حالة وجود آثار!!

وتتطرق إيمان المهدى مدير عام التخطيط بالاسكندرية لأمر آخر فى ملف البيوت القديمة قائلة إن هناك أحياء ذات طبيعة خاصة مثل حى الجمرك الذى يضم مناطق تراثية والحى التركى وحى المغاربة وهذه المناطق لها رحيق و طابع عمرانى متميز لابد من الحفاظ عليه من خلال ترميم المتهالك منها وإعادة استخدامها الاستخدام الأمثل خاصة أن المبانى المسجلة بسجل الحفاظ على التراث والتى تبلغ اكثر من (800) مبنى على مستوى الاسكندرية معظمها داخل الاحياء القديمة تشكل عبئا ماليا على اصحابها هنا لابد من إعادة استغلالها من خلال متخصصين مما سيحقق عائدا ماديا ينفق منه على هذه المبانى وفى الوقت نفسه يحقق دخلا ماديا لاصحابها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق