أستاء كثيرا عندما أسمع من رجلٍ أنه ضرب زوجتهِ أو أختهِ، ويصل استيائى لدرجة الانفعال عندما يكون الضرب من ابن إلى الأم، فلقد جعلها الله فى مستوى الرجل فى الحظوة الإنسانية الرفيعة، وصعد بها الإسلام إلى حيث مستواها الرفيع الموازى لمستوى الرجل فى المجال الإنسانى الكريم لقوله تعالي» لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ...» (النساء32)، وأيضا قوله تعالي: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ» (البقرة228)، وقد تكون المرأة نصف المجتمعات الأمريكية والغربية، بينما المرأة المصرية كل المجتمع، فهى الأم والأخت والزوجة والابنة والعمة والخالة والجدة، وهى الوزيرة والقاضية والطبيبة والمعلمة وربة البيت الذى لا يستقيم ولا يفلح إلا بوجودها..
وللأسف الشديد يتعامل الرجل مع الآية الكريمة، «وَاللَّاتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ» (النساء34) على أن الضرب والتعامل السئ مع المرأة أمر مطلق، وخاصية ميّز الله بها الرجل على نساء الكون، فكيف يكون ذلك وقد قال رسول الله: «استوصُوا بالنساءِ خيراً، فإنهن عندَكم عَوانٌ، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبيِّنة، فإن فعَلْن فاهجُروهن فى المضاجعِ واضربوهن ضرباً غير مُبرِّح، فإنْ أطَعْنَكم فلا تبغُوا عليهن سبيلا»، فهنا تظهر جليا وصيته كرسول وإنسان بأن أمر الضرب ليس مطلقا بل هو مرهون ببعض السلوكيات، فالضرب هنا ليس للتعذيب وليس للانتقام، ولكن للتقويم، حتى يفهم الناس السنَّة على حقيقتِها. وحين أباح الشرع ضرب الزوجة فى حال المخالفة والنشوز، فهو نوع من أنواع العلاج، ولبعض الحالات وليس كلها، فمن أراد أن يطبق شرع الله ونصوص قرآنه الحكيم وسنة نبيه العظيم فليعمل بوصية رسول الله، حيث روى مسلم أن رسول الله قال: «إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم»، «فاستوصوا بالنساء خيراً».
د. رجب إسماعيل مراد
الأستاذ بجامعة الإسكندرية ـ فرع مطروح
رابط دائم: